زراعة قصب السكر بـ «الداخلية».. رافد زراعي يعزز الاقتصاد الوطني

بلادنا الأربعاء ٢٤/مايو/٢٠٢٣ ١٥:٣٥ م
زراعة قصب السكر بـ «الداخلية».. رافد زراعي يعزز الاقتصاد الوطني

العمانية - الشبيبة

تجود زراعة قصب السكر في عدد من محافظات سلطنة عُمان ومنها محافظة الداخلية، وهو من الموروثات الزراعية التي حافظ عليها العُمانيون جيلًا بعد جيل، ليحظى باهتمام ورعاية من المزارعين منذ بدء زراعته وحتى حصاده، وتعد ولاية منح بمحافظة الداخلية من الولايات التي تشتهر بزراعته؛ بسبب وفرة مياه الأفلاج طوال العام والاهتمام الجيد من المزارعين بهذا المحصول، فهو يشكل رافدًا زراعيًا مهمًّا ومعززًا للاقتصاد الوطني.

وقال اليقظان بن خلف المسروري صاحب مصنع لصناعة السكر بولاية منح: إن زراعة قصب السكر يتم في الفترة ما بين شهري فبراير ومارس من كل عام، ويتم حصاده بعد سنة كاملة، حيث يبدأ المزارعون بتهيئة الأرض وتنظيفها وتسميدها وسقيها لعدة مرات، بعدها يتم زراعة المحصول ومتابعته ميدانيًّا حتى موعد حصاده، ويتعاون أفراد الأسرة في عملية الحصاد التي تتم بالطريقة التقليدية (الجز اليدوي)، ثم ربطه ونقله إلى المصنع.

وأضاف أن المزارعين يأتون بحصاد قصب السكر إلى مصنع الزبادية، وهو الوحيد على مستوى ولاية منح الذي يستقبل أطنانًا من قصب السكر كل عام من داخل الولاية ومن الولايات المجاورة كذلك، حيث تبدأ عملية التنظيف والترتيب، ثم عملية التصنيع التي تتمثل في ثلاث مراحل رئيسة وهي: العصر، والطبخ، والتجفيف، وفي المرحلة الأولى تتم عملية عصر قصب السكر عبر المكينة المخصصة، ويكون مصحوبًا بفلترة لتنقيته من مختلف أنواع الشوائب لضمان جودته ونظافته، ثم يخزن في برك مجهزة يتم تصفيته وقياس كمية السائل فيها، ويتم نقل مخلفات القصب عبر ناقل خاص إلى الشاحنات التي تحمله إلى مصانع الأعلاف الحيوانية.

وأوضح أنَّ في المرحلة الثانية تنقل العصارة إلى مراجل الطبخ المصممة لهذه العملية وتستمر ما يقارب من 3 إلى 4 ساعات، ويحدث في هذه المرحلة تبخر العصارة بنسبة 80٪؜ ويبقى السكر على هيئة سائل مركز، وبعد نضوجه تأتي المرحلة الثالثة وهي مرحلة التجفيف، حيث ينقل السكر عبر عربات خاصة إلى أحواض التجفيف، وتكون العملية مصحوبة بالتقليب المستمر لضمان جودة المنتج، وبعد يوم كامل من التجفيف يتم تعبئة السكر في العلب للتسويق السريع ويحتفظ بالباقي في الأظرف المصنعة من سعف النخيل للحفاظ عليه من أي تأثر خارجي.

وأكد على ضرورة إيجاد منافذ تسويقية لهذا المحصول لتعزيز الناتج المحلي الإجمالي، وإدخال هذا المنتج في الصناعات الغذائية التحويلية لما يحتويه من عناصر غذائية تسهم في تقوية الجهاز المناعي للجسم.

وأشار المسروري إلى أن السكر العُماني يواجه بعض التحديات التي تدني سعره بسبب دخول السكر البني المستورد، حيث انخفض سعر السكر بنسبة 50٪؜ ليصبح السعر الحالي يتراوح ما بين ريالين إلى ريالين ونصف بعد أن كان سعره يصل إلى/4/ ريالات، بالإضافة إلى تفشي بعض الأمراض التي من أبرزها مرض البق الدقيقي الذي انتشر بشكل واسع في الآونة الأخيرة، مما أدى إلى انخفاض الإنتاجية، حيث بلغت إنتاجية العام الماضي /40/ طنًّا من السكر الأحمر الخالص لتنخفض في هذا العام لتصل إلى /17/ طنًّا فقط.

جدير بالذكر أن السكر الأحمر يعد بديلًا صحيًّا عن السكر الأبيض، ومعززًا للجهاز المناعي للجسم، كما يستخدم في الطب الشعبي، وعلاج بعض الأمراض مثل آلام البطن والحلق وغذاء جيد للنساء عند الولادة، ويستخدم أيضًا في صناعة الحلوى العُمانية.