سفارة مملكة البحرين بالسلطنة تحتفل بالذكرى الـ 51 ليومها الوطني

بلادنا السبت ١٧/ديسمبر/٢٠٢٢ ١٨:٢٢ م
سفارة مملكة البحرين بالسلطنة تحتفل بالذكرى الـ 51 ليومها الوطني

مسقط - خالد عرابي

 احتفلت سفارة مملكة البحرين الشقيقة المعتمدة لدى سلطنة عمان يوم الخميس الماضي بالذكرى الـ 51 ليوم بلادها الوطني، - الذي يوافق الـ 16 من ديسمبر من كل عام- ، حيث تحتفي المملكة بإحياء ذكرى قيام البحرين الحديثة، وذكرى تولي جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، مقاليد الحكم في البحرين.

وقال سعادة السفير الدكتور جمعة بن أحمد الكعبي، سفير مملكة البحرين المعتمد لدى سلطنة عُمان في كلمته خلال الحفل: يسعدني أن أرحب بداية بصاحب السمو السيد حارب بن ثويني بن شهاب آل سعيد راعي الحفل وأصحاب السمو و المعالي والسعادة ممثلي الوزارات والمؤسسات في سلطنة عُمان الشقيقة على حضورهم ومشاركتكم في هذا الحفل والشكر موصول الى اصحاب السعادة السفراء والحضور الكريم ، ويشرفني ونحن نستقبل هذا اليوم الخالد الراسخ في ذاكرة كل مواطن بحريني مخلص ومحب لوطنه ولقيادته الحكيمة ، أن ارفع الى مقام حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين حفظه الله ورعاه والى صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء والى الشعب البحريني الوفي خالص التهاني والتبريكات بمناسبة احتفال مملكة البحرين بأعيادها الوطنية في يومي 16-17 ديسمبر أحياءً لذكرى قيام الدولة البحرينية الحديثة في عهد المؤسس احمد الفاتح دولة عربية مسلمة عام 1783 م والذكرى الواحد الخمسون لانضمامها في الامم المتحدة كدولة كاملة العضوية والذكرى الثالثة والعشرون لتسلم حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه لمقاليد الحكم في البلاد .

وأضاف سعادته قائلا: تأتي هذه الاحتفالات بالأعياد الوطنية لتعمق شعور انتماء شعب البحرين الوفي لقيادته الحكيمة ولتؤكد ان مستقبل البحرين يسير نحو المزيد من التطور والازدهار في ظل العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المعظم حفظه الله ورعاه.

وقال: نحن نحتفل بهذه المناسبة الوطنية الغالية نشعر بكل فخر واعتزاز بما حققته مملكة البحرين من تقدم وازدهار في مختلف المجالات ما جعلها في مصاف الدول المتقدمة وينظر اليها المجتمع الدولي بأعجاب واحترام وتقدير . فالديمقراطية البحرينية التي ارسى قواعدها عاهل البلاد المعظم تواصل بنجاح مسيرتها المباركة واصبحت التجربة البحرينية رغم قصر عمرها النسبي اكثر نضجاً ووعياً وتجربه ناجحة يحتذى بها على مستوى دول العالم . حيث شهدت المملكة انتخابات مجلس النواب والمجالس البلدية خلال شهر نوفمبر الماضي حيث وصل نسبة المشاركة من الناخبين الى 73% وهذا يعتبر نجاحاً للمسيرة الديمقراطية وايماناً من المواطن البحريني وثقته في المشاركة الشعبية في اتخاذ القرار والمساهمة في مسيرة البناء والتطوير.

في مجال التنمية المستدامة

ووأوضح الكعبي أن بلاده اتخذت خطوات رائدة في تحقيق اهداف التنمية المستدامة التي حددتها الجمعية العامة للأمم المتحدة ومؤامة خطة التنمية الوطنية وفقا لذلك واستجابت مملكة البحرين للأهداف الانمائية للألفية التي أطلقتها الأمم المتحدة على الصعيد الوطني منذ عام 2000م.

وحرصا من المملكة على أهمية متابعة تنفيذ اهداف خطة التنمية المستدامة 2030م، فقد تم ادراج هذه الاهداف ضمن برنامج العمل الحكومي للسنوات 2019-2023 حيث تتقاطع اهداف التنمية المستدامة السبعة عشر مع اهداف رؤية البحرين 2030م، بالإضافة الى ذلك قامت الحكومة الموقرة بأنشاء وزارة للتنمية المستدامة تعمل على متابعة تنفيذ اهداف التنمية المستدامة 2030.

وأردف قائلا: ركزت الحكومة الموقرة في صياغة برنامجها بعنوان (أمن اقتصادي واجتماعي مستدام في إطار توازن مالي) للأعوام من 2019 – 2022، بناءً على ما تحقق من مكتسبات للوطن والمواطن، في ظل الوصول إلى توازن مالي بين المصروفات والإيرادات مع الاستمرار في تحقيق نمو اقتصادي إيجابي واستقرار نقدي وتنمية شاملة.

وأكد سعاته قائلا: لقد انتهت الحكومة الرشيدة في العام الجاري من 17 برنامجًا من أصل 27 برنامجًا مندرجًا ضمن الأولويات الخمسة لخطة التعافي الاقتصادي وأهدافها الرئيسية المتمثلة في توفير فرص عمل واعدة لجعل المواطن الخيار الأول في سوق العمل، وتسهيل الإجراءات التجارية وزيادة فعاليتها، وتنفيذ المشاريع التنموية الكبرى، وتنمية القطاعات الواعدة، والاستقرار الاقتصادي من خلال تحقيق التوازن المالي بالميزانية العامة، ،إلى جانب إطلاق مشاريع استراتيجية بقيمة تفوق 30 مليار دولار أمريكي، وأن وتيرة الإنجاز مستمرة لتنفيذ المشاريع الاستراتيجية الأخرى ضمن هذه الأولوية بما يساهم في زيادة خلق الفرص النوعية للمواطنين.

و في مجال الابتكار

وقال سعادة السفير البحريني لدى السلطنة: ان مملكة البحرين من الدول السباقة عالمياً في مجال الابتكار حيث اطلقت المملكة استراتيجية الابتكار ، الى جانب اطلاق سلسلة من المبادرات والبرامج منها على سبيل المثال جائزة البحرين لريادة الاعمال ومدينة الشباب والذي يشترك فيها عدد من المؤسسات الحكومية والخاصة لدفع هذا التوجه الحيوي وتحفيز الشباب نحو الابداع والابتكار ، بالإضافة الى استضافت المملكة لفعاليات ومؤتمرات لتطوير واستدامة الابتكار بقطاع الاعمال وهو الامر الذي ساهم في تقدم مؤشرات المملكة في هذا المجال بحسب التقارير الدولية على الصعيدين العربي والعالمي، حيث احتلت مملكة البحرين الترتيب السابع بين 78 عالمياً في مؤثر الابتكار العالمي 2019م.

في مجال التحول الرقمي

وقال الكعبي: أكدت مملكة البحرين تميزها في التحول الرقمي وريادة الاعمال وتوظيف تقنيات ‏الذكاء الاصطناعي في القطاعات الإنتاجية والخدمية ، حيث قامت مملكة البحرين بأنشاء هيئة بحثية وطنية في مجال الذكاء الاصطناعي واستخدام تطبيق هذه التقنية في مختلف القطاعات التنموية ، وقد تبؤت المملكة المركز الأول عالميًا في ‏استخدام الإنترنت بنسبة تتجاوز 99 بالمئة وفقًا لتقرير الرقمية العالمية 2021، والمرتبة الثانية ‏إقليميًا ضمن الدول ذات المؤشر العالي في مجال الحكومة الإلكترونية بحسب تقرير ‏الأمم المتحدة لعام 2020.

وأضاف: حظيت المرأه البحرينية باهتمام كبير من حضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم ، حيث تعتبر المرأه البحرينية عنصرا رئيسياً في عملية التنمية في مملكة البحرين وتمتد مساهماتها الى جيمع نواحي الحياة العامة ، وتكريماً لدور المرأه البحرينية في بناء الاسرة والمجتمع ، فقد تم اطلاق اليوم الأول من ديسمبر في كل عام ، يوم المرأه البحرينية .

وقال: تمتلك مملكة البحرين تجربة رائدة في التسامح والتعايش ، اذ تمثل نموذجا عالمياً وكذلك احترام الكرامة الانسانية لكل من يعيش على ارضها ، استناد إلى تاريخها العريق ومشروعها الحضاري الرائد ، وجاءت المنجزات المتتالية لتبرز الموروث الوطني والانجازات الحضارية في مجال التسامح والتعايش السلمي منذ انطلاق المشروع الاصلاحي من تشريعات وطنية والانضمام الى العديد من الاتفاقيات الدولية وتشريع القوانين المحلية التي تسهم في ممارسة وتعزيز التسامح والتعايش السلمي، حيث شهدت مملكة البحرين انطلاق اعمال ملتقى البحرين للحوار يوم 3 نوفمبر الماضي والذي حمل عنوان " الشرق والغرب من اجل التعايش الإنساني " بالإضافة الى انشاء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي وتدشين كرسي جلالة الملك للحوار بين الاديان ، الامر الذي اسهم في خلق نموذج تسامحي وتعايشي وتنموي ناجح ورائد في المنطقة.

وعن دور بلاده في مجال مكافحة الاتجار بالبشر قال سعادته :حققت مملكة البحرين انجاز حقوقي وانساني للعام الخامس على التوالي في مجال مكافحة الاتجار بالبشر حيث حافظت البحرين على مركزها المتقدم ضمن الفئة الأولى بتقرير وزارة الخارجية الأمريكية المعني بتصنيف الدول في مجال مكافحة الاتجار بالأشخاص، وانفراد مملكـــة البحرين بالمرتبة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا ، وان ما حققته مملكة البحرين من صدارة عالميًا في مجال مكافحة الاتجار بالأشخاص، يؤكد الالتزام التام للحكومة الموقرة وحرصها على ضمان حقوق الإنسان واحترام الحريات في ظل دولة المؤسسات والقانون.

في مجال حقوق الانسان

أما عن دورها وفي مجال حقوق الانسان فقال سعادته: حققت مملكة البحرين العديد من الإنجازات المشرفة في مجال حقوق الانسان والتي تأتي ترسيخاً لتعزيز السلم الاجتماعي والوحدة الوطنية حيث قامت الحكومة بأعداد الخطة الوطنية لحقوق الانسان للأعوام 2022-2026 حيث تشمل الخطة على الحقوق المدنية والسياسية والحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية .

و أضاف: إن العلاقات البحرينية العمانية هي علاقات تاريخية ممتده عبر العصور، فأن العلاقات بين مملكة البحرين وسلطنة عُمان الشقيقة، وبفضل التوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة المعظم ، واخية حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم حفظهم الله ورعاهم هي الان في أوج عهدها وتعتبر نموذجاً راسخاً لعلاقات الاخوة التي تستند الى ما يربط الشعبين الشقيقين من علاقات تاريخية وطيدة واواصر المحبة ووشائج القربى .

وأوضح سعادته قائلا: ان هذه العلاقة تشهد تطوراً متناميا يجسد عمق اواصر الاخوة والتعاون التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين. وما يجمع بينهما من حرص مشترك على توسيع افاق العلاقات الى افاق اوسع تلبي التطلعات المشتركة.

وأضاف سعادته: حظيت زيارة جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم "حفظه الله ورعاه" بالحفاوة والترحاب قيادة و حكومة وشعبا ، كما شكلت العنوان الرئيسي لوسائل الإعلام البحرينية التي اعتبرت هذه الزيارة “التاريخية” مرتكزا لانطلاقة جديدة على مستوى العلاقات بين البلدين. وفتح آفاق ارحب لمزيد من التعاون في مختلف المجالات.

وأكد الكعبي قائلا: قد شهد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة المعظم واخيه جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم –حفظهما الله ورعاهما - في مستهل الزيارة مراسم توقيع 21 اتفاقية ومذكرة تفاهم وبرامج تنفيذية بين البلدين الشقيقين ، حيث شملت الاتفاقيات النقل البحري والموانئ والدراسات والبحوث وتأسيس الشركة العمانية البحرينية للاستثمار ومنح سلطنة عُمان حق السيادة على معلومات المشتركين التابعين لها في مراكز الحوسبة السحابية القائمة بمملكة البحرين بالإضافة الى منح سلطنة عُمان صفة الشريك المعتمد للمركز العالمي لخدمات الشحن البحرية والجوية.

فيما شملت مذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية مجالات علوم الفضاء وتقنية المعلومات والعمل البلدي والتعليم العالي والبحث العلمي والابتكار والملاحة الجوية والتنمية الاجتماعية والعمل الثقافي والمتحفي وتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وريادة الاعمال وإدارة الوثائق والمحفوظات وحماية البيئة والتعاون السياحي والثقافي والشبابي.

وقد شكلت الزيارة فرصة لقيادتي البلدين لمناقشة التحديات الإقليمية والدولية، حيث أكدا على أهمية التعاون والتنسيق المشترك بين البلدين في المنظمات والمحافل الإقليمية والدولية، بما يخدم المصالح المشتركة بين البلدين الشقيقين ، ويعزز الجهود الرامية إلى توطيد دعائم الأمن والاستقرار الإقليمي، والمحافظة على الأمن والسلم الدوليين .

وتعزيزاً للعلاقات الاخوية بين البلدين والشعبين الشقيقين وما يربط بينهما من اواصر المحبة وصلة القرابة فقد تم تأسيس جمعية الصداقة العمانية –البحرينية التي جاءت للدفع بالعلاقات بين الجانبين في كافة المجالات ولتسهم في تعظيم الانشطة الاقتصادية والثقافية وترويج السياحة بين البلدين الشقيقين .

وبالرغم من ما تحقق الا اننا نأمل في فتح آفاق واعدة للشراكة الاستراتيجية بين البلدين على كافة المستويات وزيادة التبادل التجاري بما يعكس طموح وتطلعات قائدي البلدين ويترجم العلاقات الاخوية والتاريخية المتأصلة بين مملكة البحرين وسلطنة عُمان الشقيقة.

اسأل الله ان يديم مجد الوطن وعز قيادته ورخاء مواطنية وان يعيننا جميعا على القيام في خدمة هذا الوطن ليظل الوطن شامخاً فوق قمم المجد بأذن الله ، حفظ الله عاهل البلاد المعظم ومتعه بموفور الصحة والعافية وابقاه ذخراُ وقائدا حكيما للوطن انه سميع مجيب .