الرئيس السيسي يفتتح مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي 2022 بمشاركة 110 من قادة وزعماء العالم من 190 دولة

الحدث الثلاثاء ٠٨/نوفمبر/٢٠٢٢ ١٠:٣٣ ص
الرئيس السيسي يفتتح مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي 2022 بمشاركة 110 من قادة وزعماء العالم من 190 دولة
شرم الشيخ - مسقط - خالد عرابي - وكالات
افتتح فخامة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس (الاثنين) فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي 2022 "مؤتمر "كوب 27" بمدينة السلام المصرية " شرم الشيخ"، بمشاركة أكثر من 110 من قادة وزعماء العالم ورؤساء الحكومات ووفود تضم لفيف من الشخصيات الدولية من 190 دولة من مختلف أنحاء العالم . كما تضم مشاركة آلاف منظمات المجتمع المدني ويصل عدد المشاركين في المؤتمر إجمالا حوالي 44 ألفا و174 مشاركًا.، منهم 26500 شخص يمثلون الوفود الرسمية والهيئات الدولية ، و3321 ألف إعلامي.
وتوافد قادة العالم إلى المؤتمر السنوي الذي يعد بمثابة اجتماع رسمي للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي (UNFCCC)، وهي معاهدة دولية وقعتها معظم دول العالم بهدف الحد من تأثير النشاط البشري على المناخ.
انطلقت أعمال مؤتمر "كوب 27" منذ الأحد الماضي بمشاركة واسعة النطاق من جانب مسؤولي وممثلي أكثر ، إلى جانب رؤساء المنظمات الإقليمية والدولية المعنية بشؤون البيئة والمناخ والتمويل. وتم انتخاب وزير الخارجية سامح شكري رسمياً رئيساً لمؤتمر "كوب 27"، خلفاً لألوك شارما رئيس "كوب 26"، وذلك خلال الجلسة الافتتاحية الموسعة التي جرت أمس.
وتسعى جمهورية مصر العربية إلى تهيئة الأجواء لحث كافة الأطراف على تعزيز الثقة المتبادلة والتي يمكن من خلالها تحقيق النتائج التي تتطلع إليها الشعوب فيما يتعلق بمواجهة أزمة تغير المناخ وتفادي كوارثه المدمرة. كما تبحث تنفيذ الالتزامات المناخية والأمن الغذائي.. انطلاق فعاليات
قمة المناخ في مصر على مستوى القادة
افتتح فخامة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي فعاليات الشق الرئاسي من القمة، وتستمر يومين، وتتضمن كلمات ومناقشات بشأن قضايا أبرزها الانتقال العادل لتنفيذ الالتزامات المناخية والأمن الغذائي والتمويل المبتكر للمناخ والتنمية. ووجه الرئيس السيسي في كلمته نداء لوقف الحرب الأوكرانية، نظرا لتداعياتها على دول العالم. وشدد في كلمته على ضرورة إنهاء معاناة تغير المناخ، خاصة أن الشعوب باتت أكثر دراية بحجم التحدي وتنتظر تنفيذ التعهدات، داعيا إلى تنفيذ اتفاق باريس بشكل فعال. وطالب بضرورة التجاوب مع شواغل قارة أفريقيا وتنفيذ الدول المتقدمة تعهداتها، داعيا مفاوضي المناخ إلى التحلي بالمرونة.
ويتضمن الشق الرئاسي من المؤتمر عقد 3 موائد مستديرة عالية المستوى، حيث سيلقي الرؤساء المشاركون كلمات تتناول جهود بلادهم في مواجهة تداعيات التغيرات المناخية، كما ستعقد أيضا 3 موائد مستديرة غدا الثلاثاء.
وتوافد قادة العالم اعتبارا منذ يوم الاثنين إلى مؤتمر الأطراف حول المناخ "كوب 27" (COP 27)، في مدينة شرم الشيخ بمصر.
وأعرب فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي عن فخره باستضافة بلاده قمة المناخ (الفرنسية)، وقام وسيقوم نحو 110 من قادة الدول والحكومات بمداخلات على مدى يومي أمس واليوم (الاثنين و الثلاثاء) أمام المندوبين المجتمعين في المنتجع الواقع بجنوب شبه جزيرة سيناء، في إطار القمة. وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن مؤتمر المناخ ينعقد في مدينة شرم الشيخ مدينة السلام وأولي المدن المصرية التي تعرف طريقها نحو التحول الأخضر، وتعلق بها أنظار وعقول العالم لمتابعة وقائع مؤتمرنا وما يخرج منها من نتائج تساهم في تحول مصائر ملايين البشر نحو الأفضل".
وأضاف فخامته قائلا: "نهدف خلق بيئة نظيفة ومستدامة ومناخ أكثر استجابة لمتطلبات الشعوب وظروف مواتية للحياة والعمل نحو النمو دون أضرار بموارد عالمنا التي يتعاين عليها العمل على تنميتها واستثمارها وجعلها أكثر استدامة".
بجانب إن الملايين اليوم تتابعنا كما تابعت قمتنا العام الماضى، ومنهم نساء ورجال وأطفال مزارعين وعمال وأصحاب أعمال، بشر من سائر أنحاء كوكبنا يشتركون في مصير وهدف واحد، منهم من يتواجدون معنا ومنهم من هم خارج القاعات وأمام الشاشات يطرحون علينا أسئلة صعبة لكنها ضرورة، أسئلة يتعين علينا أن نسألها إلى أنفسنا قبل أن توجه إلينا.
هل نحن أقرب من تحقيق أهدافنا من عام مضى ؟
وتساءل الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال قمة المناخ كوب 27 بمدينة شرم الشيخ، هل نحن اليوم أقرب من تحقيق أهدافنا من عام مضى؟، هل استطعنا خلال عام منصرم أن نتحمل مسؤولينا كقادة العالم مع التعامل مع أخطر قضايا القرن وأشدها تأثيرا.
 وأردف قائلا: إن ما تشهده مصر من تحول نحو الاقتصاد الأخضر منخفض الانبعاثات فى كافة المجالات تجربة عملية نادينا وننادى بها وبضرورة التنفيذ الفعلى على الأرض، وخير دليل على أنه الأمل لمواجهة تغير المناخ إذا توافرت الإدارة والعزيمة ، وتتفقون معى إذا كان نرغب فى السير معنا نحو مستقبل أفضل نضمن من دون الزيادة عن درجتين مئوية.. وعازمون على صنع مستقبل أفضل للجميع.. واجبى يحتم أن أصارحكم ببعض الشواغل التى لابد ألا نغفلها وهل قدرتنا كمجتمع دولى على المضى قدما بشكل موحد والتزاماتنا وفق لاتفاق باريس الثقة.. ومن ثم من الضرورى أن تشعر كافة الأطراف من الدول النامية خاصة فى قارتنا الافريقية أن أولويات يتم التجاوب معها واخذها فى الاعتبار أننا نتحمل المسئولية بقدر الإمكانيات وبقدر مما تحصل عليه من دعم وتمويل مناسبين وفق مبدأ المسئولية المشتركة بما يوفر لها درجة من الرضا والارتياح إزاء مواجهة تغير المناخ.. لا بد من تهيئة مناخ من الثقة المتبادلة يكون محفزا لمزيد من العمل البناء فى الحفاظ على المناخ
وتأتي القمة وسط أزمات متعددة مترابطة تهز العالم، وهي الغزو الروسي لأوكرانيا، والتضخم، وخطر حصول ركود، وأزمة الطاقة مع تجدد الدعم لمصادر الطاقة الأحفورية، وأزمة الغذاء، في وقت سيتجاوز عدد سكان العالم 8 مليارات نسمة. وقد تدفع هذه "الأزمة المتعددة الجوانب" بأزمة التغير المناخي إلى المرتبة الثانية في سلم الأولويات رغم أن تداعياتها المدمرة التي تجلت كثيرا العام 2022 مع فيضانات قاتلة وموجات قيظ وجفاف عاثت فسادا بالمحاصيل. كما يتعرض القادة لضغوط كبيرة لتعزيز تعهداتهم المناخية إزاء الاحترار الآخذ بالارتفاع، ولتوفير دعم مالي للدول الفقيرة أكثر المتضررين من التغير المناخي.
ويشارك الرئيس الأمريكي جو بايد المشغول بانتخابات منتصف الولاية بالقمة يوم 11 من نوفمبر الجاري، بينما يغيب نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وفق تصريحات سابقة لمستشار الرئيس الروسي لشؤون المناخ رسلان إيدلجيرييف، كما يغيب عن المؤتمر الرئيس الصيني شي جين بينغ.
ويترقب العالم باهتمام الإعلانات المتعلقة بالمساعدات إلى الدول الفقيرة، وهي عادة أكثر البلدان عرضة لتداعيات الاحترار المناخي رغم أن مسؤوليتها فيه محدودة، إذ إن انبعاثاتها من غازات الدفيئة قليلة جدا.
وفي بادرة يأمل كثير من الناشطين ألا تكون رمزية فقط، تمت موافقة الوفود المشاركة في قمة المناخ بمصر على "إدراج بند تعويضات الخسائر والأضرار الناتجة عن الكوارث المناخية" على جدول أعمال القمة، وذلك لأول مرة منذ سنوات طويلة من المحاولات لإدراجه ، وتقدر هذه الأضرار بعشرات المليارات من الدولارات ويتوقع أن تستمر بالارتفاع، فالفيضانات الأخيرة التي غمرت باكستان تسببت وحدها بأضرار قدرت بأكثر من 30 مليار دولار. وتطالب الدول الضعيفة إزاء هذه التداعيات بآلية تمويل خاصة، لكن الدول الغنية تتحفظ على ذلك، إذ تخشى أن تتحمل المسؤولية رسميا، وتفيد بأن نظام تمويل المناخ معقد بما في الكفاية في وضعه الراهن.
وسبق الاجتماع، صباح أمس، استقبال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في مركز المؤتمرات في مدينة شرم الشيخ عددا كبيرا من قادة العالم أبرزهم رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وملك الأردن عبد الله الثاني وولي عهد الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح والجزائري عبد المجيد تبون والفرنسي إيمانويل ماكرون والفنزويلي نيكولاس مادورو. والبلغاري رومين راديف، كما استقبل السيسي وغوتيريش أيضا الرئيس الجنوب إفريقي سيريل رامافوزا، و الرئيس الرواندي بول كاجامي، و رئيس زيمبابوي إيمرسون ماننجاجوا، والتنزانية سامية صولحو حسن، ورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي ورئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان عبد الفتاح البرهان. كما استقبلا كلا من رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك والإيطالية جيورجيا ميلوني والهولندي مارك روته والإسباني بيدرو سانشيز والبحريني الأمير سلمان بن حمد آل خليفة. و الأحد، انطلقت أعمال قمة cop27 بشرم الشيخ على المستوى الإجرائي، وانتخب وزير الخارجية المصري سامح شكري رسميًا رئيسًا للمؤتمر خلفًا للبريطاني ألوك شارما.