بقلم : محمد محمود عثمان
معرض مسقط الدولي للكتاب يكسر العزلة التي فرضتها كورونا ومن أداروا الأزمة في العالم ، الذي شهد تغليب النواحي الصحية على حساب الاقتصاديات العالمية ، التي ظهرت آثارها السلبية على الاقتصاديات الناشئة والنامية وعلى الإنتاج وعلى الشركات والأفراد ، ومن الأنشطة التي تأثرت بشدة القطاع السياحي ، الأكثر تأثرا من جراء الإغلاقات المتكررة للمنافذ والحدود ، مع أن السياحة هى قاطرة التنمية الحقيقية لارتباطها بكل الأنشطة الاقتصادية ، لذلك لزاما علينا أن نعي وندرك هذه الأهمية ، وإعلاء المصالح الوطنية الاقتصادية ،وإذا لابد من وقفة لمنع وتخفيف كل الإجراءات الاحترازية والقيود التي تكبل حركة السفر والسياحة عالميا ومحليا وفي هذا الإطارلابد من توجيه التحية للسلطات العًمانية ولوزارة الإعلام التي تصدت لذلك من خلال خطوة شجاعة بتحملها مسؤوليات إقامة معرض مسقط الدولي للكتاب ،بما يعد صفعة قوية في وجه جائحة كورونا ، حيث أعلن معالي د.عبدالله بن ناصر الحراصي وزير الإعلام «أنه تم اتخاذ قرار إقامة المعرض بين جائحة كرورنا وضرورياتها وبين ضرورة التعايش مع الوضع الجديد ، على الرغم من وجود خشية من أن يكون المعرض بيئة لتفشي المرض ، لكننا لا يمكننا أن نوقف عجلة الحياة وعلينا الحرص الشديد على الالتزام بالإجراءات الاحترازية « ،لتفادي الانعكاسات السلبية فكسرت سلطنة عُمان بذلك حاجز الخوف ، بعد عامين من التوقف ،في ظل هذه الأجواء الملبدة بتحورات كورونا المتجددة ، وتمسك البعض بأفكار الإنغلاق والاحترازات وغيرها من المسميات والإجراءات الأحادية تبعا لقدرة المنظومات الصحية التي الاقتصاديات ، والتي قد لا تكون سلبياتها منظورة على المدى القريب ولعل مشاركة نحو 60 دولة من دول العالم في الدورة السادسة والعشرين لمعرض مسقط الدولي للكتاب ، وبمشاركة 715 داراً للنشر ، وضيوف الشرف الذين يمثلون نخبا من المثقفين والإعلاميين البارزين ، دليل على هذا التحدي الذي لا يجعلنا نرى العالم من حولنا ينفتح ونحن ننغلق ، أو نرى انطلاق الآخرين نحو العمل على تعويض الخسائر ودفع عجلة الاقتصاد للدوران من جديد ونحن في مكاننا نرتعش أو نرتجف خوفا من الجائحة ، خاصة أنه لم يثبت حتى الآن ،أوعلى المدى القريب اكتشاف علاج شاف للتخلص من الكورونا ومشتقاتها وتحوراتها المتجددة ،بما يعني أن الأزمات الناتجة ستظل قائمة إلى حين، وحتى يقضي الله أمرا كان مفعولا، لذلك فهى فرصة جيدة لاسستثمار المعرض للترويج للسياحة في عُمان ، ولإرسال صورة إيجابية للعالم بأن عُمان تمتع بالأمن والاستقرار، إذا تم تنظيم زيارات وجولات سريعة للوفود المشاركة في معرض الكتاب للتعرف عمليا وميدانيا على عناصر الجذب في المناظر الطبيعية العمانية الثرية والتراثية ، والآثار والمواقع السياحية ، ولإثبات قدرة السلطنة على استضافة الوفود الثقافية والعلمية والسياحية والتجارية ، والمعارض والمؤتمرات الدولية وسياحة المؤتمرات والسياحة العلاجية والندوات الاقتصادية وغيرها ،وهى مؤشرات جيدة في مواجهة السنوات العجاف لفيروس كورونا ، وحتى لا نقدم صورة قاتمة للاقتصاد ،لجذب المستثمرين الأجانب وإعطائهم الثقة في المناخ الاستثماري لتوجيه أنشطتهم واستثماراتهم نحو المنطقة ، وبذلك يمكن أن نستثمر الأحداث والفعاليات الثقافية في تحقيق التنمية الشاملة والترويج للاستثمار وللسياحة وتنشيطها نظرا لارتباط معظم المناشط الاقتصادية بها ، وبذلك نُعظم الفوائد من معرض مسقط الدولي للكتاب بجانب المنافع الثقافية ومبيعات الكتب ،وتوجيه سلوكيات الأجيال نحو القراءة واقتناء الكتب الثقافية والعلمية والأدبية والترفيهية ، في مواجهة تحديات إهمال الكتب وحتى الصحف الورقية التي تحتضروالعزوف عن القراءة ، بسبب التحولات التقنية والإفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي التي تجذر الأمية الثقافية والتسطح الفكري على المدى البعيد ،وسيكون الأمر أكثر إيجابية إذا بادر معرض مسقط الدولي للكتاب بتبني فكرة إصدار سلسسلة من الطبعات الشعبية الرخيصة لكتب الأطفال والشباب وبعض المؤلفات العلمية والثقافية والتراثية والدينية القيمة ، بالتعاون مع دور النشر لعرضها في المناسبات والفعاليات الثقافية المختلفة أو عرضها في الدورة القادمة السابعة والعشرين للمعرض. ولعل نجاح معرض مسقط الدولي للكتاب في جذب واستقطاب هذا الكم من الدول المشاركة وكذلك دور النشر التي تعرض الكتب والمؤلفات وآلاف العناوين ، وهذا الكم من الفعاليات الثقافية المصاحبة للمعرض في تحقيق الأهداف المرجوة منه، يدعونا إلى المزيد من تخفيف القيود والإجراءات التي تحد من الزوار القادمين للسلطنة لتشجيع السياحة كمدخل أساسي للتعافي الاقتصادى ومساعدة باقي الأنشطة للانطلاق والتعايش، وألا نرتد مرة أخرى إلى الإغلاقات الاحترازية القاتلة ، خاصة مع وجود تقنيات حديثة الآن يمكن أن تكتشف - في المنافذ الحدودية - خلال دقائق المصابين بالفيروس لعزلهم او منعهم من الدخول حماية لصحة المجتمع.