خطر كبير.. الأطفال على نوافذ السيارات!!

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ١٨/أغسطس/٢٠٢١ ١٩:٣٤ م
خطر كبير.. الأطفال على نوافذ السيارات!!

بقلم : حمد العلوي

كُنتُ أمرُّ بشارع السيب البحري، وقد تلاحظ لي إن هناك أكثر من سيارة، يسمح سائقيها لأطفالهم بالخروج من النوافذ الجانبية، ولا أقصد هنا فتحة السقف، وهي أقل خطورة على السقوط من السيارة، وصحيح أن الجو شاعري ومنعش ومغرٍ للأطفال والكبار، ولكن أن يتركوا أطفالهم يبرزون على جوانب السيارات على ذلك النحو، فأنه يشكل خطراً جسيماً على أطفالهم، وأولئك الآباء قد لا يضعون في البال تلك الإحتمالات الخطيرة التي قد تنجم عن هذا التصرف، فالطفل بطبيعة الحال يظن إنه في اطمئنان وأمان، وهو في سيارة والده، والتي تسير به على مقربة من البحر، بهوائه العليل ونسيمه المنعش وموجه الهادئ، فتلك المساحة من الطريق، تجلب له المتعة والإنشراح، ولكن نقول ونسبق القول بعبارة "لا قدر الله" ماذا لو؟!!

لو صادف مرور رأس ذلك الطفل بمرآة جانبية لسيارة متوقفة، فصفع برأسه عليها، وكذلك الحال لو كان هذا الطفل في الجانب الأيمن، فهو في خطر من السيارات المتجاوزة كذلك، أو إن هذا الطفل زلقت يده حيث يتكئ بها على باب السيارة، حتماً سيقع على الأرض، لأن جسمه الأثقل خارج السيارة، فقد يأتي سقوطه تحت العجلات الخلفية للسيارة نفسها، أو تحت عجلات السيارات التي تسير خلفهم مباشرة، وقد لا ينتبه السائق مباشرة لسقوط الطفل، فيستمر في السير، وقد لا يتعرض الطفل لضرر يفقده الوعي، فيهبُّ من سقوطه للحاق بسيارة أبيه، فربما هنا لا يسلم من بقية السيارات السائرة في نفس الطريق، إذن هناك مخاطر غير محددة تحيق بهذا الطفل، الذي أهمل والديه الحفاظ عليه سليماً من المخاطر داخل السيارة، فواحدة من تلك السيارتين اللتين رأيتهما، كان بها طفلان خارج نوافذها، طفلاً جهة اليسار، والآخر جهة اليمين، وهذا أمر يضاعف المخاطر.

طبعاً قانون المرور يمنع تواجد الأطفال على النوافذ، وأنما يشترط ركوبهم السيارات بطريقة صحيحة، وفي مقاعد مخصصة للأطفال، ولكن السائقين هنا يجهلون هذا المنع وأسبابه، وقد يجادلك مجادل فيقول لك؛ إن السرعة ليست عالية، والأطفال يريدون الاستمتاع بالرحلة، ورؤية البحر، وكذلك رؤية نظرائهم من الأطفال في السيارات الأخرى، فعليك أن تفتح حواراً مع كل شخص على حده لتقنعه، بأن هذا التصرف فيه خطر على سلامة الأطفال، وإن الندم لن ينفع مع كلمة " لو" عندما يقع الفأس على الرأس.. اللَّهُمَّ إنيِّ بلغت اللَّهُمَّ فأشهد، ومع هذا لن يصدق كلامي إلا القلة من الناس، إلاّ أن يكون القائل.. هم الشرطة، فعندئذ سيعترفون بالمنع ويقبلون به.. لكن أين الشرطة من هذه المواقف؟!

- أعلم أخي السائق:

{إن السياقة: "فن، وذوق، وأخلاق" وأنت تعلم أن المركبة لا عقل لها ولا إرادة، بل عقلها بيد سائقها، وعليك أخي السائق؛ أن تتجنب أخطاء الآخرين، فاخذ حاجتك من الطريق، وأتركه آمناً لغيرك كونه ملك الجميع}.

 (*) - خبير جدول معتمد في تخطيط حوادث المرور - مؤسس مركز طريق الأمانة لخدمة السلامة المرورية.