وكالات - ش
توّج نجوم المستديرة في العالم، رياض محرز، ملكا على عرش الدوري الانجليزي الممتاز وأثنوا على مستواه الفني العالي ودوره الفعال في إيصال نادي ليستر سيتي المغمور إلى قمة هرم البطولة الانجليزية، التي يتربع على عرشها منذ بداية الموسم الكروي الجاري، وهو يسير حاليا بخطى ثابتة نحو إحراز درع البطولة لأول مناسبة في تاريخ مدينة ليستر.
ويرى اللاعب الإسباني، سيسك فابريغاس، أن رياض محرز نجم نادي ليستر سيتي، يعد اكتشاف الموسم في الدوري الانجليزي الممتاز وهذا بفضل موهبته الكروية، التي أوصلت فريقه لمكان لم يكن يحلم به من قبل، وقال نجم نادي برشلونة سابقا في تصريح له مؤخرا لشبكة سكاي سبور الانجليزية بأنه اختار لاعب الوسط رياض محرز لأدائه اللافت في الدوري الممتاز، مؤكدا أن لاعب خط الوسط المهاجم قدم أداء راقيا مع ليستر سيتي، كما رشحه للعب مستقبلا في أقوى الأندية الأوربية مع ناديا برشلونة وريال مدريد.
ويشاطره مواطنه وزميله السابق في العملاق برشلونة لاعب السد القطري الحالي، تشافي، الرأي في اختيار الدولي الجزائري، محرز، كأفضل لاعب في الدوري الانجليزي واعتبره مفاجأة البريمر ليغ، مشيرا إلى أنه قادر على حمل ألوان أقوى الأندية الأوروبية ولم يخف رغبته في أن يشاهده عن قريب بألوان فريقه الكتالوني برشلونة، وقال: "محرز لاعب جيد جداً وشكل مفاجأة لي في هذا الموسم.. لم أكن أعرفه حقيقة من قبل، لكن هذا الموسم انفجر بسرعة، وتمكن من فرض نفسه بين كبار الأسماء في الدوري الإنجليزي إنه يقدم أداء مميزا للغاية، وبفضل ما يصنعه مع ناديه فهو قادر اليوم على اللعب مع كبار الأندية في أوروبا"، مضيفا: "نعم لم لا .. يمكن أن يكون محرز مستقبل برشلونة، يمتلك الموهبة، لكن الأمر ليس بيدي اليوم".
وفي سياق متصل، أثنى مدرب نادي ليفربول الانجليزي يورغن كلوب بمهارات نجم ليستر سيتي الانجليزي، رياض محرز، التي ساهمت في القفزة التي وصل إليها أشبال المدرب الإيطالي، كلاوديو رانييري، وجعلهم يحلمون بالفوز بلقب البطولة الانجليزية، وقال: "يملك الفريق اثنين من المهاجمين المتألقين هما محرز وفاردي ما جعل ليستر سيتي يتألق في هذا الموسم، وهو مرشح الآن لخطف لقب الدوري الانجليزي الممتاز من أندية عملاقة لها تقاليد في انجلترا".
إلى ذلك، لم يخف لاعب نادي ليفربول السابق، جيمي كاراغر، انبهاره بفنيات مهاجم "الخضر"، الذي يتشارك مع النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي في العديد من المزايا على حد قوله: "كانت مهارات رياض محرز هذا الموسم متساوية تماماً مع ليونيل ميسي.. هناك أشياء يقوم بها محرز بقدمه اليسرى لم أشاهد أحدا يقوم بها إلا ميسي..".
محرز لو بقي في فرنسا لتوقف عن لعب الكرة ؟
خطف رياض محرز سهرة أمس، الأضواء الإعلامية العالمية، التي توجته ملكا جديدا للمملكة المتحدة، مهد رياضة كرة القدم، حيث لم تتوقف وسائل الإعلام في كل بلاد العالم بما في ذلك الولايات المتحدة والصين والبرازيل عن التعليق والتهليل والحديث عن ظاهرة كرة قدم، جاء من العدم وأصبح نجما بين كبار المعمورة في أقوى دوري على الأرض، إضافة إلى أن نجم ليستر رياض محرز العربي الإفريقي، حصل على اللقب أمام خماسي سيشارك بجميع أفراده في كأس أمم أوروبا القادمة في جوان في فرنسا، ومنتخبات بلادهم مرشحة للتتويج، سواء باييت وكونتي الفرنسيين مع الديكة الذين يستضيفون البطولة، وهاري كين وجيمي فاردي اللذان سيقودان انجلترا من أجل العودة بالتاج الأوروبي، إضافة إلى بطل العالم مع منتخب بلاده الألماني مسعود أوزيل الذي لا هدف له بعد أن أضاع لقب الدوري الإنجليزي مع أرسنال سوى التتويج باللقب الأوروبي مع منتخب ألمانيا.
ولم يتوقف التهليل لمحرز الذي عاش ليلة لا تنسى على صفحات الجرائد، والفضائيات ومواقع النت فقط، بل تحول إلى مادة دسمة تجاذبها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة في الجزائر وألمانيا، حيث أجمع المهاجرون الجزائريون في أوروبا على أن انجلترا فعلا بلاد كرة القدم، وهناك من الجزائريين من هو مقتنع من أن رياض محرز ليس أحسن لاعب في انجلترا، ولكن الإنجليز توّجوه بالرغم من منافسته لنجمين كبيرين في الكرة الإنجليزية تعوّل عليهما انجلترا للعودة بكأس أمم أوربا، مما يعني أن العنصرية مفقودة في انجلترا والجميع مقتنع بأنه لو بقي محرز في النادي المدفون لوهافر، وحتى لو تنقل إلى ناد فرنسي آخر ما حلم بأن يصل إلى تاج مملكة كرة القدم الذي حققه أمس في عاصمة الضباب.
والكل يذكر ما حدث لمحرز في لوهافر، حيث كان لاعبا ثانويا وأحيانا يتم إقحامه كاحتياطي مع الفريق الثاني، وحتى رئيس نادي مرسيليا السابق سخر من الذين اقترحوا اسمه عليه، وقال لهم بالحرف الواحد بأنه يريد اللعب من أجل التألق ولا يهمه لاعب لا يقدم شيئا ولا يمتلك مؤهلات، ولم تمر سوى أشهر معدودات حتى صار ليستر مرشحا للتتويج بلقب دوري انجلترا التي يلعب فيها نصف نجوم منتخب فرنسا الأول، بينما تعاني مرسيليا من خطر السقوط في الدوري الفرنسي الذي لا يلعب فيه أي نجم إنجليزي، وحتى الصراع السرّي والعلني، الدائر حاليا لخطف محرز من كبار أندية العالم بما فيها ناديي برشلونة وريال مدريد، لا يبدو فيه فريق باريس سان جيرمان مهتما بطريقة أقرب للتكبّر على النجم الجزائري الذي خرج من الردم الذي تعرّض له في فرنسا منذ أن طار إلى ليستر فتذوّق طعم كرة القدم الحقيقية على حد تعبيره.
ونجا بذلك محرز من مصير كان سيدفن فيه، تماما كما حدث لياسين بن زية الذي طاله التهميش في المباريات الأخيرة، بعد أن كان لاعبا أساسيا في ناديه ليل المتواضع، وحتى رشيد غزال المرشح لأن يكون نجما عالميا إن لعب مع ناد أوروبي آخر، أصبح الأقرب إلى نظر مدرب ليون عندما يقوم بالتغيير حيث يُخرجه، ويدخل فالبوينا أو نبيل فقير، بالرغم من أن هذين اللاعبين تركا ليون في المركز 12 ومهدد بالسقوط، وعودة رشيد غزال للتشكيلة الأساسية جعلت النادي يقفز للمركز الثاني ومرشح فوق العادة ليلعب رابطة أبطال أوروبا.
قصته
في ظرف قياسي، تمكن الدولي الجزائري، رياض محرز، من خطف جميع الأضواء والتحول من لاعب عادي إلى نجم عالمي، بعد الموسم الاستثنائي الذي يؤديه رفقة ناديه ليستر سيتي، الذي يسير بخطى ثابتة نحو التتويج بلقب "البريمرليغ" لأول مرة في تاريخه.
على عكس أغلبية نجوم المستديرة في العالم، فإن حكاية محرز مع كرة القدم أقرب إلى القصة الخيالية منها إلى الحقيقية. فهو الذي بدأ مشواره الاحترافي منذ أقل من خمس سنوات فقط، ولم يمر على مراكز التكوين الفرنسية.
قصة النجم الجزائري مع كرة القدم بدأت مع نادي سارسال، بمقاطعة فال دواز الفرنسية، أين كان يقيم مع عائلته الجزائرية، وتمكن في فترة وجيزة من إظهار موهبته الكروية، بفضل المهارات الفنية التي كان يتمتع بها منذ صغره، رغم ضعف بنيته الجسدية. وبعد سنوات قضاها في الفئات الشابة لنادي سارسال، انتقل رياض محرز سنة 2009 إلى نادي كامبر، الذي ينشط في قسم الهواة، في تجربة قصيرة لم تدم سوى موسم واحد فقط كانت كافية للاعب الجزائري من أجل التألق وجلب انتباه المتتبعين، وكان من بينهم نادي لوهافر، الناشط آنذاك في الرابطة المحترفة الثانية.
في الموسم الأول، لعب محرز في تشكيلة الرديف، ولكن تألقه الملفت للانتباه جعل إدارة لوهافر تقترح عليه مطلع السنة الموالية (2011) التوقيع على عقد احترافي لمدة ثلاثة مواسم، لتنطلق بعدها رحلة النجومية بالنسبة إلى اللاعب الجزائري.
التحاق رياض محرز بنادي لوهافر كان المنعرج الأهم في مشواره الكروي، وهذا رغم البداية الصعبة التي عرفها خلال المرحلة الأولى من الموسم، ليتمكن بعدها من فرض نفسه ويصبح تدريجيا لاعبا مهما في الفريق، وبعد نحو ثلاثة مواسم متميزة قضاها مع لوهافر، فضل محرز خوض تجربة جديدة خارج أسوار البطولة الفرنسية، ليحط الرحال بالبطولة الإنجليزية في نادي ليستر سيتي، الذي ساهم في الموسم الأول في صعوده إلى دوري الأضواء، بفضل أهدافه وتمريراته الحاسمة، التي كانت حاسمة أيضا خلال الموسم الموالي في تحقيق النادي للبقاء، في وقت هو بصدد قيادة ليستر سيتي إلى التويج بلقب "البريمرليغ" وهذا بفضل أهدافه الـ 17 وتمريراته الـ7 التي قدمها إلى حد الآن هذا الموسم.