الشورى يناقش تأثير الإعلام الخارجي على الطفل العماني

بلادنا الثلاثاء ٢١/يوليو/٢٠٢٠ ٢٠:١٢ م
الشورى يناقش تأثير الإعلام الخارجي على الطفل العماني

مسقط - الشبيبة

انطلاقاً من الدور الذي تقوم به لجنة الإعلام والثقافة في ترجمة اختصاصاتها وأهدافها في متابعة الشأن الإعلامي بالسلطنة، ورغبة منها في الوقوف على واقع إعلام الطفل العماني ودراسة التأثير الذي أحدثته وسائل الإعلام العربية والأجنبية المتخصصة بالأطفال في تشكيل شخصيته، وارتباطه بهويته العمانية؛ نتيجة عدم وجود إعلام متخصص للطفل في السلطنة؛ فقد ارتأت اللجنة دراسة الموضوع ووضع المقترحات التي من شأنها تعزيز واقع إعلام الطفل في السلطنة.

وتأكيدًا لدور مجلس الشورى التشريعي والرقابي ، وتفعيلًا لصلاحياته المقررة بموجب النظام الأساسي للدولة ، واستنادًا إلى قرار المجلس في جلسته الاعتيادية الرابعة لدور الانعقاد السنوي الأول (2019/2020م) من الفترة التاسعة للمجلس بتاريخ 7 يناير 2020م ، باعتماد دراسة لجنة الإعلام والثقافة حول "واقع إعلام الطفل في سلطنة عمان ومقترحات تطويره "؛ فقد عملت اللجنة على دراسة الموضوع من مختلف جوانبه المعرفية ، وواقعه الفعلي، والوصول إلى نتائج وتوصيات بناء على دراستها للجوانب العلمية والمعرفية المرتبطة بالموضوع ، واقترابها من التجارب الإقليمية في مجال إعلام الطفل ، واستعراضها لواقع إعلام الطفل العماني من خلال الجهات المختصة بالسلطنة .

مشكلة الدراسة ومبرراتها:

من خلال متابعة لجنة الإعلام والثقافة للمشهد الإعلامي بالسلطنة ، ورصدها للجوانب المتعلقة بموضوع " إعلام الطفل " وما أثير حوله من نقاش مجتمعي يركز على توجه مضمونه على التأثير الذي أحدثته وسائل الإعلام العربية والأجنبية المتخصصة بالأطفال في تشكيل شخصية الطفل العماني وتوجيه سلوكه ، وتأثره بهوية تلك الدول مما يجعله في معزل عن الارتباط المباشر بمفردات هويته العمانية الأصيلة وذلك نتيجة عدم وجود إعلام متخصص للطفل في سلطنة عمان يستطيع تلبية احتياجاته المعرفية والسلوكية في ظل الانفتاح المعرفي والتطور التكنولوجي ويعمل على تعزيز انتماءه وهويته الوطنية ؛ فإن اللجنة ارتأت طرق موضوع "واقع إعلام الطفل في السلطنة والمقترحات التطويرية" بالدراسة والبحث لعدة مبررات هي :

محدودية المنتج الإعلامي الوطني المقدّم للطفل وعدم قدرته على تلبية متطلبات مرحلة الطفولة ومواكبة مستجدات العصر ، وعدم ملائمة ما يقدّم مع احتياجات الطفل ، حيث بينت آخر إحصائية نشرها المركز الوطني للإحصاء والمعلومات بالسلطنة عبر حسابه بتوتير بتاريخ 2 ديسمبر 2019م ، عن العام 2018م بأن عدد الساعات المقدّمة للأطفال في تلفزيون سلطنة عمان والقنوات الخاصة لا يتعدى (1167) في السنة الواحدة ، بينما بلغ عدد الساعات الإذاعية الموّجهة للأطفال في البث الحكومي والخاص (275) ساعة سنوياً ، وأغلب مضمون تلك الساعات يرّكز على المواهب ومحاورتها ، و في المقابل يفتقد المشهد الإعلامي بالسلطنة لوجود إعلام طفل متخصص قادر على تلبية احتياجاته الفكرية والمعرفية ، و تعزيز هويته الوطنية والحفاظ على خصوصيته بعداً عن تأثير الإعلام الخارجي على الطفل العماني .

وجود كم هائل من المواد الإعلامية بمختلف أشكالها في البيئة المحيطة بالسلطنة وتوّجه الطفل العماني لمتابعتها، مما كان له انعكاساً سلبياً على البناء الفكري والسلوكي له.
غياب الكثير من مفردات الهُـوية الوطنية نتيجة توّجه الطفل للإعلام المقدّم من الخارج واكتسابه لمفردات دخيلة على هويته.
أهمية الدراسة:

دراسة وتشخيص واقع إعلام الطفل في السلطنة، وتحديد مجالاته ومضمونه ومعرفة كم ونوع المواد الإعلامية المقدّمة من خلال متابعة جهود الجهات المختصة في هذا المجال.
وضع توصيات تعمل على توجيه الجهود الإعلامية فيما يخص الطفل العماني بشكل منظم ومتخصص في مجالاته المختلفة المقروءة، والمسموعة والمرئية وقادر على تلبية متطلبات المرحلة العمرية وتعزيز القيم والُهوية الوطنية في نفوس النشء.
التوجيه نحو صناعة إعلام متخصص بالطفل قادر على تلبية احتياجاته الفكرية والمعرفية والسلوكية، مع التركيز على تعزيز الهُوية الوطنية لديه.
أهداف الدراســــة:

الوقوف على واقع إعلام الطفل في سلطنة عمان ومجالاته.
دراسة محتوى المواد الإعلامية المقدّمة للطفل العماني.
التعرّف على جهود الجهات الحكومية والخاصة في إنتاج إعلام الطفل.
الوصول إلى توصيات من شأنها تعزيز كم ونوع المنتج الإعلامي المقدّم للطفل العماني.

توصيـات الدراســـــة:
خلصـت دراسة اللجنة حول " واقع إعلام الطفل في سلطنة عمان والمقترحات التطويرية " إلى جملة من التوصيات الهادفة لوضع رؤية منهجية مناسبة لإعلام الطفل في السلطنة قادرة على تحقيق التوازن المطلوب بين متطلبات المرحلة واحتياجات الطفل وتعزيز الهوّية الوطنية العمانية وقيمها الأصيلة، وتتمثل فيما يلي:
التوصيات العامة:
إنشاء تشكيل أو تنظيم إداري وطني تحت مسمى (مجلس أعلى للطفل أو مجلس أعلى للأسرة والطفل)، يكون الجهة المشرفة على مختلف الجهود الوطنية الخاصة بالطفل العماني، والمعنية بكل شؤون الطفل ورسم السياسيات المرتبطة بإعلام الطفل وآليات تنفيذها في السلطنة.
أهمية صياغة استراتيجية وطنية شاملة خاصة بإعلام الطفل العماني، تكون واضحة المعالم والأهداف والبرامج، وتتولى الإشراف عليها جهة محددة.
مشاركة الطفل في كافة الجهود الوطنية المعنية بإعلام الطفل في السلطنة وضرورة تمكين الطفل العماني من بناء نموذجه الإتصالي القائم على إشراكه في إعداد برامجه وإدارة حواراته الإعلامية والبرامجية.
الاستفادة من الدورة الزمنية الثقافية لمعرض مسقط الدولي للكتاب لبناء خارطة واضحة تنظم عملية إصدارات الطفل الحكومية، والخاصة بهدف إعلاء راية الكتاب وإيصال الرسائل التعليمية والتثقيفية إلى الطفل في مكانه.
موائمة كافة الجهود الإعلامية المستقبلية ذات الصلة بالطفل في السلطنة مع الأولويات الوطنية لرؤية (عمان 2040)، بما يحقق الأهداف المرتبطة بإيجاد مجتمع معتز بهويته ومواطنته وثقافته القائمة على مبدأ السلام والتعايش مع الجميع.
الاستفادة من المواد القانونية التي تضمنها قانون الطفل العماني الصادر بالمرسوم السلطاني السامي رقم (22/ 2014)، واتفاقية حقوق الطفل التي صادقت عليها السلطنة في العام 1996م، م ذات الصلة بإعلام الطفل وترجمتها فعلياً في رسم ملامح المرحلة المستقبلية في إيجاد إعلام متخصص بالطفل في السلطنة بما يعزز من أدواره وأهميته.

توصيات متعلقة بالهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون:
استكمال الجوانب المرتبطة بمشروع (إطلاق قناة متخصصة بالطفل)، وذلك من خلال:
الإسراع في أعمال وجهود تدشين القناة باعتبارها مشروعاً استراتيجياً وطنياً سوف يكون له الإسهام الكبير والتأثير المهم في تعزيز قيم الهوّية الوطنية العمانية لدى الطفل العماني، وكذلك مواجهة المحتوى الإعلامي القادم من الخارج بسبب الطفرة الهائلة في مجال الإعلام والتواصل والاتصالات بمختلف اشكاله.

الاستفادة من المعطيات المتاحة، والفترة الزمنية المرتبطة بتأخر إطلاق القناة بسبب التحديات الاقتصادية والمالية في العمل على إنتاج برامج متخصصة مركزّة وعالية الجودة والمحتوى، والاستعانة بالمتخصصين والإعلاميين المؤهلين لتحقيق الأهداف الوطنية المرسومة لقناة الأطفال.
الاستثمار الجيد في الأعمال الإعلامية المعدّة للطفل والتي يمكن أن تقدم محتوى عالمياً من خلال العمل على تسويقها وتحقيق عوائد مادية يستفاد منها في انتاج أعمال جديدة.
الاستعانة بالكوادر الوطنية من المختصين في مجال الإعلام والتربية وعلم النفس عند إعداد المنتج الإعلامي الموّجهة للطفل، بما يحقّق القيمة المضافة منه ويترجم الأهداف الوطنية له.

الاستفادة من المجيدين من فئة الأطفال في مختلف المراحل العمرية للمشاركة في خطط وبرامج الإنتاج الإعلامي، ورفدهم بالتدريب والتأهيل الإعلامي الكافي بما يلبي متطلبات الخطط الإعلامية التي تضعها الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في مجال إعلام الطفل العماني.
الاهتمام بتأهيل وتدريب بعض العاملين والإعلامين في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون على الإنتاج الإعلامي المتخصص في مجال الطفل من حيث الإعداد والتقديم والإخراج.

توصيات متعلقة بالمؤسسات والجهات التعليمية والثقافية:
استحداث برامج أكاديمية خاصة بإعلام وأدب الطفل في مؤسسات التعليم العالي بالسلطنة، وإضافة مقررات ومساقات دراسية خاصة بالطفل في الخطط الأكاديمية في أقسام الصحافة والإعلام، وكليات التربية.
تعزيز دور المؤسسات التعليمية والثقافية في مجال ثقافة وإعلام الطفل، والتعاون بينها وبين القنوات الإعلامية في تحويل القصص والكتب الخاصة بأدب الطفل إلى أعمال تعالج دراميا وتوجه للأطفال.

توصيات متعلقة بالإعلام الجديد:

تفعيل الدور الإعلامي لقطاع الإعلام الإلكتروني بالهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في انتاج أعمال إلكترونية مرتبطة بالطفل تعوّض النقص في الإنتاج الإعلامي العام الموّجهة للطفل عبر الإعلام المرئي والمسموع.

الاستثمار الإعلامي للتقنيات الحديثة واستخداماتها في مواجهة التحديات المادية التي تعترض مسيرة العمل الإعلامي بالسلطنة في:

إنشاء قناة للأطفال على اليوتيوب تشرف عليها الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون أو وزارة الإعلام تعمل على إبراز الجهود الوطنية في هذا الجانب، وتوّفر المساحة الإعلامية لعرض المحتوى الإعلامي القادر على تلبية الحاجة المعرفية والعلمية والترفيهية للطفل العماني.
توسيع قاعدة استخدام تطبيقات الهواتف الذكية كأدوات إعلامية تحقق الأهداف الوطنية لإعلام الطفل وفق خطط ومحتوى يواكب التطلعات الوطنية في هذا المجال والتسويق لها لتصل لأكبر عدد من الأطفال وأولياء الأمور بالسلطنة.
تعزيز التوّجه نحو إنشاء إذاعات إلكترونية خاصة بالطفل تتبع المؤسسات التربوية أو المؤسسات الثقافية بما يتيح مساحة كافية لسد حاجات الأطفال ويلبي اهتماماتهم ويواكب الأهداف التي تعمل عليها تلك المؤسسات.