مسقط - سعيد الهاشمي - تصوير: جون استرادا
افتتح بفندق قصر البستان صباح أمس مؤتمر سلامة الغذاء والأغذية التقليدية 2016 الذي تنظمه وزارة البلديات الإقليمية وموارد المــياه بالتعاون مع جامعــة السلطان قابوس والجهات المعنية الأخرى، برعاية مساعد الأمين العام بمكتب نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء صاحب الســـمو السـيد كامل بن فهد بن محمود آل سعيد.
ويقام المؤتمر على مدار ثلاثة أيام ضمن فعاليات أسبوع سلامة الغذاء لهذا العام الذي يقام للسنة الثالثة على التوالي، وذلك بحضور أصحاب المعالي والمكرمين أعضاء مجلس الدولة وأصحاب السعادة والمعنيين بالشأن الغذائي.
وقال سموه في تصريح لوسائل الإعلام إن هذا المؤتمر يأتي ضمن فعاليات أسبوع سلامة الغذاء، ويساعد على تبادل الأفكار والإنجازات، ولكن الأهم أنه يسلط الضوء على الأمراض الجديدة التي ظهرت في الماء والغذاء، ومن ناحية الرؤية التحليلية فالمؤتمر أوضح ما هي الطريقة الأمثل التي يمكن تحضيرها وتسويقها.
وأكد أهمية توثيق البيانات بما يخدم البحث العلمي، وأعرب عن أمنيته بأن يخرج المؤتمر بتوصيات يمكن تطبيقها وتسهم في التغلب على التحديات التي يواجهها الغذاء.
تشريعات
من جهته قال وكيل وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه لشؤون البلديات الإقليمية سعادة حمد بن سليمان الغريبي على هامش المؤتمر إن للأغذية التقليدية تشريعات في كثير من الدول لها، وإن هذا المؤتمر يدرس تطبيقات كثير من الدول لكي يتم تطبيقها في السلطنة.
وأضاف: نأمل أن تتضمن توصيات هذا المؤتمر دراسة الغذاء التقليدي العماني، ووضع تشريعات وتطبيق الدراسات لخدمة هذا الموروث لما له من أهمية لاستقطاب السياحة العالمية.
وعن أبرز قضايا الغذاء قال سعادته: إن قضايا الغذاء متعددة وهي قضية عالمية وعلى الجميع أن يتكاتف لعقد مثل هذه المؤتمرات لرفع جرعة الوعي لدى كافة شرائح المجتمع.
وفي كلمته بالحفل قال وكيل وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه لشؤون البلديات الإقليمية إن تنظيم هذا المؤتمر يأتي لتعزيز مستوى الوعي بأهمية سلامة وجودة الغذاء لدى كافة شرائح المجتمع وصولاً إلى تحقيق معايير الصحة والسلامة لدى المستهلك، إضافة إلى الاطلاع على المستجدات العلمية والتجارب العملية في مجال سلامة الغذاء والأغذية التقليدية وذلك باستقطاب عدد من الخبراء والمختصين والأكاديميين من مختلف دول العالم إلى جانب تبادل المعارف والدراسات البحثية وتسليط الضوء على الأغذية التقليدية نظراً لأهميتها وأهمية تطوير كفاءة وأساليب إنتاجها وتوسيع نطاق تسويقها محلياً ودولياً مع الحفاظ على هويتها العمانية.
وذكر سعادته أن المؤتمر يناقش عبر ست جلسات (35) ورقة علمية متخصصة من مختلف دول العالم، كما عقد على هامش المؤتمر يوم أمس الأول حلقتا عمل متخصصتان في مجال الممارسات الصحية الجيدة في المنشآت الغذائية إلى جانب نظم التحاليل المخبرية الميكروبيولوجية، شارك بهما عدد من المختصين من الجهات ذات العلاقة في القطاعين العام والخاص، ويقام أيضا على هامش المؤتمر معرض للجهات الحكومية والخاصة ذات العلاقة بسلامة الغذاء والأغذية التقليدية وعرض للملصقات العلمية التي تم إجازتها من قبل اللجنة العلمية للمؤتمر.
وأشار سعادته إلى أن توفير الغذاء الآمن للإنسان أصبح من أهم التحديات التي تواجه الكثير من الدول ومنتجي الأغذية على حد سواء في ظل تزايد المخاطر والأمراض المنقولة بواسطة الماء والغذاء.
وعلى الصعيد المحلي ونتيجة للنمو السكاني والاقتصادي الذي تشهده السلطنة فقد ازدادت أعداد المنشآت الغذائية في المحافظات التي تقع تحت إشراف الوزارة خلال العام 2015م، حيث تم إصدار حوالي (34290) ترخيصاً صحياً لمنشآت غذائية بمختلف أنواعها.
رفع مستوى الوعي
بعد ذلك تم عرض فيلم حول «سلامة الغذاء» يهدف إلى رفع مستوى الوعي بأهمية سلامة الغذاء وتوضيح خطورة الملوثات البيئية والمواد المضافة للأغذية وأساليب المعالجة الحديثة لها، كما تطرق الفيلم للأغذية التقليدية وأنواعها وأهمية تعزيز المجالات البحثية العلمية المرتبطة بسلامتها وجودتها وأساليب تسويقها.
وقدم المدير العام للهيئة العربية للطاقة الذرية أ.د. عبدالمجيد المحجوب عرضا أشار فيه إلى دور الهيئة منذ إنشائها العام 1989 من خلال جهودها في ترسيخ استخدام الطاقة الذرية لخدمة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة العربية عن طريق نشاطاتها المتعددة من تأهيل وتدريب للكوادر البشرية العاملة في مجال الاستخدامات السلمية المتنوعة للطاقة الذرية بالتعاون مع العديد من المؤسسات العربية والدولية. وتعد الهيئة العربية للطاقة الذرية هي إحدى منظمات جامعة الدول العربية التي تعنى بالعلوم النووية والإشعاعية وتطبيقاتها في المجال السلمي. كما تسعى إلى تطوير العمل العلمي العربي المشترك ومواكبة التقدّم العلمي والتقني العالمي في هذا المجال.
وذكر أن سلامة الأغذية تشكل عنصراً رئيسياً في ميدان الصحة العامة، كما تمثل عاملاً مؤثراً في التجارة بالأغذية. ويشارك فيها جوانب عديدة، ومنهم المنتجون الأوليون والقائمون على مناولة الأغذية وتجهيزها والمتاجرون بها في السلسلة الغذائية بكاملها، والإدارات الرسمية لمراقبة الأغذية والمستهلكون، وتضطلع الإدارات الرسمية لمراقبة الأغذية بدور رئيسي لضمان أن يكون الغذاء مأموناً وملائماً للاستهلاك البشري، كما أن لها تأثيرها على تنظيم وتفاعل الأنشطة الأخرى المرتبطة بها.
وقام وزير البلديات الإقليمية وموارد المياه معالي أحمد بن عبدالله بن محمد الشحي بتقديم هدية تذكارية لصاحب السمو السيد راعي الحفل الموقر، تلا ذلك افتتاح معرض سلامة الغذاء والأغذية التقليدية المصاحب للمؤتمر والذي يتضمن عرضا للملصقات العلمية إلى جانب مشاركة الجهات الحكومية والخاصة ذات العلاقة بسلامة الغذاء.
محاور اليوم الأول
اشتمل اليوم الافتتاحي على عقد جلستين تخللهما استعراض مجموعة من أوراق العمل، وترأس الجلسة الأولى التي تناقش «التطورات الحالية في مجال السلامة الميكروبيولوجية للأغذية» رئيس جامعة السلطان قابوس سعادة د. علي بن سعود البيماني، تناول المتحدثون خلالها عددا من أوراق العمل، حيث استعرض أ.د. سيف بن ناصر البحري من جامعة السلطان قابوس ورقة عمل بعنوان «الملوثات الميكروبية للأغذية وتقنيات الكشف الحديثة».
وتطرق د. آيونيس سافايديس من الجامعة الأمريكية ببيروت في ورقته إلى «بقاء بكتيريا الليستيريا والسالمونيلا والباسيلوس في الكباب التقليدي اليوناني المخزن في درجة حرارة 4 درجة مئوية».
واستعرضت الورقة الثالثة «استخدام Pantoea dispersa من نوع JFS بإعداد بكتيريا السالمونيلا في العمليات المستمرة وغير المستمرة للمعالجة الحرارية لدقيق القمح» وقدمها د. فروست ستيل من جامعة براهام يانج بالولايات المتحدة.
وقدمت د. حنان عباس حلمي من بلدية وجامعة هلسينكي ورقة عمل حول موضوع «تحديد أنواع Lactobacillus في منتجات الدجاج وصفات بكتيريا L. reuteri bacteriocin مع النشاط ضد البكتيريا المنقولة في الأغذية».
واستعرضت الجلسة الثانية «المخاطر المحتملة في الأغذية والأغذية المعدلة جينياً» وترأســها ســعادة المهندس أحمد بن حسن الذيب وكيل وزارة التجارة والصناعة للتجارة والصناعة وتضــمنت عددا من أوراق العمل من ضمنها «التنســـيق الإقليمي للمعايير الغذائية: ماذا يمكن أن تستفيد ســلطنة عمان ودول مجلس التعاون الخليجي من تجربة المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي» والتي قدمها د. ديفيد جوكس من جامعة ريدينج بالمملكة المتحدة.
كما قدم المقيم العلمي بإدارة الصحة الكندية د. عاتق رحمن ورقة عمل بعنوان «الأنظمة والســــياسات الحكومــية لضـــمان سلامة الأغذية المعدلة وراثيا في أمريكا الشمالية».
وتطرقت د. عالية بنت محمد ساجواني من وزارة التربية والتعليم في ورقتها إلى «تأثير عينات العسل العماني (السدر الشوكي والسمر) على نمو الأفلاتوكسين B1 وإنتاج الطفيليات».
وتناول أ.د فهد محمد بن جساس من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتكنولوجيا في ورقته «التحديات الرئيسية لإنتاج التمور عالية الجودة، واستخدامات التقنيات الحديثة وتطبيق مبادئ سلامة الأغذية».
وتحدثت د. الغالية بنت حميد المعمرية من وزارة الزراعة والثروة السمكية في ورقتها عن «تحفيز الطفرات والتقنيات الحيوية لتحسين المحاصيل باستخدام أشعة جاما».