ناصر بن سلطان العموري
تنفرد السلطنة بنظام الأفلاج في عملية الري، والأفلاج جمع فلج وتعرف على أنها قناة مائية لها مصدر من فجوة في مكان مرتفع في طبقة صخرية، ومنها تمتد قناة مسافة تصل إلى أرض قابلة للزراعة، وهذا النظام يستخدم أيضا في بعض المناطق في الدول المجاورة وقد قامت لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو في شهر يوليو من العام 2006 م بإدراج خمسة أفلاج عمانية من ضمنها فلج الملكي ضمن لائحة التراث العالمي تعبيرا عن المكانة الدولية لهذا النظام المائي البديع والذي يشكل موروثا حضاريا رائدا أبدعه العمانيون حيث يعتبر فلج الملكي بولاية إزكي بمحافظة الداخلية من أقدم الأفلاج الموجودة بالسلطنة، وتعود تسميته بهذا الاسم إلى "مالك بن فهم الازدي" ويعتبر الفلج من أكبر الأفلاج من حيث عدد السواعد المغذية للفلج حيث بلغت 17 ساعدا ويروي الفلج مساحات كبيرة من المزروعات وبساتين النخيل ويتفرع إلى قسمين؛ الأول يروي منطقة النزار، أما الأخر فيروي منطقة اليمن واللتين تعتبران من المناطق الأثرية القديمة بالسلطنة ولكن نظرا للظروف المناخية التي تمر بها المنطقة من حيث قلة الامطار بالإضافة إلى الضغط الشديد للخزان الجوفي المغذي للفلج نتيجة للتوسع العمراني فقد أدى إلى تناقص تدفق الفلج خاصة في فترات الجفاف وقد تم تزويد الفلج بعدة آبار مساعدة تصب في شريعة الفلج لتعزيز تدفقه، وبالرغم من ذلك فإن العجز المائي بالفلج لا يزال كبيرا.
وفي بادرة مجتمعية هب شباب إزكي وشيبانها في ملحمة إزكوية خالصة حينما شمروا السواعد وأيقظوا الهمم ووقفوا وقفة رجل واحد لصيانة وتنظيف سواعد فلج الملكي العريق ما يساعد على جريان الفلج بالشكل الأمثل وإزالة ما علق من شوائب قد تعوق جريان المياه والسؤال المطروح هنا أين دور وزارة البلديات الاقليمية وموارد المياه في الحفاظ والرقابة على الافلاج الرئيسية في المحافظات والمناطق بشكل عام؟ وكيف اذا كانت هذه الافلاج قد صنفت من ضمن المعالم الأثرية التي تم إدراجها في قائمة التراث العالمي بالمنظمة العالمية اليونسكو؟ أم أن دورها أنتهى بمجرد إدراج الفلج وتنصيب معلم تذكاري رخامي جميل وأنيق في نفس الموقع مدون فيه جهود الوزارة وإنجازاتها؟ وهل توجد في الأساس رقابة ومتابعة لاسيما أن هناك قطاعا مختصا بالأفلاج؟!
نتمنى جل التمني التجاوب من قبل وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه لدعم مثل هذه الجهود الاهلية إن لم يكن بالمال وبالدعم اللوجستي فعلى الأقل بحث ومناشدة شركات القطاع الخاص لدعم مثل هذه الجهود الاهلية لا سيما في مثل هذه الاعمال التطوعية النبيلة وينبغي هنا استغلال فوز السلطنة بجائزة أفضل وجهة في السياحة الثقافية والتراثية للترويج لهذه الافلاج كونها تدخل ضمن الوجهات التراثية ولا احدثكم هنا عن كيفية اهتمام بعض الدول بمثل هذه الوجهات والمزارات السياحية التراثية لاسيما تلكم التي اختيرت من قبل منظمة اليونسكو ضمن لائحة التراث العالمي كأحسن ما يكون من خلال نظافتها وصيانتها وإبرازها على الخارطة السياحية العالمية.
(خارج النص) يتقدم عمود نبض قلم بالشكر الجزيل للأخوة في المديرية العامة للخدمات الصحية بمحافظة مسقط بوزارة الصحة بصفتهم الجهة المسؤولة عن المراكز الصحية بالمحافظة على تجاوبهم مع مقال (قصة بلا شخوص - المركز الصحي) وحرصهم للجلوس مع أطراف المقال على مائدة الحوار في سبيل حل الإشكالية القائمة والحرص على الوصول لخدمات تمريضية وعلاجية أفضل كماً ونوعاً ما من شأنه ان يقدم إضافة نوعية للصالح العام.