مسقط - ش
استضافت جامعة السلطان قابوس الشيخ سيف بن هاشل المسكري أمين عام مساعد للشؤون السياسية لمجلس التعاون الخليجي سابقًا، في الجلسة الحوارية الأولى من سلسلة جلسات " قامات عمانية " التي ينظمها كلًا من مركز البحوث الإنسانية ومركز الدراسات العمانية.
وفي افتتاح الجلسة الحوارية التي رعاها الأستاذ الدكتور علي بن هويشل الشعيلي، نائب رئيس الجامعة للشؤون الإدارية والمالية، قدم الأستاذ الدكتور عبدالله بن خميس أمبوسعيدي، مدير مركز البحوث الإنسانية كلمة قال فيها إن الهدف من هذه الجلسات هو استضافة شخصيات عمانية تقدم خلاصة فكرية لخبراتها وتجاربها، وإعطاء إرشادات وإضاءات لشباب الجامعة للأخذ بها في خدمة الوطن.
ويعد الشيخ سيف المسكري إحدى الشخصيات العمانية البارزة، التي أسهمت بعمق في بناء الدولة العصرية في عمان، وذلك من خلال تدرجه في المناصب التي تقلدها عبر مسيرته الطويلة التي تدرج من خلالها في وزارة الخارجية من سكرتير ثالث إلى القائم بأعمال السفارة العمانية بالمملكة المغربية، ثم مديرا للدائرة الإعلامية، كما تولى منصب الرئيس المساعد ثم الرئيس بالإنابة في الدائرة العربية، وعمل كسفير مندوب دائم للسلطنة في المكتب الأوروبي لدى الأمم المتحدة في جنيف، وقنصلا عاما في سويسرا، تولى منصب الأمين العام المساعد للشؤون السياسية في مجلس التعاون الخليجي. كما عمل الشيخ سيف المسكري وكيلا للسياحة، وتم تعيينه عضوا في مجلس الدولة، وترأس إدارة عدة شركات كبرى، كما ترأس الاتحاد العماني لكرة القدم لدورتين، وترأس مجلس إدارة النادي الثقافي أكثر من مرة.
اقرأ أيضا: من وأد مشروع الجيش الخليجي الموحد؟
وفي الجلسة الحوارية التي أدارها الإعلامي عادل الكاسبي ذكر الشيخ المسكري أن عُمان في وقت سابق كانت محتاجة لأي شاب قادر على العمل، حيث أصبح في ذلك الوقت موظفًا في المراسم ودبلوماسيًا في جنيف. وقال الشيخ المسكري أنه بسبب اكتواء عمان بنار النزاعات السياسية قررت تشكيل ما يسمى بوفد الصداقة الخارجي لتكوين علاقات خارجية مع بلدان العالم، حيث كان مهمًا بالنسبة لها الامتداد السياسي الخارجي. وعلق الشيخ على توليه منصب سفير بالأمم المتحدة قائلًا "إن العمل الثنائي تكون فيه الأطراف حساسة جدًا، بينما الأمم المتحدة متعددة الأطراف فالعمل فيها يكون أكثر تفتحًا واستقبالًا للأفكار"، وأضاف "سنة واحدة في الأمم المتحدة هي عن دراسة جامعية متكاملة".
وعن توليه منصب أمين عام مساعد للشؤون السياسية لمجلس التعاون الخليجي قال إن فكرة التعاون بدأت سنة 1975 بمبادرة عمانية بهدف حفظ مناطق الإقليم وابعادها عن الصراعات الخارجية، إضافة إلى حماية مضيق هرمز، ولكن لم يكتمل الموضوع بسبب رفض الجميع لهذه المبادرة. وتم بعدها عام 1987 تشكيل الأمانة العامة لدول مجلس التعاون، إذ تم اختياره أمينا عاما مساعدا للشؤون السياسية لمجلس التعاون الخليجي، وهو المنصب الذي ينضوي تحت لوائه مساقات في غاية الأهمية، الشؤون الأمنية والشؤون العسكرية والإعلامية، وهذه الثلاثية المهمة والحيوية جدا كانت ضمن دائرة اختصاص الشيخ سيف المسكرى في توقيت غاية في الحساسية وهي الحرب العراقية – الإيرانية، مشيرًا إلى أن عُمان كانت ترفض بعض القضايا في المجلس لمبدأ معين وليس لمصلحة معينة.
وعلق على عمله في مناصب سياسية قائلًا "عندما نقرأ اليوم التاريخ الذي عشناه في ذلك الوقت نستمتع فعلًا". وحول ترأسه الاتحاد العماني لكرة القدم لفترتين، قال الشيخ سيف "كنت في ذلك الوقت وأنا مكلف بإدارة أهم مؤسسة رياضية أعتبر نفسي أميًا في الرياضة، ولكن كانت عندي الإدارة هي الأهم، بالإضافة إلى التفكير خارج الصندوق والعمل الجماعي"، وأضاف "اعتمدت على الكوادر الرياضية والفنية للاتحاد وكنت القائد بالنسبة لهم ولله الحمد حققنا أهداف رؤيتنا. وأصبح مفروضًا علي أن أتابع النشاط الكروي العالمي". وختم الشيخ سيف المسكري حديثه في الحوار بقوله "على الانسان أن يكون صادقًا وأمينًا مع نفسه أولًا حتى ينجح نجاحًا حقيقيًا" مشيرًا إلى أن الخسارة الحقيقية هي خسارة النفس وهذا ما علمه أبناءه.