صحار - حمد بن عبدالله العيسائي
تأهل بمحافظة شمال الباطنة مشروع “قراءة في صحيفة” للتقييم والمنافسة على جائزة مكتب التربية العربي لدول مجلس التعاون ضمن المشاريع المتأهلة للمنافسة في محور الإعلام والتربية على المواطنة، وفي الضوابط والمعايير الموضوعية والعلمية للمشروع.
وأوضح مدير مشروع “قراءة في صحيفة” عبدالله بن محمد المعمري أن المشروع يدخل عامه الثاني من حيث التطبيق، ويستهدف الطلبة في سن (الثامنة إلى العاشرة) أي في الصفين الثالث والرابع من التعليم الأساسي وذلك من أجل تحقيق جملة من الأهداف التي تتوافق مع محور الجائزة.
كما أكد المعمري من خلال المشروع أن التنشئة الصحيحة على فهم عناصر الإعلام وإدراك مقاصدها هي الحل الأمثل في الحفاظ على الوطن ومكوناته التي يعتبر المواطن فيها أحد أركانها الأساسية، وهذا ما قاده من المشروع إلى ربط الإعلام بتربية النشء، ثم ارتباط الإعلام بالتربية، وفي مجالها المهم وهو تربية المواطنة، بما يعزز من تمسك المواطن بوطنه.
وعن المبدأ التنظيري لفكرة المشروع أشار المعمري إلى أنه اعتمد على مبدأ دعت إليه منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) في العام 2009م على موقعها على شبكة المعلومات العالمية الإنترنت تحت عنوان (تعزيز المواطنة: وسائل الإعلام الحوار والتعليم) وينص على أن “الدراية الإعلامية تعزز القدرة على الفهم النقدي لوسائل الإعلام وكذلك القدرة على فك رموز المنتجات الإعلامية وفهمها وإيصالها وإنتاجها. وتنشط هذه الدراية المشاركة الشعبية كما تحفز على الحوار المفتوح والواعي”، وهذا ما قادني إلى مجموعة تساؤلات دفعتني للبحث عن إجابات لها ومنها: كيف يمكن أن تتحقق تلك العناصر لمحتوى منهج المواطنة، إن لم يمتلك المواطن ومنذ الصغر مصدرا يقدمه له، كمعارف عامة؟ كيف يمكن لهذا الصغير أن يفهم او يعرف أو يفرق بين تلك المعلومات وفي أي مجال هي؟ فوجدت أن الإعلام هو أحد تلك المصادر، ومع ما ذكرته سابقا حول تأثير الإعلام في صناعة الأفكار وتوجهات المجتمع وأفراده، فإن ربط الإعلام بتربية المواطن، أوصلني إلى فكرة المشروع الذي أطلقت عليه (قراءة في صحيفة).
كما أشار مدير مشروع “قراءة في صحيفة” إلى أن المشروع يؤسس لقاعدة حول تربية المواطنة من خلال وسائل الإعلام التي تتمثل في فهم ما ينقله الإعلام بوعي وإدراك، وهذا لا يتأتى إلا من خلال تفكيك رموز المنتجات الإعلامية وفهمها عبر التعرف على مسمياتها وتصنيفها ومحتواها، وفي مجال الصحافة فإن هذا الأمر يكون بمعرفة نوع الفن الصحفي الذي يقرأه المواطن وتصنيفه والاطلاع المباشر برصد حقيقي لما يدور حوله من جوانب تنموية واجتماعية ومالية واقتصادية وسياسية وغيرها وبما يحفظ له حقوقه ويعلمه بواجباته والقوانين في بلده، والمساهم في النقد بصورة إيجابية.
جميع هذه المعطيات ولدت أهمية لتحول المشروع من فكرة إلى مشروع تطبيقي رأى النور في العام الدراسي (2014/2015م) يستهدف طلبة المرحلتين (الصفين الثالث والرابع) من التعليم الأساسي بمدارس محافظة شمال الباطنة، بولايات المحافظة الست، وتمكينهم من قراءة وتحليل النصوص الإعلامية في الصحيفة وتكوين مهارات التصنيف لتلك النصوص بالمجالات التي تنتمي إليها، وهو ما يقود في النهاية إلى تعزيز دور الطالب كمواطن مطلع عن كثب على الأحداث التي تدور في وطنه، ويتكون لديه انتماء وطني في تتبع التنمية المستدامة في شتى مجالات الحياة، والتعرف على القوانين والأنظمة وحقوق المواطن وحرية التعبير عن الرأي بما يحفظ للآخرين حقوقهم في وطن آمن ومستقر، عبر قراءة وفهم التحقيقات والتقارير الصحفية والبيانات الرسمية التي تنشرها الصحيفة.