معلق قنوات الدوري والكأس أحمد الطيب: «الصدفة».. قادتني للتعليق

الجماهير الأربعاء ١٣/فبراير/٢٠١٩ ٠٤:٣٣ ص

الكويت- سعيد الهنداسي

عرفناه معلقاً يصدح بصوته الشجي عبر قنوات رياضية في مصر وخليجنا العربي من قناة النيل في مصر وأبوظبي الرياضية ليستقر به الحال اليوم عبر قنوات الكأس القطرية ليمتعنا الطيب بتعليق ولا أروع في مختلف البطولات والدوريات في أوروبا وبطولات كأس العالم وأمم آسيا وإفريقيا بل وحتى أمريكا الجنوبية ليصبح بلا أدنى شك المعلق الشامل فما سر هذا النجاح والتألق في فن التعليق الرياضي؟ وما حكاية عشقه للدوري الإيطالي؟ وما حكايته مع التدريب والتحكيم؟ وكيف كان ظهوره الأول مع التعليق؟ كل هذه الأسئلة وغيرها كانت حاضرة في صاحب القلب الطيب أحمد الطيب.

بطولة المواهب

بدأ المعلق الجميل احمد الطيب حديثه معنا على هامش حضوره لبطولة شهداء الكويت للميني قول والمقامة حاليا في دولة الكويت الشقيقة قائلا: سعدت كثيراً بدعوة اللجنة المنظمة لحضوري البطولة التي تحمل اسم الشهيد في مرحلة المدارس في ربط جميل ويضيف الطيب: شاهدت مجموعة من المواهب الجميلة للاعبين صغار وهذه المرحلة العمرية تستطيع من خلالها أن ترى الموهبة في أبهى صورها وتحتاج فقط من يستطيع أن يصقلها ويبزها ويشكلها لتبدع بعد ذلك في المستقبل فلهم كل الشكر.

بين الرياضة والتعليق

يعود بنا المعلق والرياضي أحمد الطيب إلى بداياته في عالم الرياضة وكرة القدم تحديدا قائلا: كانت البداية كلاعب في منتخب السويس مسقط رأسي ولعبت في نادي السويس وجاءت مرحلة الاحتراف الخارجي في النمسا لمدة موسم ثم عدت للعب مع نادي اسوان ثم اعتزلت الكرة كلاعب، واتجهت لمجال التدريب والسبب في اتجاهي للتدريب المدرب الراحل محمود السايس الذي سبق أن درب النادي الأهلي وحقق معهم نتائج رائعة شجعني للدخول مبكرا لمجال التدريب وفي نفس الوقت دخلت مجال التحكيم بتشجيع الحكم جمال صدقي.

صدفة التعليق

وحول اتجاهه للتعليق بعد مرحلة التدريب والتحكيم يشير إليها المعلق أحمد الطيب واصفاً إياها بالصدفة فقال: في إحدى المرات وفي جلسة مع الأصدقاء بالتعليق على بعض الأمور وطلب مني المدرب السايس اكتب له بعض الملاحظات الفنية والتقرير قمت بتسجيلها في (كاسيت) وأثناء تفريغ التقرير في البيت استمع إليها أخي الكبير الدكتور محمد الطيب ويومها كان وكيل نادي منتخب السويس قال لي إن هذا هو تعليق وليس تقريراً وتصلح أن تكون معلقاً مستقبلا و»ستايل» جديد على اعتبار أنك تتحدث عن تفاصيل فنية ومنها بدأ المشوار مع التعليق.

مواصفات المعلق الناجح

وحول أهمية أن يكون للمعلق خطه الواضح منذ البداية أم أن التقليد مرحلة لا بد منها أكد المعلق أحمد الطيب على أهمية أن يكون للتقليد حضوره في البدايات فقال: أي عمل بالدنيا أو على سبيل المثال الفنان والمطرب عندما تسأله يقول لك انه تأثر بفنان أو قلد فنان ثم انتشر وبعد ذلك وتأخذ وقت ولكن تبقى لي تجربتي الخاصة على اعتبار أنني بدأت التعليق في عمر 31 سنة ويومها بدأت افكر هل أنا اصلح أن أكون معلقا بعد فترة من مزاولة كرة القدم كلاعب ومحترف ومدرب وإنهاء التعليم العالي وأصبحت أملك رصيدا من المعلومات والخبرة ورصيدا لفظيا يصلح للخروج بها ثم اتجهت للتعليق ويجب مراعاة عقليات المشاهدين ومراعاة الظروف المحيطة بك في عالم الكرة فيجب أن تراعيها كمعلق ويجب عليك أن يكون لديك رصيد من الحكمة والكياسة وانتقاء الكلمات اللفظية للحدث ولا بد للمعلق أن يتحلى بالصبر والتروي.

تجربة قطرية

ويشير المعلق الطيب احمد الطيب الى تجربة تم تنفيذها في دولة قطر في فن التعليق قائلا: كما أن هناك تأسيسا لفريق ناشئين للوصول به للفريق الأول نقوم بتأسيس معلقين ليصبحوا بعد ذلك معلقين للمستوى الأول، وهذا ما نقوم به في قناة الكأس القطرية من خلال عمل اختبارات للمعلقين في سن 20 الى 25 سنة الجيد منهم بناء على مقاييس واسس معينة تم وضعها ويتم تبني مواهبهم ويقوموا بالتعليق على بطولات داخلية في بطولة الكأس وغيرها من البطولات المحلية ويتم صقلهم حيث قمنا بعملية بروتوكول مع الاتحاد القطري لكرة القدم ومع لجنة التطوير لكرة القدم وجعلنا كل المعلقين والمعدين والمصورين والمخرجين وكل من له علاقة بالإعلام الرياضي في اتجاه كرة القدم يدخل دورة تدريب كما هو الحال مع دورات المدربين في مختلف مراحلها وتعاون آخر مع لجنة الحكام القطرية وإعطاء محاضرات تثقيفية للمعلقين الجدد والمذيعين ليكون لدينا معلق مثقف لديه خبرة في تفاصيل كرة القدم.

معنى المعلق الحيادي

وحول وصف معنى المعلق الحيادي يصفه المعلق احمد الطيب بقوله المعلق الحيادي هو الذي يكون مع الكرة وليس مع الفريق ولا تعني الحيادية ان يكون 50 في المئة مع الفريق الأول ونفس النسبة مع الفريق الثاني فالكرة واتجاهها هي التي تأخذ المعلق معها سواء لليمين أو للشمال وليس المعلق مع الفريق على حساب فريق فالمعلق يصف اللعبة بغض النظر عن اسم الفريق في تفاعل جميل مع الكرة واللمسة والأداء فهناك فريق يقدم كرة قدم افضل من منافسه فالمعلق بصف هذا الأداء بكلماته فالحياد لا عني أن لدى المعلق 10 كلمات جميلة يوزها مناصفة بين الفريقين ويبقى الحياد أن الفريق الأفضل تكون له 8 كلمات جميلة على سبيل ولمنافسه الآخر كلمتين عطفا على الأداء والكرة التي يقدمها.

مباراة معلق:

وعن إمكانية أن تكون هناك مباريات قدمت المعلق لجمهوره بشكل كبير أكد المعلق احمد الطيب أن هذا الأمر لم يشغله طوال تاريخه في عالم التعليق فقال (والله لم اشغل نفسي وأنا أعلق مباراة أن يكون تعليقي لها أن يكون سبب لي في شهرتي). وأضاف أيضا انا في تعليقي للمباراة كأنني في حصة تدريبية وأعيش دور المدرب مع كلا الفريقين ولم اشغل نفسي بذلك.

عالم التعليق

وحول تجربته في عالم التعليق يواصل معلقنا الرائع احمد الطيب ويشير الى تجربته مع قناة أبوظبي الرياضية قائلا اتجهت الى ابوظبي الرياضية من موسم 200 الى 2006 وعلقت على الدوري الإيطالي وحاليا انا سعيد بوجودي في قناة الكأس القطرية ولله الحمد سعيد جدا بوجودي فيها.

عشق الكالتشيو ولكن

ولم يخف المعلق المدرب والحكم والمميز احمد الطيب عشقه الكبير للدوري الإيطالي والتعليق فيه وسر هذا العشق قائلا: هناك مثل يقول (من عاشر القوم 40 يوم صار منهم) انا كنت في الأسبوع اعلق يوم السبت على الدوري الإيطالي واعلق يوم الأحد على الدوري الإيطالي ويوم الاثنين اعمل ملخصا للدوري الإيطالي واعلق يوم الثلاثاء والأربعاء واعلق في دوري أوروبا على مباريات فرق إيطالية فعشت كل تفاصيل الدوري الإيطالي وعرفت جميع اللاعبين وخطط المدربين وأفكارهم في الفوز والخسارة وارتبط صوتي بالدوري الإيطالي فاعتقد الجميع بذلك ولكن يجب ان يكون المعلق مرتبطا بكل الدوريات واذكر جملة قالها لي المعلق علي سعيد الكعبي يومها (والله يا بوميدو انت معلق لكل المناسبات) بعد تعليقي في نفس الأسبوع على مباريات الدوري الإيطالي والأرجنتيني بين ريفر بليت وبوكاجونيور وعلقت على مباراة في أمم افريقيا وعلقت مباراة في الدوري الإماراتي واحب التعليق على الدورات الرمضانية واوجد في الكويت بدورة الروضان وميولي للدوري الإيطالي لنواحي تكتيكية جميلة وأنا اعشق هذا التكتيك فيه لدرجة أن نتيجة سلبية في الدوري الإيطالي افضل عندي من 3 مقابل 2 في الدوري الإسباني لنواحي تكتيكيه أعشقها فيه ولا يخفي أن الدوري الإسباني لعب مفتوح والدوري الإنجليزي بمثابة كوكتيل جميل يضم كل شيء جميل فيه الرتم السريع ومستويات الفرق متقاربة رغم النجومية الموجودة والعمل الجماعي كبير.

المعلق وتنوع البطولات

وعن تعليقه على بطولات مختلفة وتأقلمه معها يشير اليها المعلق احمد الطيب قائلا: لابد للمعلق ان يكون مرآة صادقة ومعبرة عن ما يحدث بشكل فيه خصوصية أكثر لان من يشاهدك هناك من يكون دكتورا او مهندسا او عامل بناء وليس متخصصا في كرة القدم ويبقى دور المعلق ايصاله المعلومة بشكل صحيح وافتح له سككا تساعدك على الاستيعاب بشكل جيد ويكون هناك تفاعل ويصل للمشاهد في أفضل صورة.

الاجتهاد والتخطيط

وحول خبرته التراكمية بين التدريب والتحكيم والتعليق وهل هذه الأمور ساعدت احمد الطيب للتميز والنجاح أكد الطيب ذلك بقوله الإنسان عليه الاجتهاد ولكن لا يخطط التخطيط بيد الله عز وجل. وأضاف أيضا: وتخطيط رب العباد أفضل تخطيط وفي النهاية انا اجتهدت في كل مراحل حياتي كلاعب ومدرب ومعلق وحكم والكتابة في الصحافة ومحللا لها وفي الأخير الله سبحان الله وضعني في التعليق.

كرة القدم العمانية:

ينهي حواره معنا بالحديث عن كرتنا العمانية واصفا إياها بالكرة الراقصة: كرة القدم العمانية كرة جميلة كرة الفريق الراقص والأداء العماني أداء رشيق ولم يأت اسم برازيل الخليج من فراغ بل من تقديمهم كرة قدم جميلة ورائعة وتكنك اللاعبين ومهارتهم ممتازة كموهبة واجسام اللاعبين خفيفة ورشيقة لدى الأغلبية منهم وتعطي فرصة للتحمل حتى نهاية المباراة ويضيف أيضا مع كل ذلك يجب على المنتخب العماني أيضا احترام الدور الدفاعي كما يحترم الدور الهجومي وهذه هي مربط الفرس عند المنتخب العماني كنت أتمنى مثلا من الظهيرين سعد سهيل وعلي البوسعيدي وهما يقدمان لنا أدوار هجومية ان يكون هناك تميز وعمل منظم في الجانب الدفاعي وفي النهاية الفريق يخسر مباريات بمثل هذه الأخطاء البدائية وعشت مع عمان افضل فتراتها من خليجي 16 في الكويت حتى الآن فرحنا معهم في خليجي 19 وآخرها في خليجي 23