مسقط -
تفاعلت المديرية العامة لبلدية مسقط بالسيب مع شكاوى وملاحظات المواطنين في عدد من المناطق حول انبعاث روائح مزعجة في شواطئ معينة بحدود الولاية، واتضح في الآونة الأخيرة قيام بعض الصيادين باصطياد الأسماك الصغيرة ورميها على مساحات طويلة على الشاطئ الممتد من دوار منطقة الخريس حتى منطقة الحيل الشمالية.
وقد أعربت البلدية عن استنكارها لمثل هذه التصرفات؛ نظراً لما تحدثه من تلوث بيئي ينتج عنه انتشار الروائح وتجمع الحشرات والكلاب الضالة حول بقايا الأسماك المرمية بشكل عشوائي لا يعبر عن سلوكيات مسؤولة تجاه صحة أفراد المجتمع والوعي البيئي بأهمية نظافة الشواطئ، واعتبارها متنفساً للجميع. وقد أفاد المختصون بدائرة الشؤون الصحية في المديرية العامة لبلدية مسقط بالسيب تلقيهم لبلاغات من المواطنين ووقوفهم عليها من حيث قيام قسم النظافة بدوره في هذا الشأن، إلا أن تكرار هذه التصرفات شكلّ ظاهرة يومية مزعجة ينبغي الوقوف عليها بشكل جدي، وذلك نظراً لما تسببه من تبعات وأضرار جمالية وصحية وبيئية، وقد بذلت المديرية جهوداً مضاعفة في توفير فرق للنظافة ومعدات لازمة لنقل هذه الأسماك والتخلص منها، في سبيل إبقاء الشواطئ نظيفة وخالية من الملوثات الصحية والبصرية، وأوضح المختصون أن مصدر تلك الأسماك هو رمي الصيادين للأسماك غير الصالحة بعد اصطياد كميات كبيرة منها في أوقات مختلفة خلال اليوم، وأن صعوبة التعامل مع هذه الظاهرة يكمن في بعض الأحيان من خلال وجود الأسماك العالقة في شباك الصيادين والتي غالباً ما تكون قد سببت انتشار الذباب حولها، الأمر الذي تنعكس آثاره على الصحة المجتمعية للساكنين بقرب تلك المناطق أو حتى الصيادين أنفسهم، أضف إلى ذلك أضرار هذه الظاهرة من الناحية الاجتماعية في كونها تحول دون جعل تلك الشواطئ مقصداً لممارسة رياضات مختلفة أو الاستمتاع بالمشي نظراً للروائح المنبعثة والتي تسبب استياء الأهالي والقاصدين لتلك المناطق بقصد التجمعات العائلية أو لأي مقاصد ترفيهية أخرى. من جانب آخر عملت المديرية العامة لبلدية مسقط بالسيب على إيجاد تنسيق مشترك مع عدد من الجهات في ولاية السيب لمخاطبة ودعوة أفراد المجتمع بمن فيهم أصحاب قوارب الصيد لرفع سقف التوعية، ووقف هذه الظاهرة مع شرح أضرارها البيئية والمجتمعية والسياحية، مع التأكيد على أهمية أدوار ممثلي المجالس البلدية والشورى وكذلك شيوخ وأعيان المناطق بالولاية نظراً لقربهم من المجتمع ولكونهم جزءا منه، حيث تؤكد بلدية مسقط على أهمية تكاتف الجهود بين الجهات الرسمية والمجتمع، لرفع مستوى الوعي البيئي لدى المواطن وأصحاب قوارب الصيد والعاملين بها، بما يجعل قضايا البيئة والثروة السمكية والمرجانية وإبقاء الشواطئ نظيفة وعدم تعريضها للتلويث تحتل أهمية مشتركة تسهم في الحد مما يتسبب في تهديدها، وتسهم في تقليل أعباء فرق النظافة والعاملين بالقـــــطاعات ذات الشأن، الأمر الذي يعكس كذلك أهمية إشراك المجتمع بهذه القـــــــضايا وجعله يعمل من خلال حراك أهالي وقاطني تلك المناطق على رفض هذه الظواهر ووقفها، لما فيه من تشويه عام وخطر على الصحة والحياة الحضرية.