تأخير راتب شهر يونيو غير مبرر!

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ٢٠/يونيو/٢٠١٨ ٠٢:٣٢ ص
تأخير راتب شهر يونيو غير مبرر!

علي بن راشد المطاعني

في الوقت الذي كان فيه أغلب العاملين في الدولة وخاصة القطاع المدني ينتظرون على أحر من الجمر صرف راتب شهر يونيو الجاري قبل عيد الفطر المبارك للوفاء بالتزامات العيد ومتطلباته الكثيرة، إلا أن الإحباط كان هو السائد لعدم تنزيله حتى آخر يوم عمل في الأجهزة الحكومية، لقد كانت الآمال قائمة والتفاؤل بلغ عنان السماء، واليقين اتجه كليا إلى الحقيقة الساطعة القائلة أن هناك من يقدر أن الكثير من الموظفين يعتمدون على الراتب لوحده لمواجهة الجوانب الحياتية إذ ليس لهم دخل غيره أصلا، وأن هناك من يقدر أن رمضان هذا الشهر الكريم هو استثنائي كما نعرف وله متطلباته واحتياجاته الخاصة، وأن ما يعقبه هو العيد الذي نعرفه ويعرفنا فأساسياته لا فكاك منها إلا بتلبيتها.
كل تلك الآمال العراض في ظهور المدلل الراتب قد ذهبت أدراج الرياح بانتهاء آخر يوم من الدوام قبل إجازة العيد ولم تتكرم الصرافات بالإفصاح عن وصول الضيف المنتظر.
عندها أيقن الجميع أن لا مفر غير مواجهة العيد بدون راتب يونيو، وإن على الجميع أن يبحثوا عن حلولهم الفردية، لقد عايشنا معاناة الموظفين في ترتيب أولوياتهم وفي تقديم بعض المتطلبات وتأخير أخرى وإلغاء معظمها وقد شمل الإلغاء فيما شمل عيديات الأطفال رغم أهميتها وضروريتها، رغم أن فلذات الأكباد لا يمكن إقناعهم بالحكاية وعلى أمل أن يتفهموا في نهاية المطاف كل ما حدث، هذا لن يكون أبدا، وما ينبغي أن يكون في فهمهم هو أن هدية وهدايا العيد لم تصل، وهذا يعنى لديهم أن لا عيد أصلا.
نعلم أن المرتبات من المصروفات الجارية في بنود الميزانية العامة وندرك أعباءها على خزينة الدولة ولكن لا محالة من صرفها وإيجاد الحلول التي تعترض صرفها خاصة في مثل هذه الظروف الاستثنائية والخاصة والتي لا تتكرر إلا مرة في العام، (وقد) يأتي ظرف آخر مشابه وهو عيد الأضحى المبارك الذي يوافق الحادي والعشرين من أغسطس المقبل، حيث ينبغي أن نضع تجربة عيد الفطر في الاعتبار ونحن نرنو بعين التفاؤل الإيجابي لعيد الأضحى ولكي لا يحدث ما حدث وباعتبار أن التذكير جاء في وقت مناسب تماما.
ولا ينبغي لنا أن نغفل أن معاناة الموظفين أيام العيد كان لها انعكاسات سلبية أيضا على الأسواق من ناحية عامة والتي أصابها ركود منطقي نتيجة لانخفاض القوة الشرائية إلى معدلات متدنية، وضعف التسوق لخلو الجيوب من المال، وبقيت الأسواق أمكنة عامة للتنزه وإطلاع العيون على الجديد من البضائع وسماع آهات الإعجاب وعبارات الثناء الجزيل على ما هو معروض بمناسبة العيد السعيد، على ذلك فقد أصاب التجار أيضا ما أصاب الموظفين في تأكيد حقيقة أن السلسلة الاقتصادية متصلة ومتواصلة دوما، وإذا ما انقطع جزء منها انفرط العقد بالكامل وهذا ما حدث بالضبط.
نأمل من جهات الاختصاص أن تراعي هذه الجوانب الاجتماعية والإنسانية خاصة إذا كانت فوارق الأيام البسيطة لا تستدعي تأخير مرتبات معقودة عليها آمال عراض من أهمها شراء ابتسامات وضحكات أطفالنا وهي لا تقدر بثمن كما نعلم.