بالصور: "الصحة" تدشن مشروع المركز الوطني لطب الأعماق.. غدًا

بلادنا الثلاثاء ١٩/يونيو/٢٠١٨ ١٨:٠٨ م
بالصور: "الصحة" تدشن مشروع المركز الوطني لطب الأعماق.. غدًا

مسقط - العمانية
تدشن وزارة الصحة يوم غد الأربعاء مشروع المركز الوطني لطب الأعماق بالمستشفى السلطاني بولاية بوشر بمحافظة مسقط بتكلفة إجمالية بلغت حوالي مليونين وثلاثمائة ألف ريال عماني تحت رعاية معالي الدكتور علي بن مسعود السنيدي وزير التجارة والصناعة.
وأقيم المركز على مساحة بناء تبلغ (851) مترا مربعا، ويتألف من قسم السجلات الطبية وغرفة الحاسب الآلي وغرفة المعاينة و(3) غرف للتشخيص والعلاج، ومخزن، والغرفة الرئيسية التي تحتوي على ثلاثة أجهزة علاج بالأوكسجين المضغوط تعد الأحدث من نوعها في مجال طب الأعماق على الصعيد الدولي، ويوجد جهازان من الأجهزة الثلاثة بغرفة علاج جماعية تتسع لــ (12) شخصًا لكل جهاز، بينما يوجد الجهاز الثالث بغرفة علاج فردية.
وقد رُوعي عند إنشاء المركز الذي بدأ تشغيله في مارس الفائت أن يتوافق مع كافة إجراءات وأنظمة السلامة، حيث تم تزويده بمعدات الإطفاء وأجهزة الإنذار وحساسات إطفاء داخل أجهزة الأوكسجين المضغوط، فضلا عن مخارج الطوارئ المتعددة، وقد خضع كافة العاملين الصحيين في المركز لبرنامج تدريبي بمراكز متخصصة في ألمانيا والنمسا إلى جانب برنامج تدريبي تطبيقي في المجمع الطبي بقاعدة سعيد بن سلطان البحرية.
ويعد طب الأعماق من التخصصات الطبية الحديثة نسبيا حيث يهتم بدراسة التأثيرات الفسيولوجية على صحة جسم الإنسان، مع إمكانية تسخير طب الأعماق في علاج وتسريع عملية الشفاء للعديد من الحالات المرضية عبر استخدام تقنية الأوكسجين المضغوط الذي يعد علاجا أساسيا لعدة حالات أهمها انسداد الأوعية الدموية بالفقاعات الهوائية، وحالات التسمم الحاد بغاز أول أكسيد الكربون، ومرض اختلال الضغط للغواصين، كما يستخدم الأوكسجين المضغوط كعلاج تكميلي مساعد في العديد من الحالات المرضية بما في ذلك تقرحات القدم السكري، والإصابات الناتجة عن الحروق، وحالات فقد السمع المفاجئ، والتهاب التسوس المزمن في العظام، والتهابات الأذن المزمنة، وإصابات السحق (الحوادث)، فضلا عن استخدامه في علاج بعض الحالات المرضية التي تسببها الميكروبات الحادة، والجروح والتقرحات بطيئة الالتئام.
وكان معالي الدكتور أحمد بن محمد بن عبيد السعيدي وزير الصحة قد أكد في وقت سابق أن إدخال هذه الخدمة إلى النظام الصحي بالسلطنة يأتي استجابة للحاجة الماسة اليها في العديد من العلاجات من جهة ومن جهة أخرى تأكيدا لحرص الوزارة على تطوير خدماتها الصحية وفق المؤشرات الصحية المحلية والتطورات العلمية والتقنيات الحديثة في مجالات الطب المختلفة التي تستدعي في أحيان كثيرة توفر خدمات صحية متخصصة في العديد من مجالات الطب، مشيرا إلى أن المراكز الوطنية لعلاج الأورام وأمراض القلب والسكري والصحة الوراثية والغدد الصماء تعد خير مثال على توفر تلك الخدمات المتخصصة يضاف إليها الآن المركز الوطني لطب الأعماق.
وتتلخص طريقة العلاج بالأوكسجين المضغوط بإدخال المريض في غرفة مغلقة أسطوانية الشكل، تدعى "غرفة معادلة الضغط العلاجية"؛ ليستنشق المريض الأوكسجين النقي بنسبة 100% بواسطة قناع تنفس وتحت ضغط أعلى من الضغط الجوي العادي، حيث تستمر الجلسة العلاجية حوالي ساعتين في الحالات المرضية المستقرة، وقد يخضع المريض لعدة جلسات بالأوكسجين المضغوط، قد تتراوح بين 20-40 جلسة وفق تقييم الطبيب للحالة الصحية للمريض ومدى استجابته للعلاج.
وتقوم الطريقة العلاجية بالأوكسجين المضغوط على إحداث إحدى خاصيتين: تتمثل الأولى في خاصية التأثير الميكانيكي الناتج عن ارتفاع الضغط الجوي، حيث أثبتت الدراسات أن الضغط يتناسب عكسيا مع الحجم، وهو الأمر الذي يتيح علاج بعض الحالات المرضية، أبرزها انسدادات الأوعية الدموية بالغازات، الذي يتسبب به اختلال الضغط بالجسم وهو ما يحدث غالبا للغواصين أما الخاصية الثانية فهي التأثير الفسيولوجي، حيث إن استنشاق الأوكسجين بنسبة 100% تحت ضغط جوي عال يؤدي إلى زيادة الضغط الجزيئي للأوكسجين، وهو ما يجعل الأوكسجين يذوب في بلازما الدم فينتج بالتالي عن هذه العملية تشبع الدم بالأوكسجين وهو الأمر الذي يجعل كافة خلايا الجسم قادرة على القيام بوظائفها الحيوية على أكمل وجه.
كما يساعد الأوكسجين على زيادة نشاط الخلايا المسؤولة عن مهاجمة الميكروبات الضارة بالجسم ودوره في تنشيط وتكوين الأوعية الدموية عبر زيادة إفراز الجسم لمادتي الكولاجين، والفيبروبلاست.