البيت الصديق للبيئة بجامعة السلطان قابوس مركز لتكامل الأفكار والبحوث

بلادنا الأربعاء ٢٢/فبراير/٢٠١٧ ١٧:٢١ م
البيت الصديق للبيئة بجامعة السلطان قابوس مركز لتكامل الأفكار والبحوث

مسقط - ش

رعى اليوم وكيل وزارة البيئة والشؤون المناخية سعادة نجيب بن علي الرواس، حفل افتتاح البيت العماني الصديق للبيئة في جامعة السلطان قابوس، بحضور رئيس الجامعة سعادة الدكتور علي بن سعود البيماني وعميد كلية الهندسة البروفيسور عبدالله البادي وممثلي مجلس البحث العلمي ومجموعة من الأكاديميين والمهتمين من داخل الجامعة وخارجها.

وقال سعادة نجيب بن علي الرواس: هذا المشروع من المشاريع الهادفة التي تأتي في إطار سياسيات الدولة للحفاظ على الموارد، والحفاظ على البيئة. وكذلك فإن صاحب هذا النوع من المنازل البيئية ينعم بحياة لا ينقصها شيء عن الحياة الحديثة. مشيراً إلى أن هذا البيت يعد بيئياً بما تعنيه الكلمة من معنى وذلك من ناحية الحفاظ على الطاقة الكهربائية واستخدام الطاقة المتجددة وكذلك أيضاً الاستهلاك الرشيد للمياه بالإضافة إلى التقنيات البيئية الإيكولوجية التي وظفت بطريقة علمية تبحر في تفاصيل استخداماتها في هذا المنزل.

موضحاً أن ما تقوم به الجامعة هو جهد كبير عودتنا عليه من خلال بحوثها المفيدة للبلد في خدمتها للخطط المقبلة في مجملها بإذن الله والتي منها الجوانب البيئية، شاكراً جهود مجلس البحث العلمي لتبنيه لمثل هذه المشاريع التي ستؤتي ثمارها مضاعفة فيما تأتي به الحكومة الآن فيما يتعلق بالحفاظ على البيئة والحفاظ على الاستهلاك الرشيد للموارد الطبيعية.

وأكد سعادته على أن الأهداف الكبيرة التي تتضمنها السياسات البيئية تأتي تحت أمثلة ما تسعى إليه الحكومة بكل أجهزتها ومؤسساتها، وأضاف سعادته قائلا: هناك لجان الآن لعمل معايير معينة للبناء تسمى "بلدينج كود" تشارك فيه أكثر من جهة ومن ضمنها وزارة البيئة والشؤون المناخية، وذلك للخروج بمعايير موحدة للبناء تأتي تدريجيا للوصول إلى الهدف المنشود بإذن الله.

بدأت فعاليات افتتاح البيت بكلمة ترحيبية ألقاها عميد كلية الهندسة البروفيسور عبد الله البادي، مشيراً إلى أن هذا الافتتاح يعد تدشينا للمرحلة الثانية من مشروع البيت الصديق للبيئة. وشكر البروفيسور مجلس البحث العلمي على الدعم المستمر بما في ذلك التمويل الكبير الذي أخرج التطلعات إلى أرض الواقع، كما شكر سعادة رئيس الجامعة الدكتور علي البيماني على دعمه ومشاركته الشخصية المباشرة في جميع مراحل المشروع.

وقال البروفيسور البادي: أنا فخور بتفاني وحماسة فريق العمل لمشروع البيت الصديق للبيئة الذي استمر بالجهود الدؤوبة على مدى السنوات الأربع الفائتة التي بلغت ذروتها في إنجاز هذا المعلم المعماري الذي يشيد به الجميع باستمرار بما في ذلك زوار الجامعة. مؤكداً على القيمة التي يمثلها البيت باعتباره مركزا لتكامل الأفكار والبحوث من مختلف التخصصات العلمية والهندسية، إضافة إلى إبراز الدور البارز للطلاب في مختلف مراحل تصميم وإنشاء وتنفيذ وقياس أداء البيت، بإشراف ومتابعة كاملين من أساتذة كلية الهندسة الفريق المشرف على المشروع.

وقدم البروفيسور عوني شعبان الأستاذ بقسم الهندسة المدنية والمعمارية بكلية الهندسة ورئيس فريق مشروع البيت العماني صديق البيئة عرضاً مرئياً شرح من خلاله المراحل المختلفة للبيت منذ أن كان فكرة وصولاً لمرحلة قياس الأداء ورفع مؤشرات قياس التهوية والحرارة والطاقة والمياه عبر الأجهزة المتخصصة، واتساقا مع الفكرة الرئيسة من وراء البيت وهي المحافظة على استدامة موارده وحفاظه على البيئة وقابلية العيش فيه.
وتخلل التقديم، عرض فيلم وثائقي من إنتاج طلاب جامعة السلطان قابوس شرح ووثق خطوات هذا المشروع المهم وقيمته علميا وبحثا ومجتمعياً.

بعدها تواجه راعي المناسبة والحضور لافتتاح المعرض المصاحب للفعالية والذي يضم نحو 30 ملصقاً علمياً، تناول الجزء الأول مكونات البيت وعناصر تصميمه معمارياً، كما استعرض سبل تحقيق الراحة الحرارية فيه، ودور الألواح الشمسية التي تغطي سطح البيت في عملية استيراد الطاقة نهارا وتصديرها ليلاً لخدمة أغراض الإنارة والأغراض الأخرى بالبيت، إضافة إلى ملصقات تشرح الغلاف المزدوج ودوره في تهوية البيت وتبريده من الداخل، والنباتات المحيطة بالبيت ودورها في تقليص الانعكاس الحراري على البيت، والراحة الحرارية للبيت وسبل قياسها، وتدوير المياه وإعادة استخدامها في ري الحديقة المحيطة بالبيت، وغيرها من الجوانب الفنية والبيئية المتعلقة بعمارة البيت والتصميم التراثي لخدمة الأغراض المعاصرة منه. وتناول الجزء الثاني المشاريع البحثية حول تقييم الأداء البيئي للبيت وتحتوي على 12 بحثا منها منجزة وأخرى تحت الإنجاز.

فيما تناول الجزء الثالث برامج التعليم البيئي الهندسي التي أنجزت في البيت خلال السنوات الثلاث الدراسية الفائتة والتي كان لها الأثر الفاعل في الدراسات النوعية في برنامج البيئة المستدامة. وتطرق الجزء الرابع إلى خدمة المجتمع من خلال برامج التوعية في البيئة المستدامة والتي توجهت إلى المهنة الهندسية وعموم المجتمع. واختتمت الفعالية بجولة حرة داخل البيت للتعرف على تكوينه ومساحته وسبل توظيف مصادر الطاقة به وقياس استدامة موارده.