نُوفَمبَر أيْقُونة المَسِيرة المُتواصِلة

مقالات رأي و تحليلات الخميس ١٩/نوفمبر/٢٠٢٠ ٠٨:٤٩ ص
نُوفَمبَر أيْقُونة المَسِيرة المُتواصِلة

مسقط - الشبيبة

بقلم: محمد الرواس

مازالت مسيرة العطاء العُمانية مستمرة بعون الله تعالى ومتواصلة بقيادة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق - حفظه الله وأيده- الذي يواصل البناء بالصروح التنموية التي ارسى قواعدها المغفور له بإذن الله تعالى السلطان قابوس بن سعيد - طيب الله ثراه - ومع بزوغ الثامن عشر من نوفمبر هذا العام تستنيرعُمان بفكر قائدها الملهم - رحمه الله - لتواصل الانْطِلاقة نحو المستقبل بخطى وخطط ورؤى راسخة وثابته ومرسومة بعون الله تعالى نحو المستقبل ، ولقد كان لاخْتِيار المؤسس - طيب الله ثراه - للسلطان هيثم - أيده الله- ليسلمه الراية وليكمل مسيرة الخير والعطاء إنما كان عن دِراية دقيقة ، وعلم بما يتصف به السلطان هيثم - أيده الله - من معرفة وخبرات وتجارب ، فهو خريج واحدة من ارقى الجامعات بالعالم (جامعة اكسفورد العريقة ) بجانب ما يتمتع به حفظه الله من صفات وقدرات عبر عنها السلطان قابوس بوصيته قائلاً: «وذلك لما توسمنا فيه من صفات وقدرات تؤهله لحمل هذه الأمانة»، لقد كرس البانِي الخالد - رحمه الله - على مدى خمسون عاماً من الزمن جهوده العظيمة لإرساء قواعد نهضة عمُانية حديثة ، رسخ من خلالها الأمن والأمان ، والاستقرار والتعمير ، وأسس النظم والتشريعات ، والقوانين والعلاقات الداخلية والخارجية ، أما داخلياً فقد نشر العدل والتنمية ، والفضائل الحسنة والعادات السمحة ، وأبقى على الأعراف والتقاليد ، والمورثات العمانية الأصيلة ، فجعل لعُمان ثقافة عُمانية خالصة متفردة بين الأمم مستمدة من تاريخها العريق وثقافة الاجداد ، وربط ذلك بالتنمية وبالإنسان العُماني في كل شِبْر من عُمان حيثما كان ، فأضحى مثال يحتذى به بين الشعوب في أَصالة الطباع وكريم الأخلاق وحسن العشرة ، كما اقام - طيب الله ثراه -علاقات إقليمية ودولية اتَّسَمت بالسلم والحياد ، والدعوة لنبذ الخلافات وتجنب الحروب والصراعات، واصبح السلطان قابوس - رحمه الله - مثال عالمي يحتذى به في السلم و السلام ، وترسيخ العدالة وروح القانون ، فحظي بالتقدير الدولي من منابر العلم العريقة ، وكبار رؤساء العالم ، والدول الكبرى ، وقُلد الجوائز العالمية تكريماً لنهجه العظيم في مسيرة السلام الإنساني التي اختطها اثناء مسيرة حياته ، واليوم ونحن في ظل المسيرة الخالدة المتواصلة ، والتي يمضي نهجها الحكيم الواضح بقيادة السلطان هيثم الأشمّ ، ثاقب البصيرة -أيده الله- ليواصل نهج الخير والنماء بدستور كله عدالة وأمن وأمان ، ويكمل الدرب بكل جد واجتهاد وفكر منفتح ، ومثابرة وعزيمة ثابته رغم الصعاب والتحديات، واليوم ونحن في الثامن عشر من نُوفمبر المجيد شهر الأمجاد نُبايع السلطان هيثم بن طارق – أيده الله – على أن نمضي على نهج الوفاء العُماني الاصيل الذي عهده فينا ، ونكون معه في المنشط والمكره ، باقيين على وفاءنا للسلطان قابوس - رحمه الله- الذي اجتاز بعُمان مراحل وعقبات وتحديات حتي وصلنا الى ما نحن فيه من نماء وتطلعات تحققت للوطن كانت بالأمس مع بداية النهضة في السبعينات احلام صعبة المنال.

واليوم بإذن المولي عزوجل، وبالعزيمة وإلاصرار سنتغلب على الصعاب كما تغلبنا عليها سابقاً، فالقيادة الحكيمة سابقاً وحالياً ذات نهج واحد ، والعُمانيون على ثباتهم ورسوخهم لا يتغيرون ، وان تغيرت الظروف مؤقتاً، فالمسيرة مستمرة ووفاءنا لسلاطيننا العظام متواصل بعون الله تعالى.

واليوم تتلاحَق، وتتوالَى مسيرة التنمية العُمانية لتشق طريقها بكل عزيمة وإصرار نحو تحقيق الأهداف المرسومة والخطط التنمُوية التي اختطتها ، من أجل قيام كيان اقتصادي واجتماعي راسخ وقوي وسليم ، يحقق للوطن مزيد من الرفاهية والرخاء لأهل عُمان ، فجميعنا أبناء رؤية عُمان2040 رجال أوفياء مخلصون ومساندون للوطن من أجل أن تصبح عُماننا الحبيبة دولة عصرية متجددة وواحة أمن وأمان كما كانت وستظل دائماً بإذن الله .. لقد حققت السلطنة قفزات ملموسة في بيئة الاستثمارات والأعمال الكبرى خلال مسيرة الخير والتنمية ،واليوم بالعهد المتجدد تتطلع تحت ما اعتمدته من قوانين وأطر تنظيمية ، وبرامج تشريعية لمزيد من هذه الاستثمارات ، فعكفت الحكومة الرشيدة بجهازها الإداري الجديد على التركيز للقطاعات الاقتصادية الكبرى الواعدة مثل المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم ، والموانئ العُمانية الكبرى ، والمناطق الحرة ، والصناعات بمختلف اشكالها وانواعها منها شركات الاسماك والغذاء ،وحظيت القطاعات الجديدة مثل المعادن وغيرها من ثروات الوطن الواعدة بعظيم الاهتمام .