أقــــدم مجــزرة بشرية

مزاج الخميس ١٠/مارس/٢٠١٦ ٠٠:٥٨ ص

ديبورا نيتبورن-ترجمة: أحمد بدوي

على ضفاف بحيرة قديمة في كينيا وجد باحثون أدلة على ما يعتقد أنها أقدم مجزرة بشرية كان ضحاياها مجموعة من الصيادين، حيث عثر على بقايا عظام اثني عشر شخصا في ناتاروك بالقرب من بحيرة توركانا، تحكي قصة قاتمة لاعتداءات بلا رحمة تعرض لها الصيادون قبل حوالي 10 آلاف سنة.

وتظهر عشرة من الهياكل العظمية علامات واضحة على تعرضها لضربات عنيفة بما في ذلك الهراوات والسهام وإصابات في الرأس والضلوع والركبتين واليدين والعنق وفقا لدراسة نشرت هذا الأسبوع في مجلة نيتشر Nature

.كما وجد في أحد الهياكل العظمية سهما لا يزال في موضعه في الجمجمة وسهما آخر في صدر ضحية أخرى.
ولم تظهر أدلة إصابة قاتلة في اثنين من الهياكل العظمية لرجل كبير في السن وامرأة كانت حاملا وعمر الجنين ستة أشهر على الأقل، غير أن الباحثين يقولون إنه من الممكن أن يكون الضحيتان لقيا مصرعهما نتيجة اعتداءات عنف أيضا ولكن لا تظهر آثارها في الهيكل العظمي مثل جراح السهم القاتلة في البطن.
وقالت مارتا ميرازون لاهر عالمة أحياء التطور البشري في جامعة كامبريدج والتي قادت الدراسة للكشف عن مسرح الجريمة القديمة إن العنف الذي سجلته الآثار البشرية يشير إلى أن السلوك العدواني الجماعي للإنسان يعود إلى فترات أبعد مما كان يعتقد سابقا.
تقول لاهر: اعتبر معظم العلماء أن الحرب ظهرت نتيجة التنازع على ملكية الأرض والزراعة والنظم السياسية الأكثر تعقيدا، غير أن نتائجنا تكشف أن هذه الفرضية غير صحيحة وأن الصراع بين المجموعات البشرية يعود إلى تاريخ أبعد من ذلك بكثير، فهناك أدلة مؤكدة ومحفوظة على وقوع حروب قديمة في المجتمعات المستقرة سواء فيما بينها أو بينها وبين تجمعات صيادين، ولكن حتى الآن لا يوجد أي سجل لآثار صراع مسلح بين الجماعات البدائية البدوية، رغما عن وجود آثار لعنف بشري سابق عما تم الكشف عنه في موقع ناتاروك، حيث اكتشفت مقبرة في جبل الصحابة في السودان تعود إلى 12 – 14 ألف سنة وتظهر علامات واضحة للعنف، ولكن حقيقة أن الضحايا قد دفنوا يوحي أنهم كانوا جزءا من مجتمع مستقر.
كما توجد أمثلة معزولة على إصابات خلفها عنف بشري غير بعيدة عن ناتاروك ولكن يظل من غير الواضح ما إذا كانت نتيجة صراعات داخل المجموعة. وهذا هو سبب تميز الدراسة الحالية وتفردها أنها تكشف عن حرب بين جماعات كما يقول كيم هيل عالم الأنثروبولوجيا في جامعة ولاية أريزونا الذي لم يشارك في الدراسة.
كما كشفت الدراسة الأخيرة عدة أجزاء لحفريات بشرية في مواقع أخرى مجاورة مع أدلة أنها أكلت من قبل حيوانات آكلة للحوم. ويعتقد الباحثون أن ضحايا المجزرة كانوا مجموعة من الصيادين الرحل الذين توقفوا عند البحيرة لصيد الحيوانات أو السمك.
وتشير الحالة التي وجدت عليها الهياكل العظمية إلى أن أيدي الضحايا كانت مقيدة وقت تعرضهم للقتل ، وأن الهجوم تم بطريقة مخططة ، كما لا يوجد أي دليل على أن مقابر حفرت للضحايا، والأوضاع العشوائية التي كانت عليها الجثث توحي بأنها تركت في مكانها منذ الوفاة.

خدمة تربيون ميديا -