أفغانستان تسلح المدنيين لمحاربة داعش

الحدث الأربعاء ٠٩/مارس/٢٠١٦ ٢٣:٥٨ م

كابول -
قال مسؤول أفغاني إن قوات الأمن في شرقي أفغانستان تزود المدنيين بالأسلحة لتأمين البلدات والقرى، لمنع عودة تسلل الجماعات المسلحة التابعة لتنظيم داعش وطالبان. وأوضح الجنرال محمد رادمانيش المتحدث باسم وزارة الدفاع الأفغانية قائلا «إننا (قوات الأمن الأفغانية) نقوم بتسليح قوات الانتفاضة الشعبية في المناطق التي طهرتها قوات الأمن من مسلحي داعش».

وأضاف أن العملية التي تستهدف إبعاد المسلحين من المناطق الجنوبية بإقليم نانجارهار الكائن بشرقي أفغانستان مستمرة منذ شهر. ويقول المسؤولون بوزارة الدفاع إنه تم تسليح نحو 650 شخصا بمقتضى هذا المشروع، وهو رقم مرشح للزيادة «وذلك مرهون بحجم القرية والوضع في كل قرية بعينها». وقال الجنرال بالجيش نسيم سانجي «إنه تم وضع قوات الانتفاضة الشعبية في 18 من مراكز التفتيش الأمنية في القرى والبلدات المذكورة». وتتلقى «قوات الانتفاضة» حدا أدنى من التدريب على يد قوات الأمن الأفغانية قبل أن يتم تكليفها بمهمات في القرى التابعة لها. وقال رادمانيش «إنه يتم تدريبها بشكل سريع حول كيفية استخدام الأسلحة وتنظفيها وصيانتها، ومن هنا فإن التدريب يكون حول الأساسيات». وكان الرئيس الأفغاني أشرف غاني قد قال في وقت سابق إنه يريد أن ينزع سلاح الميليشيات، ولكنه اضطر إلى تغيير سياسته بعد تزايد أعمال العنف التي تنفذها طالبان.

مقبرة لـ«داعش»

وكان الرئيس الأفغاني أشرف غني، قد أعلن الأحد الفائت أن القوات الأفغانية حققت نصرًا ملحوظًا ضد تنظيم «داعش» في شرق أفغانستان، مؤكدا أن بلاده ستصبح مقبرة لداعش.

ونقلت قناة «روسيا اليوم» الإخبارية عن غني قوله، خلال كلمة له أمام برلمان بلاده، «الجيش استطاع اقتلاع مسلحي داعش من عدة مناطق في ولاية نانجارهار شرق البلاد المحاذية لباكستان». وكانت السلطات المحلية في ولاية نانجارهار قد أعلنت في وقت سابق عن انتهاء العملية العسكرية «شاهين 18»، التي أسفرت خلال 3 أسابيع عن مقتل نحو 300 عنصر لداعش في مقاطعة آشي.

الحرب على داعش

في أول فبراير الفائت ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن الولايات المتحدة نفذت على الأقل عشر عمليات -من بينها هجمات لقوات انتحارية وضربات جوية- خلال الأسابيع الثلاثة الفائتة ضد مسلحين في أفغانستان على صلة بتنظيم داعش الإرهابي، لتوسع بذلك الحملة العسكرية التي تشنها إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما ضد هذه الجماعة الإرهابية إلى ما هو أبعد من سوريا والعراق.

وأوردت الصحيفة على موقعها الإلكتروني أن هذه العمليات جاءت في أعقاب قرار الرئيس الأمريكي الشهر الفائت بتوسيع صلاحيات القادة الأمريكيين للهجوم على فرع داعش الجديد في أفغانستان.. وتجدد الإدارة الأمريكية -التي تلقت الاتهامات من الجمهوريين بأنها لا تمتلك استراتيجية لهزيمة الجماعة- خططا حول كيفية محاربة المنظمة الإرهابية في المناطق التي تؤسس فيها فروعا لها.

وأضافت الصحيفة أن العديد من تلك المداهمات والغارات الأخيرة في أفغانستان حدثت في منطقة تورا بورا في إقليم نانجارهار، المنطقة الجبلية الوعرة في شرق البلاد بالقرب من الحدود مع باكستان، تلك المنطقة التي لجأ إليها أسامة بن لادن وكبار قادة تنظيم القاعدة خلال الغزو الأمريكي لأفغانستان في العام 2001، والذي في نهاية المطاف أفلت من الإمساك به بالتسلل إلى باكستان.
وقال القادة الأمريكيون في أفغانستان إنهم يعتقدون أن ما بين 90 إلى 100من مسلحي داعش قتلوا خلال العمليات الأخيرة، ويخمن مسؤولون استخباراتيون أن هناك حوالي ألف مقاتل لداعش في إقليم نارنجارهار، وربما يوجد آلاف آخرون في باقي أنحاء البلاد.. ولكن حتى الجنرالات الذين يديرون المهمة يعترفون بأن أي تنظيم مسلح مرن يمكنه تجنيد مقاتلين جدد لاستبدال هؤلاء الذين يقتلون في الهجمات الأمريكية.
وأوضح الميجور جنرال جيفري بوكانان، نائب رئيس أركان العسكرية للعمليات في أفغانستان أن السلطات الجديدة تخول القادة إمكانية ملاحقتهم، ولكن إخراج مجموعة من الرجال من ساحة المعركة لا يعني إيقاف ذلك التنظيم عن العمل.
وأوردت الصحيفة أنه على الرغم من أن أوباما قد أعلن نهاية المهمات القتالية في العراق وأفغانستان، فإن العمليات في أفغانستان تعتبر جزءا من مواصلة وربما توسيع الوجود العسكري الأمريكي في جنوب وسط آسيا، والشرق الأوسط وأفريقيا من أجل الحرب على داعش.

«داعش» يتمدد

يذكر أن نفوذ تنظيم داعش في أفغانستان قد انتشر على حساب حركة «طالبان»، متجاوزا حدود قواعده في سوريا والعراق، ويهدد بذلك وجود «طالبان» المسيطرة على أجزاء من البلد منذ العام 1996.

وكشف تقرير لجنة «القاعدة وطالبان» التابعة للأمم المتحدة، أن عدد المنضوين تحت لواء والمبايعين للتنظيم يزداد في عدة ولايات أفغانية.

وجاء في التقرير نقلا عن مصادر حكومية أفغانية أن هناك على ما يبدو توسع كبير لتنظيم «داعش»، موضحا أن المجموعات المرتبطة بالتنظيم تنشط في 25 ولاية بأفغانستان من أصل 34.

ومعظم المنضمين الجدد هم أفراد تم تجنيدهم من مجموعات مسلحة، بعضهم على خلاف مع القيادة المركزية لحركة «طالبان» أو يسعون إلى هوية مختلفة من خلال ابتعادهم عن حركة طالبان «التقليدية».

وأشار التقرير أيضا إلى أن بين المنضمين أنصار لتنظيم «القاعدة» و»عدد قليل» من غير الأفغان قدموا مباشرة من العراق وسوريا، ويشكلون حسب حكومة كابل النواة الصلبة لتنظيم «الدولة الإسلامية» في هذا البلد.

وحسب تقديرات قوات الأمن الأفغانية، فإن حوالي 10 % من أعضاء حركة «طالبان» النشطين يؤيدون تنظيم داعش لكنه رقم غير ثابت نظرا لتغير التحالفات على الأرض.
وجاء أيضا أن المجموعات الموالية لـ «داعش» تقاتل القوات الحكومية الأفغانية بانتظام، لكنها نادرا ما تقاتل التنظيمات المسلحة الأخرى.
حكومة كابول لطالما نفت في تصريحاتها الرسمية، نفوذ تنظيم «داعش» في أفغانستان، لكن هذه التطمينات لا تتوافق مع التقارير الاستخباراتية التي تؤكد منذ وقت مضى تزايد نفوذ «داعش»، علما بأن مندوب أفغانستان الدائم لدى الأمم المتحدة، حذر من ازدياد عدد المسلحين الأجانب في بلاده والذي يصل إلى 7 آلاف.
داعش يهز «عرش» طالبان في عقر دارها
نشأت الحركة الإسلامية لطلبة المدارس الدينية المعروفة باسم «طالبان» في ولاية قندهار الواقعة في جنوب غرب أفغانستان على الحدود مع باكستان عام 1994 على يد الملا محمد عمر، حيث رغب في القضاء على مظاهر الفساد الأخلاقي وإعادة أجواء الأمن والاستقرار إلى أفغانستان، وساعده على ذلك طلبة المدارس الدينية الذين بايعوه أميرا لهم عام 1994، ومنذ العام 1996 بسطت الحركة سيطرتها فعليا على أجزاء واسعة من أفغانستان، وأعلنت الاستخبارات الأمريكية عن مقتل زعيم الحركة الملا عمر منذ شهرين.
وبدأ تنظيم «داعش» يتوغل، ويوسع نفوذه في أفغانستان، بعد ارتكابه أبشع المجازر في المدن السورية والعراقية.