افغانستان : الحكومة وضعت أسسا جديدة للمصالحة الوطنية

الحدث الأربعاء ٠٩/مارس/٢٠١٦ ٢٣:٥٠ م
افغانستان : الحكومة وضعت أسسا جديدة للمصالحة الوطنية

كابول – ش

قال عبد البصير أنور وزير العدل الأفغاني إن الحكومة الأفغانية وضعت أسسا جديدة للجنة المصالحة الوطنية المكلفة بالتباحث مع المعارضة من أجل التوصل إلى توافق سلمي.
ونقلت مصادر صحفية امس الأربعاء عنه القول إن "الحكومة الأفغانية قامت بوضع أسس جديدة للجنة المصالحة الوطنية المكلفة بالتباحث مع المعارضة، حيث تم تشكيل لجنة بوجوه جديدة وهيكلة جديدة"، مشيرا إلى أن السلطات تأمل أن تصل المصالحة الوطنية إلى حل يحقق التوافق السلمي.
وأشار وزير العدل الأفغاني إلى أن زراعة المخدرات والإتجار بها من المشكلات الكبرى التي تواجهها بلاده. ورأى أن تجار المخدرات يستفيدون من التوترات في البلاد.
وكانت ‬ حركة طالبان قد قالت في وقت سابق انها لن تشارك فى محادثات سلام تتوسط فيها مجموعة من أربع دول تضم ممثلين عن أفغانستان وباكستان والصين والولايات المتحدة. وتشن طالبان تمردا عنيفا فى محاولة لإسقاط الحكومة الأفغانية التى يدعمها الغرب وإعادة تطبيق نظام إسلامى متشدد.
وكان قد أطيح بطالبان من حكم أفغانستان إثر تدخل عسكرى قادته الولايات المتحدة عام 2001. وقال مسؤولون عقب اجتماع لما يسمى بمجموعة التنسيق الرباعية فى كابول فى فبراير إنهم يتوقعون عقد محادثات سلام مباشرة بين طالبان والحكومة الأفغانية فى أوائل مارس . لكن طالبان التى تطلق على نفسها إمارة أفغانستان الإسلامية نفت علنا مشاركتها فى أى محادثات قادمة فى إسلام أباد.
وقالت الجماعة فى بيان إنها لن تشارك فى محادثات بينما يستمر وجود القوات الأمريكية فى البلاد ويستمر تنفيذها لغارات جوية وعمليات مداهمة للقوات الخاصة دعما لحكومة كابول. وأضاف البيان "نرفض كل هذه الشائعات ونعلن صراحة أن زعيم الإمارة الإسلامية لم يفوض أى شخص للمشاركة فى هذا الاجتماع... (الإمارة الإسلامية) تكرر مجددا أنه بدون إنهاء الاحتلال لأفغانستان وإلغاء القوائم السوداء وتحرير السجناء الأبرياء فإن مثل هذه المحادثات الجوفاء المضللة لن تسفر عن أية نتائج." وتوقفت المحادثات المباشرة بين كابول وطالبان منذ الإعلان العام الماضى عن وفاة مؤسس الحركة وزعيمها لفترة طويلة الملا محمد عمر فى وقائع حدثت قبل عامين من وقت الإعلان. ووضع القائد الجديد لطالبان الملا أختر منصور شروطا مسبقة للمشاركة فى أى محادثات فى الوقت الذى يحاول فيه التغلب على اقتتال داخلى فى الحركة فى ظل معارضة بعض الجماعات المنشقة لإجراء أى مفاوضات من أى نوع.
ميدانيا قال مسؤول أفغانى إن مسلحين هاجموا مقرين حكوميين فى بلدة بولاية هلمند جنوبى البلاد، حيث تقاتل حركة طالبان القوات الحكومية منذ شهور. وأوضح عمر زواك، المتحدث باسم حاكم ولاية هلمند، امس الأربعاء أن مقر قيادة الشرطة ومبنى وكالة الاستخبارات فى غيريشك تعرضا لهجوم فى الصباح الباكر. أضاف أن أربعة انتحاريين دخلوا مقر الشرطة وقتلوا شرطيين وأصابوا أربعة على الأقل. وأشار إلى مقتل ثلاثة مهاجمين، فيما لا يزال واحد يقاتل. وقال إن المسلحين منعوا من دخول مبنى وكالة المخابرات. وأعلنت حركة طالبان مسؤوليتها عن الهجوم. ويعتبر المتمردون هلمند، وهى منطقة رئيسية لزراعة الخشخاش، جزءا من معقلهم. ويعكس القتال، سواء مع القوات الحكومية أو بين جماعات طالبان المتنافسة، أهمية طرق تهريب الهيروين هناك.
وكان قد قُتل ما لا يقل عن 26 مسلحا من حركة طالبان فى أحدث معركة بين اثنين من كبار قادة الحركة فى إقليم هيرات غرب أفغانستان
. ونقلت وكالة أنباء (خامه برس) الأفغانية عن مسئولين أمنيين محليين، قولهم أن الاشتباكات بين اثنين من كبار قادة طالبان- الملا عبد الصمد والملا نانجالى- اندلعت فى منطقة شينداند. وقال مسئول أمنى محلى، شريطة عدم الكشف عن هويته، أن ما لا يقل عن 15 مسلحا ينتمون إلى الملا نانجالى و11 مسلحا ينتمون إلى الملا عبد الصمد قتلوا أثناء هذه الاشتباكات، موضحا أن هذا الاقتتال اندلع بسبب خلافات حول قيادة الحركة. وتولى الملا منصور قيادة طالبان بعد إعلان وفاة زعيمها التاريخى ومؤسسها الملا محمد عمر فى يوليو الماضى، بينما رفض بعض كبار القادة مبايعته معتبرين أن عملية تعيينه كانت متسرعة ومنحازة. يشار إلى أن اختيار الملا منصور المثير للجدل كقائد أعلى جديد طالبان أدى إلى اتساع الفجوة بين قادة طالبان الذين غالبا ما يدخلون فى صراعات مميتة.