لاجئات من الصحراء الغربية يحلمن بالعودة لبيوتهن في دولة مستقلة

الحدث الأربعاء ٠٩/مارس/٢٠١٦ ١٩:٠٣ م
لاجئات من الصحراء الغربية يحلمن بالعودة لبيوتهن في دولة مستقلة

على الرغم من الصعوبات اليومية التي تواجه النساء اللائي يعشن في مخيم بوجدور للاجئين في الجزائر فان كثيرات منهن يحتفلن بانجازاتهن في اليوم العالمي للمرأة. لكن الحلم الرئيسي للنساء المنحدرات من إقليم الصحراء الغربية لا يزال دولة صحراوية مستقلة -يسميها الصحراويون الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية- يمكنهن أن يطلقن عليها من جديد وصف الوطن. وبعد فرارهن من القتال في الصحراء الغربية يعيش هؤلاء النسوة حاليا في منطقة قاحلة جنوب غرب الجزائر قرب مدينة تندوف. وتقول الأمم المتحدة نقلا عن إحصاءات حكومية إن تلك المنطقة تضم خمسة مخيمات بينها بوجدور الذي يؤوي ما يقدر بنحو 165 ألف لاجئ صحراوي. وتصنف مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين 90 ألفا من هؤلاء اللاجئين بأنهم يعانون من الفقر.

ويرفرف علم الصحراء الغربية فوق لافتة على طريق ليس فيه إضاءة يؤدي لمخيم بوجدور. وليس بمقدور اللاجئين سكان المخيم شراء الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء ولذلك فهم يعتمدون على بطاريات السيارات في الإضاءة عندما يحل الظلام. وتوصل لهم شاحنات صهاريج المياه مرة كل شهر. ويستخدم كثير من هؤلاء اللاجئين الطين لصناعة طوب من اللبن لاستخدامه في إعادة بناء بيوتهم بعد أن دمرت سيول المنطقة العام الماضي. ولطالما سُمع اللاجئون يقولون إنهم يريدون العودة لوطنهم الصحراء الغربية وهي منطقة تغرق في طريق مسدود منذ أربعة عقود.

وتحدثت لاجئة من هؤلاء عمرها 70 عاما وتدعى مباركة يوم الجمعة (4 مارس آذار) عن يوم المرأة العالمي الذي يحل يوم الثامن من مارس آذار فقالت إنها كانت تتمنى ألا تحتفل بهذا اليوم في مخيم للاجئين. وأضافت مباركة "ليصبح هذا العيد جميل يجب أن أحتفل به في وطني. ويجب أن أرفع راية بلدي رغم أنف المغاربة. لقد عشت طوال حياتي كلاجئة وسأحتفل بعيد المرأة الصحراوية في هذا البلد كلاجئة محتلة. أحيي في هذا العيد النساء الصحراويات اللواتي استشهدن..أزواجنا الذين استشهدوا والبنات الصحراويات الصغار اللواتي استشهدن أيضا. لقد تركنا أرضنا واستغنينا عن جميع ممتلكاتنا وتركنا حياتنا وراءنا لكي لا يقتلنا العدو المغربي." وتنظم جمعيات أهلية في مخيمات اللاجئين بالمنطقة دروسا في اللغات وعلوم الحاسب الآلي (الكمبيوتر) للنساء واللاجئين الذين يحاولون مواصلة تعليمهم والالتحاق بجامعات إما في الجزائر أو أسبانيا. وتغزل مباركة ونساء أخريات في المخيم بُسُطا لبيعها أو إهدائها لأقاربهن.

وقبل حلول يوم المرأة العالمي أيضا قالت لاجئة صحراوية تدعى فاطمتو إن النساء في المخيم يعتزمن الاحتفال بانجازاتهن ومكافأة من حققوا أهدافا معينة. وعبرت المرأة التي يبلغ عمرها 65 عاما عن أملها في أن يتحقق السلام وأن تتمكن من العودة للوطن. وأضافت فاطمتو لتلفزيون رويترز "نحن نحتفل بعيد المرأة. نحتفل بعيد النساء الصحراويات. ننظم حفلا ونقدم جوائز لهؤلاء النساء اللواتي يعملن بجد. نأمل أن نصبح أحرارا في بلادنا وأن نرفع رؤوسنا وأن نحتفل بعيدنا في بلدنا ومع شعبنا. ونحن مستعدون للتحدي والمغاربة لن ينقصوا من معنوياتنا وستبقى معنوياتنا مرفوعة." وقالت لاجئة صحراوية أخرى تدعى قُبُل (50 عاما) إن النساء يلعبن دورا هاما في الكفاح من أجل الاستقلال. وأضافت "المرأة الصحراوية تشتغل في كل جانب من الجوانب اللي تتكلف بها المرأة الصحراوية..من أجل إيش.. من أجل الرجوع للوطن. إحنا شعب صحراوي معلوم به في العالم بأسره. والصحراء الغربية هي دولة تريد استقلالها وحريتها في أراضيها. ونحن جميعا نعمل من أجل تحقيق ذلك.. امرأة ورجل وطفل وامرأة عجوز.

أي صحراوي يبغي استقلال وطنه ولا شيء غير ذلك." ويسيطر المغرب على معظم أرجاء الصحراء الغربية منذ عام 1975 ويقول إن المنطقة ذات الكثافة السكانية المنخفضة والتي تمتد في الصحراء إلى جنوب المملكة تخضع لسيادته. والصحراء الغربية يتوفر فيها مصائد بحرية واحتياطيات فوسفات ويحتمل وجود احتياطيات نفطية أيضا بها. وأثار ضم المغرب للصحراء الغربية تمردا من جبهة البوليساريو -المدعومة من الجزائر- والساعية لاستقلال المنطقة. وتوسطت الأمم المتحدة في التوصل إلى وقف لإطلاق النار عام 1991 لكن المحادثات لم تفلح منذ ذلك الوقت في التوصل لتسوية دائمة في أطول نزاع إقليمي في أفريقيا. خدمة الشرق الأوسط التلفزيونية