شتاينماير: هناك فرص لاتفاق قريب في أزمة اللاجئين

الحدث الأربعاء ٠٩/مارس/٢٠١٦ ٠١:٢٠ ص
شتاينماير: هناك فرص لاتفاق قريب في أزمة اللاجئين

مسقط – عواصم – ش – وكالات

ذكر وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير أن هناك فرصا للتوصل قريبا إلى اتفاق مشترك بشأن سياسة اللجوء عقب القمة الطارئة التي عقدت أمس الاول في بروكسل بين الاتحاد الأوروبي وتركيا.
وقال شتاينماير امس الثلاثاء خلال زيارته للسلطنة عمان إن المحادثات التي أجريت في بروكسل أمس مهدت الطريق للتوصل إلى اتفاق بشأن الأزمة خلال القمة الأوروبية المقبلة، موضحا في الوقت نفسه أن هناك تفاصيل بحاجة إلى إيضاح أولا.
تجدر الإشارة إلى أن القمة المقبلة لقادة دول الاتحاد الأوروبي ستعقد في بروكسل خلال يومي 17 و 18 مارس الجاري.
وقال شتاينماير في العاصمة العمانية إنه تم خلال الأسابيع الماضية إتخاذ قرارات منفردة على المستوى المحلي واستبعاد التوصل لأي حلول أوروبية للأزمة، وأضاف: "لكن الآن اتضح أن الحلول الأوروبية ليست مستبعدة، بل على العكس: إننا نتحرك في اتجاهها".
وعن المطالب الجديدة لأنقرة لحل أزمة اللاجئين، قال شتاينماير إن تركيا "بلد محوري" في حل أزمة اللاجئين، وأضاف: "لذلك يتعين الاتفاق مع تركيا".

نقلة نوعية
من جانبها أبرزت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خطوات التقدم التي تم إحرازها منذ بدء التفاوض بين الاتحاد الأوروبي وتركيا بشأن أزمة اللاجئين.
وقالت ميركل عقب اختتام قمة الاتحاد الأوروبي وتركيا في بروكسل إن هناك مواصلة للمفاوضات مع تركيا بخطوات نوعية منذ نوفمبر الماضي، وأضافت: "الكثير اتفقوا على أن هذه نقلة نوعية".
ومن المنتظر أن يتوصل قادة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي خلال قمتهم الاعتيادية المقبلة في منتصف الشهر الجاري إلى اتفاق بشأن المقترح التركي الجديد. وقالت ميركل: "لا يزال هناك عمل يتعين القيام به حتى 18 مارس".
وردا على سؤال حول ما إذا كانت تأمل في إحراز تقدم أكبر خلال المفاوضات التي جرت أمس قبل الانتخابات المحلية التي ستجرى في ثلاث ولايات ألمانية يوم الأحد المقبل، قالت ميركل إن هذا الأمر ليس له تأثير على مواعيد الأحداث السياسية المحلية.
وكانت تركيا تقدمت خلال قمة أمس بصورة مفاجئة بمقترح جديد لحل أزمة اللجوء.
وينص المقترح التركي على إمكانية إعادة الاتحاد الأوروبي لكافة المهاجرين غير الشرعيين إلى تركيا، وإرسال تركيا لكثير من المهاجرين إلى الاتحاد الأوروبي عبر الطرق الشرعية، مقابل مضاعفة المساعدات التي تعهد الاتحاد الأوروبي بدعم تركيا بها لمواجهة الأزمة من 3 إلى 6 مليارات يورو.
ومن ناحية أخرى، ذكرت ميركل أن مفاوضات تركيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي مفتوحة النتائج، موضحة أن هذا الأمر لم يتغير فيه شيئا، وقالت ردا على مطالب أنقرة بإسراع المفاوضات: "قضية الانضمام إلى الاتحاد غير مطروحة حاليا"، مضيفة في المقابل أن النزاع في سورية ونزاعات أخرى أوضحت مدى أهمية تطوير علاقة استراتيجية مع تركيا.

اتفاق بشأن الهجرة
من جانبه قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو إن المواطنين الأتراك سيسمح لهم بدخول دول الاتحاد الأوروبي بدون تأشيرة بحلول نهاية يونيو المقبل ضمن اتفاق يتم التفاوض بشأنه بين الجانبين لوقف تدفقات الهجرة.
وقال رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك إن الاتحاد الأوروبي ينظر في منح تركيا المزيد من المساعدات للاجئين وتحقيق تقدم في سعيها للانضمام إلى الاتحاد وإعادة توطين اللاجئين السوريين مباشرة من تركيا في مقابل موافقة أنقرة على عودة كل المهاجرين غير الشرعيين من اليونان.
وأوضح داود أوغلو أن بلاده "لا تطلب أي مال" لمواجهة أزمة الهجرة، ولكنها تطلب "تقاسما عادلا للأعباء".
وقال توسك إنه سيعمل على وضع تفاصيل الاتفاق قبل قمة قادة الاتحاد الأوروبي المقبلة في 17 - 18 مارس.
و أعلن رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك في ختام القمة الاوروبية- التركية بشأن ازمة المهاجرين ان "زمن الهجرة غير الشرعية الى اوروبا ولى".
وأمهل الاتحاد الاوروبي نفسه عشرة ايام اضافية لوضع اللمسات الاخيرة على اتفاق جديد مع تركيا لوقف تدفق المهاجرين من اراضيها باتجاه الدول الاوروبية، ينص خصوصا على ان تستعيد تركيا كل المهاجرين غير الشرعيين، بمن فيهم السوريون، الذين يصلون من اراضي الاتحاد عبر بحر ايجه.
وقال توسك خلال مؤتمر صحافي مشترك مع كل من رئيس المفوضية الاوروبية جان-كلود يونكر ورئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو ان "كل القرارات التي ذكرت (خلال القمة) ترسل رسالة واضحة للغاية بأن زمن الهجرة غير الشرعية الى اوروبا ولى".
واضاف رئيس المجلس الاوروبي "في الواقع نحن مدركون جميعا اننا حققنا اختراقا" حتى وان كانت لا تزال هناك "بعض التفاصيل" التي ما زال يتعين الاتفاق عليها بين الاتحاد الاوروبي وتركيا.
اما يونكر وداود اوغلو فاعتبرا ان الاتفاق الاوروبي-التركي "سيغير المعادلة" في ما خص مواجهة ازمة الهجرة، مستخدمين نفس المصطلح.

زيارة رسمية
من جهته بدأ الرئيس الألماني يواخيم جاوك امس الثلاثاء زيارة رسمية لبلجيكا تستغرق ثلاثة أيام.
واستقبل الملك البلجيكي فيليب وزوجته ماتيلدا الرئيس الألماني وشريكة حياته دانيلا شات في بروكسل.
وحتى غد الخميس تشمل جولة جاوك برفقة شريكة حياته بجانب العاصمة البلجيكية بروكسل مدن أنتفيربه ولوتيخ وميخيلا وأوبه.
تجدر الإشارة إلى أن جاوك هو ثالث رئيس ألماني يقوم بزيارة رسمية لبلجيكا بعد الرئيس جوستاف هاينمان عام 1974 ورومان هيرستوج .1998
ومن المقرر أن تدور محادثات جاوك في بلجيكا حول الوضع الراهن لأزمة اللاجئين وقضايا الاندماج ووضع الأقلية الألمانية في بلجيكا.
تجدر الإشارة إلى أن الانتقادات الألمانية الموجهة لمعايير سلامة محطات الطاقة النووية في بلجيكا على الحدود بين البلدين قوبلت بعدم تفهم جزئيا في بلجيكا.

وضع إنساني صعب
قال قادة الاتحاد الأوروبي إنهم "سيقفون إلى جانب" اليونان لتستطيع التعامل مع آلاف من المهاجرين العالقين وأنهم "سيبذلون قصارى جهدهم للمساعدة في إدارة الوضع".
وأضاف القادة في بيان مشترك عقب قمة استثنائية في بروكسل: "هذه مسؤولية جماعية للاتحاد الأوروبي تتطلب تعبئة سريعة وفعالة لكل السبل والموارد الأوروبية المتاحة وإسهامات الدول الأعضاء".
وتابع القادة أن هناك احتياج إلى هذا الإجراء "لتوفير استجابة فورية وفعالة للوضع الإنساني الصعب للغاية، والذي يتطور سريعا على الأرض".