مسقط -
استخدام المكملات الغذائية ظاهرة أخذت تبرز بين المستهلكين وذلك في سعيهم للحفاظ على صحَّتهم ونشاطهم، أو على نمو أطفالهم، أو لتعويض النقص الذي يعتقدونه في القيمة الغذائية لغذائهم الطبيعي، والطريقة العشوائية التي ينتهجها لأجل ذلك، وكذا الكميات والنوعيات المستعملة التي قد تسبب في أحيان كثيرة آثارا جانبية على صحة مستخدميها، وتكون نتائجها بذلك عكسية لتلك المتوقعة.
وفي العام 2013 حذرت دراسة طبية أمريكية من تناول المكملات الغذائية وتبرز هذه الدراسة المخاوف بشأن الاستخدام طويل المدى من المكملات الغذائية وبدون استشارة المختصين.
وتكمن خطورة هذه المكملات على المستهلك والتي تحتوي الفيتامينات أو المعادن أو الألياف أو الأعشاب، والتي تباع في عدة أشكال كحبوب أو مسحوق أو مشروبات في أنها تصنف كغذاء لا كدواء، وبالتالي فهي لا تخضع لشروط تصنيع وتداول الأدوية، كما لا تمر بالفحوصات والأبحاث التي تمر بها الأدوية والتي تستغرق عادة سنوات. وتلقي صفحة حماية المستهلك، الضوء على المكمِّلات الغذائية في ظل وجود العديد من المكملات الغذائية في الأسواق وكثرة ادعاءات منتجيها حولَ فوائدها، ممَّا قد يؤدِّي إلى تشوُّش ذهن المستهلك وتضليله.
حملات ترويجية
وأكد أخصائي التغذية أحمد الحبسي أنه في الآونة الأخيرة كثرت حملات الترويج للمنتجات الغذائية المصنعة والمنتجات التي يروج لها على أنها مكملات غذائية طبيعية وأصبح الترويج والتسويق من قبل العديد من شركات التغذية عاملاً مهماً وأساسياً في إقناع الناس بتداول هذه الأطعمة، حيث تقوم هذه الشركات بعمل مطبوعات أو منشورات أو هدايا عينية أو رعاية فعاليات وذلك بهدف تشجيع الناس على شراء المنتج دون مراعاة خطورته على صحة الإنسان ومن اهم المشاكل الصحية التي تسببها الأطعمة المصنعة هو الارتفاع الحاد في معدلات السمنة مما يؤدي إلى الإصابة بالأمراض المزمنة حيث أنها تحتوي على العديد من الأحماض الدهنية المشبعة وهو نوع خطير من الدهون التي تزيد من خطورة الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وأضاف: أثبتت بعض الدراسات العلمية في مجال التغذية بجامعة كوين مارجريت بأسكتلندا بالمملكة المتحدة بأن تناول اللحوم المصنعة لها تأثير كبير في الإصابة بسرطان البنكرياس.
من جانب آخر تقوم بعض شركات التغذية بعمل تسويق وترويج للأطعمة المكمّلة حيث تقوم هذه الشركات بتشجيع الناس وإقناعهم بشراء منتجاتهم من خلال عمل منشورات أو مطبوعات تكون عامل جذب للمستهلك حيث يتم إقناعهم بضرورة استهلاكها بشكل مستمر ولفترة طويلة حتى يتم القضاء على سوء التغذية، مع العلم بأن هذه الأطعمة تحتوي على سعرات حرارية عالية وبالتالي استمرار تداولها بشكل مستمر يؤدي إلى زيادة غير طبيعية للوزن وارتفاع حاد في معدلات السمنة. وأشار الحبسي إلى أن هذه الشركات تسعى إلى الربحية وجني الأموال دون النظر لمدى خطورة هذا المنتج على صحة الإنسان، حيث إن نقص الوعي الغذائي وقلة حملات التوعية في هذا الجانب أدى ذلك إلى تفاقم هذه المشكلة.
ودعا أحمد الحبسي المستهلكين لعدم الانصياع لمثل هذه الحملات والتأكد من المختصين قبل تناول أي منتج حفاظا على صحتهم، مشيرا إلى أنه من المهمِّ جداً لمستخدم المكمِّلات الغذائية البحثُ عن مصادر موثوقة للمعلومات الخاصَّة بها، بحيث يمكنه التحقُّق من صحَّة الادِّعاءات المثارة حولها، وأن المعلومات والموثوقة حول المكمِّلات الغذائية هي تلك المستخلَصة من نتائج اختبارات علمية دقيقة.وأشار إلى تناقل المستهلكين أفكارا ومعلومات حول تلك الأغذية مثل قدرتها على إنقاص الوزن أو تفتيت الحصى وغيرها وهي لا تستند إلى أساس علمي، أو حقائق مثبتة عبر جهات الاختصاص المعنية بالرقابة وتقييم المخاطر المتعلقة بالأغذية، وشدد على دور المستهلك نفسه في الحفاظ على صحته وسلامة غذائه، من خلال المراقبة الذاتية لما يتناوله من أغذية.
استشارة المختصين
من جانبها أكدت أخصائية التغذية بوزارة الصحة فتحية بنت عبدالله الراشدية على أن ليس كل الادعاءات التغذوية والصحية على عبوات المكملات الغذائية مبنية على أسس علمية صحيحة، لذلك يجب عدم التأثر بتلك الادعاءات لأنها تعتبر من ضمن أساليب التسويق والترويج لتلك المنتجات. وأشارت إلى أن أغلب الإعلانات التجارية على مختلف قنوات الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية ذات أهداف ترويجية لزيادة التسويق والإقبال على مختلف المكملات الغذائية، لذا ينبــــغي الحذر مـنها وتوعية الطفل منذ الصغر عن مفــــاهيم التغــــذية الصحية.
ودعت الراشدية إلى استشارة أخصائي التغذية والطبيب عن المصادر الغنية بالعناصر الغذائية والمغذيات الدقيقة ذات الأهمية لكــــل حالة في حالة احتمــــال وجود نقص غذائي ناتج عن أحد تلـك المغذيات أو مجموعة من العناصر الغذائية.
كما دعت إلى تذكير أولياء الأمور والمهتمين بتغذية الطفل على ضرورة مراعاة حالة الطفل الصحية واستشارة الطبيب المختص وأخصائي التغذية المرخص لهم من وزارة الصحة قبل الشروع في شراء أي مكمل غــــذائي للطفل. كذلك يجب الاهتمام بتعزيز الثقافة التغذوية الذاتية لتقليل تأثـــــير الادعاءات التغذوية والصحية وتــــأثير قنوات الإعــــلام علـــى الاختيارات التغذوية الصحية.
المكملات الغذائية للأطفال
وحول المكملات الغذائية للأطفال قالت الراشدية: إن التغذية الصحية تعتبر من المكونات الأساسية لحقوق الطفل المتعارف عليها عالميا وأن الاحتياجات الغذائية تختلف بين الفئات العمرية حيث أن مرحلة الحمل تختلف عن مرحلة الرُضَع وصغار الأطفال وتختلف عن المراهقين والشباب وكبار السن كما أنها تختلف كثيرا عن الذين لديهم حالات صحية تحتاج إلى تعديل في أحد العناصر الغذائية أو في النظام الغذائي اليومي. كذلك فإن النشاط البدني الذي يقوم به الشخص يوميا يحدد كمية الاحتياجات من السعرات الحرارية.
وأوضحت أن المكمل الغذائي مستحضر أو منتج قابل للأكل يحتوي على مكون غذائي يهدف إلى إضافة المزيد من القيمة الغذائية (مكمل) للغذاء. المكون الغذائي قد يكون واحدا، أو مزيج من فيتامين و معدن و أعشاب أو غيرها من النباتات إضافة إلى الأحماض الأمينية ومادة غذائية تستخدم لتكملة النظام الغذائي عن طريق زيادة المأخوذ الغذائي ومادة مركز أو مستخلصة من الأغذية أو الأعشاب.
وأشارت إلى تنوع أشكال المكملات الغذائية فمنها على هيئة أقراص أوكبسولات أو سوائل، أو مساحيق، وأنه يمكن لبعض المكملات الغذائية أن تساعد على استيفاء المأخوذ الغذائي من العناصر الغذائية الأساسية، كما أن بعضها يساعد على تقليل خطر الإصابة ببعض الأمراض وخطر التعرض لنقص بعض المغذيات مثل نقص فيتامين «د» والأنيميا الناتجة عن نقص الحديد.
وأكدت انه إذا كان الطفل يتناول غذاء صحيا ومتكاملا يتكون من الحبوب الكاملة والفواكه والخضراوات والحليب ومنتجاته والبقوليات والأسماك والدواجن واللحوم والدهون الصحية والماء، فإنه على الأرجح، لا يحتاج لأي مكمل غذائي. وأضافت: هناك بعض المشاكل تتعلق باستخدام المكملات الغذائية للأطفال والتي من بينها الكميات الخاطئة وتعدي الحد الأعلى المسموح به لأغلب العناصر (بالنسبة لعمر الطفل ووزنه)، الأعراض الجانبية، التفاعلات التبادلية بين المكملات الغذائية والأدوية، الحساسية الشديدة كردة فعل.
شراء المكملات
وحول شراء المكملات الغذائية للأطفال أوضحت أنه يجب الانتباه للنصائح التي يوصى باتباعها لضمان سلامة استخدامها وأهمها استشارة الطبيب وأخصائي التغذية حول مدى الحاجة إلى المكمل الغذائي وفترة استخدامه قبل إعطائه للطفل. ومحاولة استبدال المكمل الغذائي بمصادر غذائية من الأطعمة الطازجة المحضرة في المنزل قدر الإمكان لكفاءة استفادة الجسم منها، وإعلام الطبيب عن جميع الأدوية التي يتناولها الطفل للحد من تعارض التركيبة الدوائية مع امتصاص أي من العناصر الغذائية، والالتزام بالجرعة أو الكمية التي يحددها الطبيب وعدم تجـــاوزها للحد من حدوث أية أعراض جانبية، مشيرة إلى أنه لا ينبغي ترك المكمـــلات الغذائية في متناول أيدي الأطفـــال لتلافي الإفــراط في تناولها والتأثير على المأخوذ الغـــذائي اليومي.
وتضيف فتحية الراشدية: توجد العديد من المكملات الغذائية بالأسواق التي توفر العديد من العناصر الغذائية للطفل وعلى مختلف الألوان والنكهات لجعلها أكثر قبولا للأطفال. وهنا يجب الأخذ في عين الاعتبار عند تناولها ألا يتجاوز المأخوذ منها النسب الموصى بها يوميا من الاحتياجات الغذائية للطفل وأن لا تتعارض مع حالة الطفل الصحية، وانه يجب مراعاة وزن الطفل عند إدخال أي مكمل غذائي حيث أن زيادة المأخوذ من المكملات الغذائية العالية في السعرات الحرارية والدهون والسكريات قد يعرض الطفل لزيادة الوزن والسمنة.
كما أكدت على أن ليس كل الادعاءات على عبوات المكملات الغذائية مبنية على أسس علمية صحيحة، ويجب عدم التأثر بتلك الادعاءات.
نظام غذائي متوازن
وأهابت أميرة العوفية أم لطفلين بالآباء والأمهات بالتروي والحذر عند شراء المكملات الغذائية لأطفالهم أو عند استخدام أبنائهم في سن الشباب للمكملات فلا يسمحون بتناول المكملات غير المعروفة حيث إنها قد تكون مقلدة أو مغشوشة ومكونة من مكونات مجهولة لها تأثيرات سلبية على الصحة والسلامة.
وأضافت: أحضر الأغذية التكميلية لأطفالي بنفسي ولا ألجأ إلى المكملات الغذائية المعلبة وان كانت هذه المستحضرات تتمتع بتأثير إيجابي على الطفل، إلا أنه يُمكن الحصول على جميع العناصر الغذائية اللازمة لذلك من خلال إتباع نظام غذائي متوازن، مشيرة إلى أنه يجب عدم اللجوء إليها إلا عند التحقق بالفعل من إصابة الطفل بنقص في أحد العناصر الغذائية، ومع ذلك يجب التأكد من قبل طبيب مختص، مشيرة إلى أنَّ استخدامَ الشركة المنتجة لمصطلحات مثل «قياسي» أو «جرى التحقُّق منه» أو «جرى اعتماده» لا يعني بالضرورة جودةَ المنتج، فربما لا يحتوي منتج المكمِّل الغذائي على الأنواع النباتية الصحيحة، أو قد تكون تراكيزُ العناصر الفعَّالة غيرَ مطابقة لما جرى تدوينُه على علبة المنتج؛ وهذا يعني أنَّ المستهلك يتناول تراكيزَ أكبر أو أقلَّ ممَّا يعتقد.
تكوين بنية جسمية لافتة للأنظار
ومن جانبه قال نصر بن خميس الحسني إنه يستخدم المكملات الغذائية الرياضية التي تسهم في بناء الجسم وأن هناك الكثير من الشباب الذين يتعاطون هذه المكملات، موضحا أن الشباب يتجهون إلى تعاطيها للحصول على نتائج سريعة ولإبراز عضلات الجسم من دون أن يتوقعوا أن تكون لها عواقب سلبية وتأثير على الصحة.
ويضيف: ان هذه الظاهرة موجودة في الصالات الرياضية وأن الشباب يعتقدون أنها تسهم في جعل الجسم أكثر قوة وتساعد في تكوين بنية جسمية لافتة للأنظار من دون الحرص والتأكد منهم على صحة المواد المبيعة. وأوضح: هناك الكثير من المعلومات التي تتناقل بين مرتادي الصالات الرياضية عن المكملات الغذائية وكونها سريعة وفعالة تحقق لهم الشكل الذي يحلمون به، وان غالبية الشباب لا يعلمون ان كانت هذه المستحضرات مرخصة أو لا ولا يعرفون مصدر هذه المنتجات والتي قد تكون مغشوشة. وبيّن أن هناك عدة أنواع من المكملات الغذائية فهناك بروتينات على شكل مسحوق تعمل على زيادة الوزن حيث تحتوي على نسبة عالية من الكربوهيدرات والسكر، وهناك نوع آخر يحتوي على نسبة متوسطة من الكربوهيدرات والبروتين مع جداول غذائية لتوفر لمستخدمها الكمية الكافية في التغذية.
وأكد أن المستهلك العادي تجذبه المعلومات المدونة على العبوة دون أن يلقي بالا انه لا يوجد دليل علمي على تحقيقه للنتيجة أو التأثير المدون على العبوة، مثل كلمة مقوى عام، أو منشط للمناعة، أو يزيد الانتباه.