80% مــــــــن الأمريكيين مستعــدون لتولي امــرأة رئـــــاســـــــة البيت الأبيض

الحدث الثلاثاء ٠٨/مارس/٢٠١٦ ٠٠:٠٥ ص

واشنطن –
مع اتجاه الحزب الديمقراطي إلى ترشيح هيلاري كلينتون لرئاسة الولايات المتحدة، أظهر استطلاع للرأي أن 80 % من الأمريكيين يشعرون أن بلادهم مستعدة لوضع امرأة في رئاسة البيت الأبيض.

وأوضح الاستطلاع التي أجرته شبكة «سي.إن.إن.» الإخبارية الأمريكية بالتعاون مع مركز أبحاث «أو.آر.سي.» أن 90 % من الناخبين بين الديمقراطيين يوافقون على تولي امرأة رئاسة الولايات المتحدة، مقابل 68 % بين الجمهوريين.

وأكد الاستطلاع ارتفاع نسبة الأمريكيين الذين يشعرون أن بلادهم مستعدة لتولي امرأة الرئاسة بحوالي 20 %، مشيرا إلى أن النسبة كانت 60 % العام 2006، عندما كانت هيلاري تسعى إلى الحصول على بطاقة حزبها للترشح في انتخابات العام 2008 التي فاز فيها باراك أوباما.
وكشف الاستطلاع نتيجة أخرى مفاجئة، وهي أن الرجال على استعداد أكثر من النساء لتولي امرأة رئاسة البيت الأبيض، بنسبة بلغت 83 % بين الرجال مقابل 76 % بين النساء.

امرأة وثلاثة رجال

مع وصول سباق الرئاسة إلى محطات حاسمة بدأت بالثلاثاء الكبير، مطلع مارس الجاري، حيث بدت ملامح السباق أكثر وضوحا، فعلى الجانب الديمقراطي ينحصر التنافس بين وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون وسيناتور فيرمونت، بيرني ساندرز، فيما تتجه المنافسة في الحزب الجمهوري لإقصاء المرشح الشاب ماركو روبيو الذي فاز في ولايته فقط وكان ينظر إليه في بداية السباق على أنه مستقبل الحزب، لتقتصر على الملياردير الصاخب صاحب التصريحات المعادية للمسلمين والمهاجرين دونالد ترامب والسيناتور المحافظ تيد كروز.

وحتى الآن تبرز كلينتون وترامب باعتبارهما المرشحين الأوفر حظا من الحزبين، حيث تتفوق السيدة الأولى السابقة للبيت الأبيض على منافسها ساندرز في عدد من الولايات التي صوتت لها بنتيجة 11 مقابل 7، في حين يتسع الفارق كثيرا بين ترامب وكروز، فحقق الأخير فوزا في 6 ولايات مقابل 13 ولاية. ويشهد الشهر الجاري جولات أخرى في 8 و15 و22 من الشهر، فضلا عن الانتخابات في واشنطن يوم 12 مارس. الوزيرة السابقة تقترح خطة اقتصادية لعلاج البطالة وزيادة الضرائب ومنافسها اليهودي يتفوق عليها بخطط تدر 15 تريليون دولار تجد السيدة الأولى السابقة للبيت الأبيض، هيلاري كلينتون، نفسها في وضع نقيض لما كانت عليه عندما خاضت سباق الانتخابات التمهيدية العام 2008، أمام باراك أوباما الذي فاز بترشيح الحزب الديمقراطي والرئاسة ليكون أول رئيس أسود يصل إلى البيت الأبيض.

تفوق كلينتون

كلينتون أثبتت تفوقا، في السباق الجاري، في أغلب الولايات ألتي أجريت بها الانتخابات التمهيدية، حيث حققت انتصارات في 11 ولاية مقابل 7 لمنافسها بيرني ساندرز. وفي الجولة الأخيرة التي جرت السبت الفائت فازت بالجائزة الأكبر وهي ولاية لويزيانا التي يوجد بها عدد كبير من المندوبين الانتخابيين، وذلك على الرغم من فوز غريمها في ولايتي كنساس ونبراسكا. وحققت وزيرة الخارجية السابقة، يوم الثلاثاء الكبير «Super Tuesday»، فوزا في العديد من ولايات الجنوب ذات الكثافة السكانية من الأقليات والسود، حيث فازت بسهولة على منافسها في تكساس وجورحيا وفيرجينيا وألاباما وتينيسي وأركنساس، فضلا عن فوزها في ماساشوستس، إذ أظهرت أن الأقليات ليس وحدهم من يمثلون جدار حماية لكلينتون، ولكنها تستطيع الفوز في الولايات ذات الأغلبية البيضاء. وعلى الرغم من تنوع الناخبين السود لكن غالبيتهم يميلون للحزب الديمقراطي. وقد أظهرت دراسة لمعهد بيو الأمريكي للأبحاث العام 2014 أن 80 % من الأمريكيين السود إما ديمقراطيون أو يميلون للحزب الديمقراطي، مقارنة بـ65 % من الناخبين ذوي الأصول الآسيوية و56 % من الناخبين من أصل لاتيني و40 % من البيض. لكن مع دخول الانتخابات مرحلة جديدة، حيث يلعب شهر مارس مرحلة الحسم الكبرى، فإن السيدة الأولى السابقة للبيت الأبيض، اتخذت نغمة اقتصادية جديدة أكثر تفاؤلا، حيث طرحت خلال حشد انتخابي في مدينة ديترويت بولاية ميتشجان، الجمعة الفائتة، خطة اقتصادية جديدة تهدف لتعزيز نمو فرص العمل التي من شأنها أن توفر حوافز للشركات للاستثمار في الموظفين وتقليص المزايا الضريبية للشركات التي تُصنع منتجاتها خارج الولايات المتحدة.

ترامب لن يكون لقمة سائغة

رأى الكاتب البريطاني سيمون هيفر أنه «كلما زاد هجوم نخبة السياسة والإعلام في أمريكا ضد المتسابق الرئاسي دونالد ترامب، زادت معه أسهُمه الانتخابية». واستهل مقالا نشرته (التلجراف) بالتنويه عن أنه «ظلّ طوال الأسبوع الفائت يبحث عمّن يكرهون ترامب أكثر من غيرهم: هل هم الديمقراطيون أم الجمهوريون؟ فوجد أن الجمهوريين، زملاء ترامب في الحزب ذاته، مرعوبون من ازدياد احتمالية أن يفوز بترشيح الحزب لخوض الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

ولفت هيفر إلى أن «جماعة من هؤلاء الجمهوريين الكارهين لترامب -والذين يتحدث عنهم المرشح الرئاسي السابق الخاسر، ميت رومني- يحاولون حشْد الدعم وتجميع الأموال لـفرْملة ترامب .. والمشكلة أنهم لا يسيرون في ذلك وفقا لخطة، كما يخفقون في رؤية ما بات عليه حال حزبهم، ولا رؤية مقدار السخط والانزعاج والغضب الذي بات عليه الأمريكيون الذين يشعرون بأن ساستهم لا يستجيبون لمخاوفهم». ورصد هيفر «تقدُّم ترامب في كافة الانتخابات التمهيدية التي جرت بما في ذلك انتخابات ولاية فلوريدا التي تقدم فيها بنحو 20 نقطة على ماركو روبيو في قلب معقله، ولن يأتي يوم 15 من الشهر الجاري حتى تنمحي تماما أية شكوك في فوز ترامب بترشيح الحزب الجمهوري». وقال هيفر «على الرغم من وعود مرشحي الحزب الجمهوري بدعم ترامب حال فوزه بترشيح الحزب، إلا أن ثمة حديثًا عن اعتزام شريحة من قادة المعتدلين الجمهوريين، الوقوف في وجه ترامب، وإذا ما كان الحزب الجمهوري مُقْدِمًا على انتحار، فلن يجد طريقة أفضل من تلك.
وأكد صاحب المقال «لقد طرأتْ تغيّرات على الحزب الجمهوري لكن لم يفطن قادته إلى حدوث تلك التغيرات، ولا هم يدركون أن محاولة قمْع الديمقراطية داخل الحزب كفيلة بتفجير كارثة سياسية ربما كانت أسوأ أثرًا مما قد يُنْزله ترامب بالحزب.
وأضاف هيفر «عبر الولايات المتحدة، خرج ملايين الناخبين ممن لم يُدلوا بأصواتهم لانتخاب ترامب، لقد غيّر ترامب وجْه الحزب الجمهوري، ويأتي هذا الزخم المصاحب لترامب من أن الأجور الفعلية لعموم الأمريكيين لم ترتفع منذ منتصف السبعينيات رغم وعود رئيس تلو الآخر بتغيير هذه الحال، لكن دون وفاء بتلك الوعود. إن أغلبية جمهور ناخبي ترامب هم من أبناء الطبقة العاملة البيضاء والطبقة المتوسطة الدنيا ممّن طفح بهم الكيل ويتطلعون إلى قيادة مختلفة». ورصد هيفر تلّقي ترامب لهجمات عالمية وحملات سخرية عبر الشاشات وعلى صفحات الصحف؛ إذ يُصّنف باعتباره «متطرفا» و»منفلت العيار»، وها هو المستر رومني -الذي استجدى دعمه في 2012- يدعوه اليوم «متصنعا» و»محتالا». لكن «أسهُم ترامب الانتخابية ترتفع بارتفاع الهجمات عليه سواء أكانت تلك صادقة أم مجحفة». ونبّه صاحب المقال إلى أن «ترامب في حقيقة الأمر كان ينتمي للحزب الديمقراطي، ولذلك يصطف المحافظون الجمهوريون ضده واصمين إياه بأنه نصّاب محتال قفز على حزبهم، غير أن الديمقراطيين أيضا يصطفون في مواجهة ترّشح ترامب، ساخرين منه متيّقنين أنه لا يقوى على إنزال الهزيمة بـهيلاري كلينتون.

هيلاري قادرة على هزيمته

فيما علّق الكاتب المرموق جوناثان فريدلاند، في مقال له في صحيفة «الجارديان» البريطانية، على تطورات مشهد الانتخابات الأمريكية، وقال إن الحزب الجمهوري بدأ مشروعًا يدعمه كل العالم، متمثلاً في الحملة لإيقاف المرشح دونالد ترامب، التي تشمل جهودًا جماعية لمنعه من حمل اسم الحزب في الانتخابات الرئاسية، ورغم أنهم متأخرون، إلا أنهم رأوا أنه يجب أن يوقفوا رجلاً يتبجح بإعجابه بالرئيس فلاديمير بوتين، ويصر على أنه سيأمر الجنود الأمريكيين بارتكاب جرائم حرب، على حد قول الكاتب. ومضى فريدلاند يقول، إن المشكلة أن جهودهم هذه لا يبدو أنها ستنجح، بل تجعل ترامب يبدو أقوى، رغم تكثيف الهجوم عليه، حتى أن مرشح الحزب السابق ميت رومني ألقى خطابًا وصف فيه رجل الأعمال المثير للجدل بأنه «مزيف ومخادع ومفلس وكاره للنساء»، وهي الخطوة غير المسبوقة من قبل الحزب في إطار محاولة إيقافه. واعتبر الكاتب، أن ترامب يستطيع أن يقلب الطاولة على من يهاجمه، لأنه بمثابة «الغريب» عن الحزب، فرغم أن انتقاد رومني كان هادئًا ومتماسكًا ولا يقبل الجدل، إلا أنه كان الرسول الخطأ، لأنه أظهر أن الرجل يجرؤ على انتقاد الحزب والسياسة. واستبعد الكاتب أن تنجح جهود الجمهوريين في إيقاف ترامب، وتوقع نجاحه في الانتخابات التمهيدية، معتبرًا أن هيلاري كلينتون من الحزب الديمقراطي من يستطيع هزيمته قائلاً «سيكون واجبها أن تهزم دونالد ترامب، ويجب أن تفعل ذلك أولاً بكشفه على حقيقته، وأنه ديكتاتور متنمر في مرحلة الصنع، ولكن عليها أن تفهم وتعالج الألم الذي يجذب الكثير من الأمريكيين لشعلته القبيحة والخطيرة».