مباحثات ألمانية في السلطنة حول سوريا

الحدث الاثنين ٠٧/مارس/٢٠١٦ ٢٣:٥٥ م
مباحثات ألمانية في السلطنة حول سوريا

عواصم – ش – وكالات

تعول الجهود الدولية والإقليمية مجددا على خيار الحل السياسي في سوريا الذي وصفهُ نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن أنه "الطريق الوحيد" لوضع حد للعنف، يأتي ذلك في ضوء الهدنة التي شهدت نجاحاً نسبيًّا تخلله خروقات لوقف إطلاق النار، علاوةً على دفعِ أطراف الصراع السوري نحو طاولة المفاوضات في جنيف.
وفي صلبِ تلك الجهود يأتي دور ألمانيا التي من المقرر أن يجري وزير خارجيتها فرانك-فالتر شتاينماير مباحثات في السلطنة حول الوضع السوري، وملفات أخرى من بينها الأزمة اليمنية والليبية. وضمن جولته الإقليمية، عقد شتاينماير يوم أمس الاثنين محادثات في الإمارات العربية المتحدة حول النزاع السوري، ثم توجه بعد ذلك إلى السلطنة، حيث أن الدول الثلاثة (السلطنة والإمارات وألمانيا) أعضاء في مجموعة دعم سوريا التي تضم 17 دولة. وتسعى تلك المجموعة إلى المضي قدما في عملية السلام في سوريا. وبحسب بيانات الخارجية الألمانية، سيتطرق شتاينماير خلال محادثاته أيضا إلى الأزمة في ليبيا واليمن.
وبحسب بيان وزعه المركز الألماني للإعلام في القاهرة يوم أمس الاثنين فإن شتاينماير سيجرى محادثات مع وزير الوزير المسؤول عن الشؤؤن الخارجية معالي يوسف بن علوي بن عبد الله، حول الوضع في اليمن. ونقل البيان عن نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية، سوسن شبلي:" إن الحكومة الألمانية قلقة بشأن العدد الهائل من الضحايا المدنيين وبشأن التقارير المتكررة عن الاعتداءات التي تتعرض لها المنشآت المدنية في اليمن".
وناشدت المسؤولة جميع أطراف النزاع بوجوب حماية المدنيين، مشيرة إلى بذل كل الجهود من أجل تكليف بعثة تقصي حقائق دولية مستقلة، كما وصفت الوضع الإنساني في اليمن "بالمأساوي" حيث أن 80 % من الشعب يعتمد على الإغاثة الإنسانية، لذا فإن وقف إطلاق النار والوصول غير المقيد للإغاثة الإنسانية لهما "أولوية قصوى"، مؤكدة أن الحكومة الألمانية لديها قناعة كاملة بأن الأزمة لن تحل سوى سياسيا.
وفي العودة إلى الملف السوري؛ اعتبر نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن أن الحل السياسي هو "الطريق الوحيد" لوضع حد للعنف في سوريا، مقرا في الوقت نفسه بصعوبة التوصل لهذا الحل، وذلك في مقابلة مع صحيفة إماراتية نشرت أمس الاثنين، تزامنا مع بدئه جولة اقليمية انطلاقا من أبو ظبي. وقال بايدن لصحيفة "ذا ناشونال" الصادرة بالانكليزية "بقدر ما هو أمر صعب، علينا أن نواصل السعي للوصول إلى تسوية سياسية".
اضاف "نعمل حاليا لإعادة نظام الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة إلى طاولة المفاوضات. لانه في نهاية المطاف، لم يتغير الهدف. الحل السياسي بين الاطراف (المتنازعة) هو الطريق الوحيد لانهاء العنف ومنح الشعب السوري الفرصة لاعادة بناء بلده". وتأتي تصريحات بايدن قبل ايام من جولة جديدة من المفاوضات مرتقبة هذا الاسبوع في سويسرا، بين الحكومة السورية والمعارضة، بعد تعليق جولة تفاوضية الشهر الماضي من دون نتيجة تذكر.
وتضغط القوى الكبرى وخصوصا الولايات المتحدة وروسيا لانجاح المفاوضات التي تعقد بموجب قرار لمجلس الامن الدولي ينص ايضا على وقف لاطلاق النار وتشكيل حكومة انتقالية في غضون ستة اشهر وتنظيم انتخابات خلال 18 شهرا، من دون التطرق إلى مصير الاسد الذي يشكل نقطة خلاف رئيسية بين اطراف النزاع.
وكرر وزير الخارجية السعودي عادل الجبير السبت من باريس ضرورة رحيل الرئيس السوري مع بدء المرحلة الانتقالية. وكان المسؤول السعودي قال الشهر الفائت إن على الأسد أن يرحل أكان بحل سياسي أو عسكري. إلا أن الصحيفة نقلت عن بايدن أمس الاثنين استبعاده أي حل عسكري للنزاع المستمر منذ خمسة أعوام، مضيفا "يجب أن يكون ذلك واضحا للجميع".
وتطرق بايدن إلى اتفاق وقف الاعمال القتالية في سوريا الذي بدأ تطبيقه الشهر الفائت برعاية أمريكية روسية، ويستثني هذا الاتفاق التنظيمات المصنفة "ارهابية"، مثل جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة، وتنظيم داعش الذي تقود الولايات المتحدة منذ صيف 2014 تحالفا عسكريا يستهدفه في سوريا والعراق. وقال "يبدو أن وقف الأعمال القتالية صامد. ليس مثاليا، هو هش.. لكن مستويات العنف انخفضت بشكل كبير" في مختلف المناطق السورية.

*-*

المعارضة السورية توافق على المشاركة في محادثات جنيف

بيروت – ش – وكالات
وافقت الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لاطياف واسعة من المعارضة السورية على الذهاب إلى جنيف للمشاركة في محادثات السلام المرتقبة هذا الاسبوع، وفق ما أعلن متحدث باسم الهيئة يوم أمس الاثنين. وقال رياض نعسان آغا، احد المتحدثين باسم الهيئة لوكالة فرانس برس "وافقت الهيئة العليا للمفاوضات بعد التشاور على الذهاب إلى جنيف"، مضيفا "من المتوقع ان يصل الوفد التفاوضي إلى جنيف الجمعة".
وأوضح آغا أن قرار المشاركة يأتي "بعدما لاحظنا جهدا كبيرا في اتجاه تحقيق المطالب الانسانية واحترام الهدنة" واشار إلى "تراجع كبير في الخروقات" منذ بدء تطبيق اتفاق أمريكي روسي مدعوم من الأمم المتحدة لوقف الاعمال القتالية في سوريا. وأضاف "وجدنا أن هناك الحاحا دوليا على كل الأطراف للالتزام بالهدنة.. والضغط خصوصا على روسيا والنظام" معتبرا أن روسيا تتحمل "المسؤولية الأكبر لأنها الطرف الآخر في الهدنة".
وتحفظت الهيئة في الأيام الاخيرة على التوجه إلى جنيف متحدثة عن استمرار الخروقات لوقف اطلاق النار وعن تاخير في ايصال المساعدات الانسانية إلى المناطق المحاصرة. وقال آغا في هذا السياق "ربما لم يتحقق ذلك كله (المطالب) لكن الجهد يُتابع بشكل حقيقي ونأمل ان يزداد خلال الايام القادمة" مضيفا "بدأنا نتعامل بايجابية مع الايجابية". وكانت الهيئة حضرت إلى الجولة الاولى للمشاركة في المحادثات وليس للتفاوض، على حد تعبيرها حينها، اذ طالبت بتطبيق قرار مجلس الامن رقم 2254 الذي ينص على ايصال مساعدات انسانية وحماية المدنيين من القصف.
وشهدت المناطق التي تشملها الهدنة في سوريا أمس الأول يوما هو الأكثر هدوءا منذ بدء وقف الاعمال القتالية، فيما أعلن موفد الامم المتحدة إلى سوريا ستافان دي مستورا السبت ان الجولة الثانية من المفاوضات السورية غير المباشرة ستبدأ عمليا في العاشر من الشهر الجاري في جنيف.