احتجاز جثامين الشهداء المقدسيين.. مستمرة

الحدث الاثنين ٠٧/مارس/٢٠١٦ ٢٣:٥٥ م
احتجاز جثامين الشهداء المقدسيين.. مستمرة

القدس المحتلة – زكي خليل
مع بداية انتفاضة القدس في فلسطين، صعدت سلطات الاحتلال من إعداماتها الميدانية بحق الفلسطينيين، في محاولة لوأد شعلة الانتفاضة و كسر إرادة الفلسطينيين، الا ان هذه الشعلة اشتدت وكان وقودها دماء الشهداء. ففي مدينة القدس المحتلة وأثناء التجول بها سواء كان الوقت ليلاً ام نهاراً أكنت متوجهاً للصلاة بالمسجد الاقصى المبارك او إلى مكان اخر في احد ازقة القدس القديمة، قد تكون عرضة لإطلاق رصاصة من فوهة بندقية احد جنود الاحتلال لمجرد الاشتباه بك، و بسبب ملامحك العربية، امثال كل من الشهيد ثائر أبو غزالة، حسن مناصرة، بهاء عليان، علاء أبو جمل، معتز عويسات، محمد نمر، عمر اسكافي، عبد المحسن حسونة، و الشهيد محمد أبو خلف، اذ ان جميع هؤلاء الشهداء ما تزال سلطات الاحتلال تحتجز جثامينهم في ثلاجات الموتى منذ ما يزيد عن 4 اشهر.
وتدعي سلطات الاحتلال بأن سياسة احتجاز جثامين الشهداء الفلسطينيين، قد تشكّل عامل ردعٍ للآخرين، خاصة المقدسيين، لأن الجثامين المحتجزة جميعها لمقدسيين فقط، متجاهلة بذلك ذوي الشهداء الذين يذوقون حرقة الفراق يوماً بعد يوم، و الاقتحامات المتكررة لمنازلهم بحجة الدوافع الامنية، أو لأخذ قياسات المنزل استعداداً لهدمه.
وفي حال قررت سلطات الاحتلال تسليم أحد الجثامين المحتجزة، فان ذلك يترتب على ذوي الشهيد المنوي تسليمه الخضوع للعديد من الشروط والتي أهمها تحديد عدد المشاركين، ما بين 30 إلى 50 شخص فقط من العائلة ليواروا الشهيد الثرى، يلي ذلك كفالة مالية تتراوح ما بين 2500 إلى 5000 دولار امريكي غير مستردات في حال تم الإخلال بأحد الشروط.
و من الشروط ايضاً، ان يتم تسلم الجثمان في منتصف الليل اي ما بين الساعة الثانية عشر ليلاً حتى الرابعة فجراً، في الوقت الذي تكون به شوارع المدينة قد خلت من اهلها، لتفرض طوقها الامني على المقبرة التي سيتم دفن الجثمان بها، بمساعدة ما يزيد عن 500 جندي احتلالي مدججين بأحدث انواع الاسلحة.
وبعد انصياع و موافقة أهالي الشهيد على تلك الشروط، يتوجهوا لقوات الاحتلال وينتظرون رنين الهاتف الذي يمكن ان يرن في اية لحظة لتسليم الجثمان، ولكن من الممكن ايضاً ان تأتي مكالمة اخرى تؤجل التسليم بعدما ان استعدت العائلة و من سيشارك في التسليم لمواراة الثرى على الجثمان.
و بعد تلقي العائلة لمكالمة تفيد بموعد التسليم، يتجه العدد الذي تم تحديده وفقاً لقائمة الاسماء التي تكون قد اعدتها العائلة و سلمتها للسلطات الاحتلال إلى المقبرة المنوي دفن الشهيد بها، حيث تخضع العائلة للتفتيش الدقيق و المهين وسط كتائب من جيش الاحتلال و التي تحيط بالمقبرة، حيث يتم احتجاز بطاقاتهم الشخصية مع احد الضباط، و بعد ذلك يتم ادخالهم إلى المقبرة، حيث ينتظرون وصول السيارة التي تقل الجثمان.
عم الشهيد المقدسي مصعب الغزالي يقول للشبيبة بعد استلام الجثمان بعد 65 يوماً من الاحتجاز لدى سلطات الاحتلال في الثلاجات:" بعد استلام جثمان الشهيد تبني انه اصيب ب 11 رصاصة في انحاء مختلفة من جسمه وهذا يدل على انه قتل بدم بارد وكان بالامكان اعتقاله بدلا من اعدامه ميدانيا".
ويضيف "استلمنا الجثمان وكان عبارة عن لوح من الثلج . والاحتلال لم يلتزم بالاتفاقية التي تنص على ضرورة اخراجه من الثلاجات قبيل 36 ساعة من التسليم حتى نتمكن من دفنه." واستشهد منذ اندلاع الانتفاضة الجارية قبل أربعة أشهر 39 شهيدًا من أبناء القدس المحتلة.