خاص -
تتكوّن حصى الكلى من أملاح ومعادن، يشكّل البول مصدرها، إذ تتبلور مكوِّنة حصى صغيرة. قد تكون الحصى صغيرة بحجم حبيبات الرمل، أو كبيرة بحجم كرة الجولف. من الممكن أن تبقى الحصى داخل الكليتين، أو أن تتحرّك إلى خارج الجسم بواسطة الجهاز البولي. الجهاز البولي هو الجهاز المسؤول عن إنتاج البول في الجسم وتوصيله إلى خارج الجسم. يتركّب جهاز البول من الكليتين إلى الحالب إلى المثانة إلى الإحليل ومنه إلى خارج الجسم. في السطور التالية نتعرّف مع الطبيبة الأخصائية د.نهال عفيفي على أسباب حصى الكلى وعوامل الخطورة وطرق العلاج.
أعراضه
في معظم الحالات، لا تظهر أعراض حصى الكلى، طالما بقيت الحصى في الكليتين، فإنها لا تسبّب أي ألم. لكنها قد تسبّب ظهور ألم مفاجئ وحاد عند تحرّكها إلى خارج الكليتين باتجاه المثانة. يجب التوجه لتلقي العلاج الطبي الفوري في حالة الشك بوجود حصى في الكليتين، كلتيهما أو إحداهما. يجب الانتباه إلى ظهور ألم مفاجئ وحاد في أحد جانبي الجسم أو في تجويف البطن أو في الأربية أو في حالة ميل لون البول إلى الأحمر أو الوردي. إضافة إلى ذلك من الممكن أن يشعر المرء بالغثيان وأن يعاني من القيء.
أسباب وعوامل الخطورة
تتكوّن الحصى في الكليتين نتيجة لتغيّرات في المستويات الطبيعية، السليمة للسوائل، الأملاح، المعادن ومركبات أخرى يحتوي عليها سائل البول. المسبّب الأساسي لتشكّل الحصى في الكليتين هو استهلاك كميات غير كافية من السوائل. فيجب الحرص على شرب الماء بكميات كافية من أجل المحافظة على صفاء سائل البول (ما بين 8 - 10 كؤوس من الماء يوميا، تقريبا). بعض الأشخاص معرَّضون أكثر من غيرهم لتكوّن الحصى في الكليتين لديهم؛ وذلك جرّاء حالات طبية معيّنة أو جرّاء ميل عائلي/ وراثي. يمكن أن تتكوّن الحصى في الكليتين على أساس وراثي. في حال تعرُّض أشخاص آخرين في العائلة نفسها إلى الإصابة بحصى الكلى، فمن المرجّح أن يُصاب بها آخرون من أفراد العائلة أيضا.
التشخيص
قد يلاحظ المرء إصابته بحصى الكليتين، للمرة الأولى، لدى زيارته إلى الطبيب المعالج، أو عند توجهه إلى غرفة الطوارئ بسبب ظهور أوجاع في أحد الجانبين أو في تجويف البطن. يقوم الطبيب المعالج بطرح بعض الأسئلة حول طبيعة الألم ونمط الحياة. ثم يقوم الطبيب بإجراء فحص جسدي شامل وقد يطلب إجراء فحوص تصوير مختلفة، مثل التصوير بالأشعة السينية لفحص الكليتين وقنوات البول لدى المريض. كما قد يحتاج المرء، في مثل هذه الحالة، إلى الخضوع لفحوصات إضافية أخرى، وخاصة عند اكتشاف وجود أكثر من حصى واحدة لديه، أو إذا ما تبيَّن أن في عائلته تاريخا طبيا من الإصابة بحصى الكليتين في سبيل تحديد المسبّب لتكوّن الحصاة في الكليتين، وقد يوصي الطبيب بإجراء فحوص دم معيّنة، إضافة إلى تجميع البول لمدة 24 ساعة. هذه الفحوصات تساعد الطبيب المعالج في تحديد ما إذا كان الشخص المفحوص معرَّض للإصابة بحصى الكليتين في المستقبل أيضا. لا تسبّب حصى الكليتين، بشكل عام، ظهور الألم. إذا ما كان هذا هو الحال لدى شخص ما، فمن المحتمل أن يتم اكتشاف إصابته بحصى الكليتين خلال إجرائه فحوصات لمعالجة مشكلة طبية أخرى يعاني منها.
العلاج
في معظم حالات حصى الكلى، قد يطلب الطبيب المعالج أن تتم معالجة المريض في بيئته المنزلية. فهو يستطيع تناول مسكّنات الأوجاع، إضافة إلى الحرص على شرب كميات كافية من الماء والسوائل الأخرى؛ وذلك لمنع إصابته بالجفاف. وقد يصف له الطبيب المعالج أدوية من شأنها أن تساعد في خروج الحصاة من الجسم.
عندما تكون الحصى كبيرة جدا، نسبيا، بحيث لا يمكن أن تخرج من تلقاء نفسها، أو في حالة كون الحصى عالقة في داخل المسالك البولية، فمن الممكن أن يحتاج إلى علاج إضافي. شخص واحد، أو اثنان، فقط من بين كل 10 حالات إصابة بحصى الكلى، لا يمكن معالجتهم بالوسائل المنزلية البسيطة. يعتمد علاج حصى الكلى الطبي الأكثر شيوعا على الموجات الصوتية، وتسمَّى هذه الطريقة العلاجية: تفتيت الحصاة بالموجات الصادمة من خارج الجسم. يقوم هذا العلاج بتفتيت الحصى في الكليتين محوِّلا إيّاها إلى فتات صغيرة جدا، بواسطة الموجات فوق الصوتية أو الموجات الصادمة. تكون هذه الفتات صغيرة جدا إلى درجة أنها تستطيع العبور في الجهاز البولي لتخرج من الجسم بواسطة سائل البول. في حالات أخرى قد يحتاج طبيب الجهاز البولي إلى إخراج الحصى في إطار عملية جراحية أو بواسطة إدخال دعامة إلى داخل المثانة بغية إبقاء ممر مفتوح يسمح بعبور الحصى من خلال المثانة.
الوقاية
عندما يعاني شخص ما من وجود أكثر من حصاة واحدة في الكليتين، وخصوصا عند وجود ميل عائلي لديه لتكوّن حصى في الكلى فمن المرجّح أن يعاني من هذه الظاهرة، مرارا وتكرارا. ولكن باستطاعته اتخاذ بعض التدابير والإجراءات التي تمنع معاودة تكوّن الحصى في كليتيه. ويتم هذا بواسطة:
- الحرص على شرب كميات كافية من السوائل. ما يقارب الـ 8 - 10 كؤوس يوميا؛ وذلك بهدف المحافظة على صفاء سائل البول.
- الحرص على تغيير النظام الغذائي. هذا الأمر قد يساعد، لكن النتيجة منوطة بالمسبب الأساسي لتكوّن الحصى في الكليتين.
العلاجات البديلة
في حالة الإصابة بأوجاع شديدة جدا فهذا يدل على أن إحدى الحصاة تسدّ مجرى البول، أو على وجود تلوث (التهاب) في المسالك البولية. في كلتا الحالتين أعلاه، يوصي الطبيب المعالج بتناول علاج طبي (دوائي).
بدائل العلاج المتاحة:
المعالجة بالموجات الصوتية: «تفتيت الحصاة بالموجات الصادمة من خارج الجسم». وتؤخذ بعين الاعتبار العديد من العوامل، مثل: حجم الحصى، موقعها في مجاري البول، الوضع الصحي العام والعديد من العوامل المختلفة الأخرى، لتحديد العلاج الأفضل والأكثر نجاعة للحالة الفردية العينية ولتحديد ما إذا كان من المفضّل إجراء عملية تفتيت للحصى في الكليتين أو إخراجها بواسطة الجراحة.
د.نهال عفيفي
طبيبة أخصائية