مسقط - ش
كانت مجرد رغبة في المعرفة فتطورت لتصبح هواية، فقد ثابرت لتتعلم المزيد من تلك الهواية التي تملكتها ألا وهي ميكانيكا السيارات، فقد تطورت الهواية والمهارة لتتحول إلى احتراف لتصبح بذلك أول "ميكانيكية عمانية" تفتح كراجا لتصليح السيارات.
رواد الكراج يرون سلطانة بنت سعيد الحجرية بملابس العمل وسط الزيوت والشحوم وأجزاء السيارات في كراجها، ولا تتوانى في إصدار الأوامر للرجال واستقبال زبائنها من الجنسين بالترحاب.
تقول الحجرية حول تجربتها في مجال الميكانيكا: القاعدة الأساسية التي أسست وفقها هذا المشروع بدأت من رغبتي في تعلم الميكانيكا وهوسي بعالم السيارات منذ طفولتي، ومع إصراري على تنمية مهارتي وحرصي على تعلم هذا العالم المثير للاهتمام من خلال دورات اكتسبتها في الكلية المهنية بالسيب التابعة لوزارة القوى العاملة، فبالرغم من حضوري هذه الدورات كامرأة وحيدة بين كل الرجال إلا إنني كنت فخورة بنفسي وبوجودي لصقل هوايتي بالعلم، ومن هنا كانت الانطلاقة، حيث بدأت التفكير جدياً بفتح كراج خاص لي عام 2012، أمارس فيه هوايتي التي صقلتها بالدراسة والدورات ولأبتعد عن المشاريع النسائية المعروفة التي أصبح الجميع معتاداً عليها.
وزادت الحجرية: إن الفضول لمعرفة المهارة قد تطور إلى هواية واتقان، والممارسة هي الخطوة الأولى لاحتراف أي مهنة، بالإضافة إلى كم الاستفادة التي يحصل عليها الإنسان عند الاطلاع على مهارات يحتاجها في الحياة مثل الميكانيكا والكهرباء والسباكة وغيرها من المهن الحرفية.
وتهتم الحجرية بنقل مهارتها لأولادها، محاولة فك شفرات المكيانيكا البسيطة للتعامل مع أي ظرف يطرأ على قائد السياراة.
الحجرية أصبحت خبيرة في ميكانيكا السيارات، وترى أن أكثر مشاكل السيارات تحدث بعد استعمالها لخمس سنوات أو أكثر، لذلك يجب أن يراعي قائدها عملية تغيير الزيت بانتظام وقياس الماء يوميا على الأقل.
وأضافت أكثر ما يواجهه الإنسان في مشاكل السيارات هو الاستمرار باستخدام السيارة وهي فارغة من الماء أو البنزين أو الزيت، وعلى الرغم من أن الحل بسيط جدا لكن بسبب تجاهل تغييرها تحدث تلفيات في السيارات تحتاج لمبالغ طائلة، مؤكدة أن هذا الأمر يمكن أن يفعله الإنسان بنفسه في فناء منزله إذا أراد تعلمه ويصبح الأمر في غاية السهولة.
وتنصح الحجرية الفتيات بالإقدام على تعلم سبب توقف السيارة لتفادي تكراره، فأغلب الأحيان تكون أخطاء بسيطة يوفر تفاديها أموالاً وجهداً كثيراً مثل تغيير الزيت أو وضع الماء.
وحكت الحجرية أن صديقة لها هاتفتها بعدما لاحظت خروج أدخنة من مقدمة سيارة ما اضطرها للوقوف المفاجئ في الطريق السريع والنزول وترك السيارة خوفا من انفجارها، وما كان من الحجرية إلا تهدئتها ونصحها بترك السيارة تهدأ قليلا، ومحاولة فتح غطاء مقدمة السيارة وتزويدها بالماء، ومن ثم تشغيل السيارة، وكان الحل بسيطاً جدا على الرغم من الهلع الذي أصيبت به الصديقة.
وفي الختام قالت: أنصح كل امرأة أن تتعلم أساسيات السيارة ولا تكتفي فقط بالقيادة وأن تتعلم الصيانة الوقائية التي تسهم من تقليل أعطال السيارة، ولكي تستطيع المرأة أن تنجح في هذه المهنة يجب أن تتحلى بالصبر وطول البال.