النمسا لن تشارك في نظام حصص اللاجئين

الحدث الاثنين ٠٧/مارس/٢٠١٦ ٠٠:١٠ ص
النمسا لن تشارك في نظام حصص اللاجئين

فيينا – عواصم – ش – وكالات

قال هانز بيتر دوسكوزيل وزير الدفاع النمساوي في تصريحات نشرتها صحيفة أوستريتش إن بلاده لا تريد المشاركة في نظام توزيع اللاجئين من خلال حصص على الدول الأوروبية لأنها بذلت ما يكفيها في هذا الصدد.
وتنذر التصريحات التي أدلى بها الوزير المنتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي بزيادة التعقيدات التي تواجهها القمة الاستثنائية التي يعقدها الاتحاد الأوروبي مع تركيا اليوم الاثنين لمعالجة أسوأ أزمة لاجئين منذ الحرب العالمية الثانية.
وكانت النمسا تعرضت لانتقادات شديدة من المفوضية الأوروبية وجماعات حقوق الإنسان لفرضها قيودا على أعداد اللاجئين الذين أبدت استعدادها لقبولهم. والنمسا هي المحطة الأخيرة قبل ألمانيا التي تعد الوجهة الرئيسية للمهاجرين الفارين من الحروب والفقر في الشرق الأوسط وغيره.
واستقبلت النمسا التي يبلغ عدد سكانها 8.5 مليون نسمة 90 ألف طلب لجوء في العام الماضي وقلصت العدد هذا العام وفرضت حدودا يومية لعدد الحالات التي تنظر فيها.
ونقلت الصحيفة عن دوسكوزيل قوله "سنقبل... 37500 طالب لجوء هذا العام وحده. والآن الآخرون مطالبون (بالتحرك). لما تأخذ النمسا لاجئون من اليونان؟ هذا سيرسل إشارة خاطئة."
وأكد من جديد مطالبة فيينا بنظام للحصص وقال إن دولا عديدة من الدول التي تتلقى من الاتحاد الأوروبي أكثر مما تساهم به عليها أن تتقبل حصتها لحل الوضع الصعب الذي يواجهه الآلاف على الحدود بين اليونان ومقدونيا.
وفي تقرير منفصل قالت صحيفة إن.زد.زد أم زونتاج السويسرية إن سويسرا ستستقبل 600 طالب لجوء من اليونان ممن سجلوا لدى السلطات اليونانية.
ورغم أن سويسرا ليست عضوا في الاتحاد الأوروبي فقد وافقت الحكومة العام الماضي على قبول 1500 طالب لجوء في إطار برنامج إعادة التوطين الذي ينفذه الاتحاد الأوروبي.

ميركل تهاجم
من جهة اخرى انتقدت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل حزب البديل من أجل ألمانيا المناهض للهجرة قائلة إنه يثير التعصب واستقطاب المجتمع.
وتعكس تصريحات ميركل التي أدلت بها خلال مقابلة مع صحيفة فيلت ام زونتاج الاستياء المتزايد بين أحزاب التيار الرئيسي في ألمانيا وسط دعم شعبي متزايد لحزب البديل من أجل ألمانيا اليميني ومعارضته الشرسة لسياسة اللاجئين التي تنتهجها ميركل.
وتواجه ميركل واحدة من أصعب اختباراتها الانتخابية في ثلاثة انتخابات اقليمية في 13 مارس. ومن المنتظر أن يفوز حزب البديل بنحو 20 في المئة في ولاية ساكسونيا-أنهالت بشرق ألمانيا ويتساوي مع الحزب الديمقراطي الاشتراكي الحاكم في ولاية بادن-فورتمبيرج الواقعة في جنوب غرب ألمانيا وذلك وفقا لمعظم استطلاعات الرأي التي أجريت في الآونة الأخيرة.
وقالت ميركل إن "حزب البديل من أجل ألمانيا ليس حزبا يجمع المجتمع ولا يطرح الحلول الملائمة للمشكلات ولكنه يثير التعصب والاستقطاب."
والانتخابات التي ستجري في ولايات ساكسونيا-أنهالت وبادن-فورتمبيرج وراينلند بالاتينات أول انتخابات في ألمانيا منذ مايو أيار الماضي وستكون بمثابة اختبار للشعور الشعبي بعد وصول أكثر من مليون مهاجر إلى ألمانيا العام الماضي.
وقالت ميركل إن على مسؤولي الحكومة وأحزاب التيار الرئيسي تحدي حزب البديل من أجل ألمانيا في مناظرة عامة بأن ينأوا بأنفسهم بشكل واضح عن موقفه المناهض للهجرة.
ودافعت ميركل عن قرارها بإبقاء حدود ألمانيا مفتوحة رغم تدفق المهاجرين وشددت على حملتها للتوصل إلى حل أوروبي مشترك يتضمن تعزيز الحدود الخارجية للقارة والتعاون مع تركيا لمنع اللاجئين من السفر إلى أوروبا.
وقالت ميركل " لا نستطيع مواجهة هذا التحدي إلا معا."
وقالت ميركل إن الاجتماع الطارئ الذي يعقده الاتحاد الأوروبي مع تركيا يوم الاثنين سيركز على الطريقة التي تخطط بها أنقرة لانفاق ثلاثة مليارات يورو تعهدت بتقديمها الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي كي توقف تدفق المهاجرين إلى أوروبا.
وأضافت إن الزعماء سيناقشون أيضا الطريقة التي يمكن أن تساعد بها الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي اليونان لمواجهة"هذا الموقف الصعب."
وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قد قالت في وقت سابق إن على اليونان الوفاء سريعا بتعهداتها بتوفير المأوى لنحو 50 ألف لاجئ وحثت الاتحاد الأوروبى على مساعدة أثينا فى هذه المهمة. وفى الآونة الأخيرة فرضت النمسا- وهى المحطة الأخيرة لمئات الآلاف من اللاجئين والمهاجرين قبل الوصول لألمانيا- قيودا على الحدود فى إجراء خلف أثرا على بقية الدول الأوروبية وترك عشرات الآلاف من المهاجرين فى أوضاع سيئة باليونان. وقالت ميركل لصحيفة بيلد آم زونتاج الشعبية الألمانية "كان يتعين على اليونان منذ البداية توفير سبل الإعاشة لإيواء 50 ألف لاجئ بنهاية 2015. "الآن يجب التغلب على هذا التأخير بأسرع ما يمكن لأن على الحكومة اليونانية ضمان إعاشة لائقة." وتتعرض ميركل لضغوط لتقليل أعداد الوافدين إلى ألمانيا بعد دخول أكثر من مليون لاجئ إلى البلاد العام الماضي. وقالت ميركل إن بوسع اليونان الاعتماد على مزيد من الدعم من دول أخرى فى الاتحاد الأوروبى. وأضافت "أعرف من خلال محادثاتى مع رئيس الوزراء اليونانى أليكسيس تسيبراس إنه راغب فى تحقيق ذلك.. لكنه يحتاج للمساعدة ولهذا يتعين على الاتحاد الأوروبى دعم اليونان.. وسيفعل ذلك." واعتبرت ميركل أن النمسا ودول البلقان تتحمل قسطا كبيرا من اللوم على تغير موقف اليونان بسبب قراراتها المنفردة بفرض قيود على الحدود.