بتكليف من المقام السامي.. تكريم الفائزين بجائزة السلطان قابوس للإجادة الحرفية

بلادنا الأحد ٠٤/مارس/٢٠١٨ ٠٤:٣٩ ص
بتكليف من المقام السامي.. 

تكريم الفائزين بجائزة السلطان قابوس للإجادة الحرفية

مسقط -
بتكليف سامٍ من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- رعى رئيس مجلس المناقصـات معالي د. رشيـد بن الصافي الحريبي احتفال الهيئة العامة للصناعات الحرفية مساء أمس بتكريم الفائزين بالدورة الخامســة من مسابقة جائزة الســلطان قابوس للإجادة الحرفية، وذلك ضمن احتفالات السلطنة باليوم الحرفي العُماني الخامس عشر بحضور عدد من أصحاب السمو والمعالي، وعدد من المكرمين أعضاء مجلس الدولة وأصحاب السعادة أعضاء مجلس الشـــورى والوكلاء ومسؤولين من القطاعين العام والخاص وبمشاركة من الحرفيين والحرفيات.

وفي تصريح له بهذه المناسبة قال معالي د. رشيد بن الصافي الحريبي: تعكس مسابقة جائزة السلطان قابوس للإجادة الحرفية الاهتمام السامي لمولانا- أعزه الله- بالقيمة الحضارية والوطنية لمنتجات الصناعات الحرفية، كما تؤكد على الرعاية العالية التي يخصها جلالته للحرفيين، إضافة إلى دور المسابقة الريادي في تطوير الصناعات الحرفية المتوارثة بالسلطنة، والتي تعد رمزا يعبر عن موروث زاخر له دلالاته الحضارية، وتترجم المناسبة الغالية ما حققته الهيئة على مدى سنوات إنشائها من نهوض بالصناعات الحرفية بمختلف مجالاتها، حيث قدمت الكثير من الرعاية والدعم والتأهيل والتدريب انطلاقا من التوجيهات السامية لجلالته- حفظه الله ورعاه- النابعة من إيمانه العميق بأهمية الحفاظ على الصناعات الحرفية باعتبارها ركيزة أساسية من ركائز الهوية والثقافة الوطنية.
من جهتها أكدت رئيسة الهيئة العامة للصناعات الحرفية معالي الشيخة عائشة بنت خلفان بن جميل السيابية أن مسابقة جائزة السلطان قابوس للإجادة الحرفية استطاعت أن ترسخ ثقافة الإجادة في القطاع الحرفي مما عزز من فرص الارتقاء بمستوى الصناعات الحرفية ودورها لترجمة غايات استدامة التنمية وأهدافها بما يعزز من توجه السلطنة نحو تنويع مصادر الدخل الوطني وتحقيق أهداف وخطط التنمية الشاملة.
وقالت معالي الشيخة: إن مسابقة جائزة السلطان قابوس للإجادة الحرفية تعزز من رفد القطاع الحرفي بمنتجات ومشاريع حرفية جديدة وذات كفاءة عالية، موضحة أن جهات تحكيم دولية كاليونسكو ومجلس الحرفي العالمي المنظمة الدولية للملكية الفكرية شاركت ضمن مراحل المسابقة وأشادت بمستويات الإجادة الحرفية التي تحققت للصناعات الحرفية العُمانية بما يؤهلها لدور حضاري رائد.
وفي ختام تصريحها قالت معالي الشيخة عائشة السيابية: بهذه المناسبة يسر الهيئة العامة للصناعات الحرفية أن ترفع للمقام السامي أسمى آيات الشُكر والعرفان على الدعم السخي من جلالته- حفظه الله ورعاه- لقطاع الصناعات الحرفية، شاكرين لجلالته- أعزه الله وأبقاه- لفتته الكريمة بتخصيص كأس الإجادة الحرفية للحرفيين العُمانيين المتميزين رافعين أكف التضرع للمولى عز وجل أن يعيد هذه المناسبة وجلالته- أبقاه الله- في أتم الصحة والعافية.

فعاليات متنوعة

وبدأت فعاليات احتفال الهيئة العامة للصناعات الحرفية بتكريم الفائزين بمسابقة جائزة السلطان قابوس للإجادة الحرفية بعزف السلام السلطاني، ثم تخلل الحفل عرض فيلم وثائقي جسد الجهود المبذولة من قبل الهيئة العامة للصناعات الحرفية لتجويد العمل والأداء الحرفي إلى جانب عرض الفيلم لمؤشرات إحصائية متنوعة عن تطور القطاع الحرفي في السلطنة، تلا ذلك تقديم قصيدة شعرية وطنية للشاعر يوسف الكمالي، كما اشتمل الحفل على استعراض موسيقي قدمته الفرقة الفولاذية التابعة للحرس للســلطاني العــماني قدمت فيه معزوفات وطنية وأخرى عالمية.

تكريم الفائزين

بعدها تم تكريم الفائزين بمختلف مجالات مسابقة جائزة السلطان قابوس للإجادة الحرفية وقد حصدت هبة بنت أحمد الرحبية المركز الأول في مجال النسيج واستحقت كأس جلالة السلطان لمسابقة الإجادة الحرفية عن فئة الإنتاج الحرفي، فيما فازت بالمركز الثاني حسنة بنت عبيد الدرعية، فيما حجبت جائزة المركز الثالث، كما فاز مبارك بن خاتم الأبروي بكأس جلالة السلطان لمسابقة الإجادة الحرفية في مجال السعفيات عن فئة الإنتاج الحرفي، فيما نال حسين بن فضيل الدروشي المركز الثاني، وفازت مينة بنت جمعة الكعبية بالمركز الثالث وفاز المر بن حميد الرواحي بالجائزة التشجيعية.
وفي مجال الخشبيات فازت مية بنت سليمان الهنائية بالمركز الأول واستحقت كأس جلالة السلطان لمسابقة الإجادة الحرفية عن فئة الإنتاج الحرفي، فيما فاز سلطان بن سيف البيماني بالمركز الثاني وفاز سلميان بن عبدالله الجهوري بالمركز الثاني مكرر وفاز طلال بن سليم الرزيقي بالمركز الثالث وفاز بالجائزة التشجيعية سعيد بن محمد المجيني.
وفي مجال الصناعات الحديثة فاز أحمد بن عبدالله العلوي بالمركز الثاني وفازت خيار بنت سعيد بن مسلم ثوعار بالمركز الثالث، فيما حُجبت جائزة المركز الأول، وفي مجال المعادن والفضيات فازت بالمركز الأول بدرية بنت هاشل الهنائية واستحقت كأس جلالة السلطان لمسابقة الإجادة الحرفية عن فئة الإنتاج الحرفي وفاز عادل بن أحمد البلوشي بالمركز الثاني وفاز ناصر بن محمد الحضرمي بالمركز الثاني مكرر، فيما نالت بدرية بنت القناص البلوشية المركز الثالث، وفاز طلال بن حمود البلوشي بالجائزة التشجيعية، وفي مجال الفخار والخزف فاز بالمركز الثالث مسلم بن سعيد العبري وحُجبت باقي المراكز.
وحصد مشروع صناعة النسيج الصوفي لصاحبه بدر بن سيف العبري الأول في مجال النسيج واستحق كأس جلالة السلطان لمسابقة الإجادة الحرفية عن فئة المشاريع الحرفية المجيدة، فيما فاز مشروع شذى الإبداع لصاحبه خالد بن سعيد المشايخي بالمركز الثاني وفاز مشروع مؤسسة الدر لصناعة المنتجات الخزفية لصاحبه يوسف بن عبدالله الجهوري بالمركز الثالث.
بعدها تجول معالي الدكتور رئيس مجلس المناقصات راعي الحفل في المعرض المخصص للأعمال المتأهلة لمنافسات المسابقة، وشهدت الدورة الخامسة من مسابقة جائزة السلطان قابوس للإجادة الحرفية نمو التنافس في فئاتها المختلفة بكافة المجالات الحرفية المطورة، وأوضح النمو القياسي لترشح الحرفيين مدى الارتفاع الملحوظ في مستوى الوعي بأهمية المسابقة ودورها التنموي في تطوير وتجويد العمل الحرفي إلى جانب رفع إسهامات مشاريع الإنتاج والاستثمار الحرفي.

فرحة بالجائزة

وعبر الفائزون في مسابقة جائزة السلطان قابوس للإجادة الحرفية في دورتها الخامسة عن فرحتهم بالجائزة معتبرين هذا الفوز حافزا لهم إلى زيادة الإبداع والابتكار في تطوير الصناعات الحرفية والاستفادة من هذا النجاح الذي حققوه في هذه المسابقة في الوصول إلى مساحات أكبر من العطاء والإنتاجية ومتمسكين بمهن الآباء والأجداد وداعين الشباب لضمان استمراريتها أخذين في ذلك الاستفادة من التجارب العالمية في الاعتبار بهدف دمجها في الحرف الوطنية.
حيث قالت الفائزة بكأس جلالة السلطان لمسابقة الإجادة الحرفية في مجال النسيج عن فئة الإنتاج الحرفي هبة بنت أحمد الرحبية: يعد هذا الفوز بالنسبة لي نجاحا في الوصول في عملية الإبداع وحافزا لنا في بذل المزيد من العطاء.
أما الفائز بكأس جلالة السلطان لمسابقة الإجادة الحرفية في مجال السعفيات عن فئة الإنتاج الحرفي مبارك بن خاتم الأبروي فقال: الجائزة التي حصلت عليها وتشرفت بحملها عبارة عن وسام شرف أتقلده ورسالة سامية لزيادة الابتكار وتطوير الصناعات الحرفية للنهوض وجعلها من الأولويات التي تهتم بها السلطنة، وبالتالي علينا أن نواكب كل ما هو جديد في قطاع الصناعات الحرفية، والجائزة بالنسبة لي تمثل دافعا لزيادة الإبداع والابتكار في الحرف ليكون لها أهمية كبرى في عالم الصناعات التقليدية.
وقالت الفائزة بكأس جلالة السلطان لمسابقة الإجادة الحرفية في مجال الخشبيات عن فئة الإنتاج الحرفي مية بنت سليمان الهنائية: سعدت كثيرا بخبر حصولي على جائزة السلطان قابوس للإجادة الحرفية، ويعد هذا الفوز بالنسبة لي وساما لبذل المزيد من العطاء والتفاني في مواصلة طريق الآباء والأجداد والتمسك بمهنهم والمحافظة عليها من خلال العمل الجاد والمثابرة.
أما الفائزة بكأس جلالة السلطان لمسابقة الإجادة الحرفية في مجال المعادن والفضيات عن فئة الإنتاج الحرفي بدرية بنت هاشل الهنائية فقالت: الحمدلله على الفوز الذي يعد لي حافزا كبيرا في السعي إلى تحقيق المزيد من العطاء في تجويد الصناعات الحرفية، لقد سعينا بأن نستفيد من التجارب العالمية في مجال الصناعات الحرفية، وذلك من خلال المشاركات في العديد من الفعاليات والمهرجانات التي تقام على مستوى العالم وهذا ما قامت به الهيئة العامة للصناعات الحرفية في دعم الشباب الممتهن لهذه الحرف، فالزيارات وتبادل الخبرات والمعلومات تجسدت في إبداعاتنا وأفكارنا التي استطعنا من خلالها أن ندمجها في الحرف الوطنية لتنسجم في تطوير الصناعات الحرفية العمانية وتكون منافسا قوية مع الصناعات الأخرى.
فيما قال صاحب مشروع صناعة النسيج الصوفي الفائز بكأس جلالة السلطان لمسابقة الإجادة الحرفية عن المشاريع الحرفية المجيدة بدر بن سيف العبري: الجائزة رســـالة واضحة إلى الشباب العماني في المحافظة على الحرف الوطنية وعدم تركها للآخرين ليغيروا هويتها فالشباب العماني الجاد عليه مسؤولية كبيرة في هذا الجانب.

دعم سام للصناعات الحرفية

ومع تنامي التواصل الحضاري للأمم والشعوب بآفاق الحوار الثقافي الرحب الذي يوسع من دائرة النشاط الإنساني في كل اتجاه، رأت الرؤية الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- بإنشاء مؤسسة للحفاظ على مهن الآباء والأجداد وضمان استمرارية الصناعات والحرف التقليدية، والعمل على مواكبة آخر التطورات والمستجدات التنموية المستدامة في التأهيل والتدريب والإنتاج المهني، وبهذه الرؤية، صدر المرسوم السلطاني رقم (24/2003) القاضي بإنشاء الهيئة العامة للصناعات الحرفية لتكون صرحاً فريداً من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، وقد أرست الهيئة منذ تأسيسها معايير جديدة للإجادة والكفاءة بمختلف مجالات الصناعات الحرفية.

مناسبة تتجدد

وتحتفل السلطنة سنوياً في الثالث من مارس كل عام باليوم الحرفي العُماني بمناسبة ذكرى صدور المرسوم السلطاني الخاص بإنشاء الهيئة العامة للصناعات الحرفية، وشهدت فعاليات الاحتفال باليوم الحرفي العُماني الخامس عشر لهذا العام تنظيم حفل لتوزيع كؤوس حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- ضمن منافسات جائزة مسابقة السلطان قابوس للإجادة الحرفية لعام 2017م /2018م في دورتها الخامسة.

مسابقة جائزة السلطان

قابوس للإجادة الحرفية

وتهدف مسابقة جائزة السلطان قابوس للإجادة الحرفية والتي تنظمها الهيئة العامة للصناعات الحرفية إلى تطوير الأداء والعمل الحرفي سواء في جانب المنتج الحرفي أو المشروع الحرفي إلى جانب الحث على التنافس الإبداعي بين الحرفيين من أجل تشجيع ثقافة ريادة الابتكار والإبداع الحرفي بالسلطنة، حيث تعد هذه المسابقة أحد أوجه الدعم السامي من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- للقطاع الحرفي بهدف غرس روح التنافسية، كما يأتي إدراج المسابقة ضمن مبادرات الهيئة من أجل تطوير الصناعات الحرفية الوطنية وتحفيز الحرفيين وتشجيعهم للاستفادة من الخدمات المتكاملة وتعزيز كفاءة العمل الحرفي من خلال تطبيق المعايير الإبداعية التي تسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

تصميم كأس المسابقة

وقد جاءت فكرة تصميم كأس مسابقة جائزة السلطان قابوس للإجادة الحرفية متميزة، وذلك بهدف إضفاء نوع من اللمسات الحرفية العمانية على المسابقة لتبرز معالم من العمارة العمانية المبتكرة من الإرث والأصالة، كما حقق التصميم نوعاً من التنوع بين الحرفية والحداثة المعمارية المعبرة عن روح العصر فهو مستمد بشكل أساسي من روح العمارة مع تمتعه في ذات الوقت بخصوصية الحرف لتجعل منه أيقونه من أيقونات الهوية العمانية.

جماليات حرفية

وتتمثل الفكرة الأساسية للتصميم باحتواء قاعدة ارتكازه على نقوش وزخارف عمانية مقتبسة من الحزام العلوي لقصر العلم العامر الأمر الذي أضفى على التصميم نوعاً من التفرد الجمالي، كما تضمن متن الكأس جزءا مصغرا من منارة جامع السلطان قابوس الأكبر بولاية بوشر وما تحتويه المنارة من زخرفة متناسقة وبديعة، وذلك بهدف تضمين تقنية استخدام الصروح العمانية المستخدمة في العمارة العمانية مع مراعاة ميزة المنظور المرئي لجمالية الرؤية وهي خاصية التحكم في مدى زاوية الميل والتي استخدمها العمانيون في هندسة بناء القلاع والحصون العمانية، أما الجزء الآخر من متن الكأس فقد احتوى على نقوش مستوحاة من زخارف الرقم في حرفة النسيج العماني من خلال تصميمات ذات وحدات زخرفية بألوان مستوحاة من البيئة العمانية.

تناغم حرفي

أما الجزء العلوي من تصميم كأس المسابقة فهو عبارة عن قبة جامع السلطان قابوس الأكبر وما تمثله قبة الجامع من تناغم واضح ما بين التصميم الهندسي والتقنية الحديثة ويجمع التصـــميم بين تقنية الصروح العمانية الفريدة وبين إبداعات الموروثات الحرفية المطورة، ويجسد تصــميم كأس مســــابقة الســـلطان قابوس للإجادة الحرفية تفرد الصناعات الحرفية الوطنية في تناغم وانسجام متسق مع تقنيات الهندسة العمانية التقليدية كما يتوشح الكأس شعار الهيئة العامة للصناعات الحرفية مصـــنوع من الذهب الخالــص بمفرداته الحرفية ودلالاته العمانية.