الهجمة ضد الأقصى ترتبط بالهيكل المزعوم

الحدث الأحد ٠٦/مارس/٢٠١٦ ٠١:١٠ ص
الهجمة ضد الأقصى ترتبط بالهيكل المزعوم

القدس المحتلة – زكي خليل

أكد الباحث في تاريخ القدس روبين أبو شمسية في تصريح لـ "الشبيبة" إن العديد من الحفريات نفذت أسفل الأقصى منذ القرن التاسع عشر وحتى الآن ولم يعثر على أي أثر للهيكل، ورغم عمليات الحفر الإسرائيلية أسفل المسجد الأقصى المبارك ليل نهار من قبل الجمعيات الاستيطانية في محاولة للعثور على أي اثر يدل على وجود "الهيكل" المزعوم إلا أن الأبحاث الأثرية أثبتت بشكل قطعي أن هذا المكان مكان إسلامي منذ 1400 عام.
وأشار الباحث إلى أن المسجد الأقصى يشهد حالياً هجمة مسعورة بزيارته من قبل المستوطنين، وخاصة المتطرفين منهم الذي يعتقدون أن المسجد الأقصى بني فيه الهيكل الأول أو الثاني، موضحاً أن الغرب يحاول إيجاد ثغرة تاريخية في هذه المسألة تتيح للمسؤولين الإسرائيليين دمغ تاريخ المسجد الأقصى بغير هويته الحقيقية.
ولم يتوقف الاحتلال الإسرائيلي منذ العام 67 عن اجراء الحفريات اسفل الاقصى وحتى يومنا هذا فاول رئيس وزراء للاحتلال ديفيد بن غوريون قال "لا معنى لإسرائيل دون القدس ولا معنى للقدس دون الهيكل".
وعلى بعد نحو مائة متر من المسجد الأقصى المبارك ، في أقصى جهة الغرب من ساحة البراق يتجمع طلاب المعاهد التوراتية والجمعيات الاستيطانية ،حيث مركز ما يسمى بـ (نار التوراة) تنتصب على سقف مبنى من ثماني طبقات مجسم ضخم للهيكل المزعوم.
ومن هناك ترى وتكشف كل نواحي المسجد الأقصى وحائط البراق، وبلدة القدس القديمة والأحياء المحيطة؛ سلوان، الطور، جبل الزيتون، الثوري، جبال القدس، وهضاب وتلال. هناك على سقف مبنى "مركز إيش هتوراة" (نار التوراة) ترى المسجد الأقصى والقدس القديمة كالكرة الصغيرة بين أصابع اليدين.
إنه مشروع ومبنى "نار التوراة" الذي يقترب من المسجد الأقصى رويداً رويداً، بمفاهيم وأفكار توراتية/تلمودية تعمّق وتقرّب فكرة المشروع الصهيوني لبناء الهيكل المزعوم على حساب المسجد الأقصى، في الموقع الواصل أو الفاصل بين حارتي الشرف والمغاربة – هدم الاحتلال الإسرائيلي أغلب مبانيها عام 1967م - يقع مبنى عملاق واسع من ثمانية طوابق وسقف علوي مفتوح؛ مبنى خطير في فحواه، خطير في تشعبه، بل لعلّه من أخطر المراكز في القدس المحتلة وأكثرها قربا من المسجد الأقصى، فعالياته تلتصق حسياً وفكرياً داخل باحات المسجد الأقصى.
ويقول طاقم مركز شؤون القدس والمسجد الأقصى في تقرير شامل انه زار المركز أكثر من مرة خلال الأسابيع والأشهر الأخيرة، وعبر صور وخرائط اطلع عليها خضعت للدراسة والفحص، وتوثيق مسبق للموقع نفسه على مدار سنوات كثيرة، يطّلع العالم على مشروع ومبنى من الأشد خطورة على المسجد الأقصى، إذ يجسد الاحتلال في أبشع صوره هدم للبناء والعمران الإسلامي وحضارته، وبناء على الأنقاض مركز توراتي يمرر الرواية التلمودية ويحاول أن يؤسس لمرحلة بناء الهيكل المزعوم.
ويسلّط المركز الضوء على التفاصيل و"الأهوال" التي يحملها مركز ومشروع "نار التوراة" حاليا وفي المستقبل المنظور، بعد ست سنوات من الافتتاح الرسمي للمركز العالمي "نار التوراة" في 3 كانون الأول 2009، وبعد 15 عاماً من العمل الدؤوب من الهدم والتزييف - هي عمر وفترة بناء "نار التوارة" ( 1994-2009)، وبعد 42 عاماً من فكرة وغرفة التأسيس الصغيرة؛ تمرر وتنظم فعاليات واسعة من هذا المبنى بطابع سياحي توراتي، تقترب شيئاً فشيئا نحو المسجد الأقصى ومحيطه القريب، كلها تمجّد الفكرة اليهودية الأبدية – حسب ادعائهم -، وتوصل الأجيال والأمصار للانتصار لفكرة الهيكل الموعود/المزعوم.
وبحسب التقرير المستند الى الفعاليات في الأشهر الأخيرة ل"مركز نار التوراة" تنظم جولات جماعية منظمة ومنسقة مسبقاً للعائلات والطلاب الثانويين والجنود، زيارة لما يسمى بحارة اليهود - حي الشرف الفلسطيني المصادر والمهدوم، أزقة القدس القديمة وحارة الشرف القريبة من مركز "نار التوراة "، يتم زيارة البيوت والتعرف على ساكنيها اليهود، هم المرشدون عمليا للجولة، يتحدثون عن أنفسهم وكأنهم أصحاب المكان الأصليين، والاستماع اليهم وشروحات عن حياتهم، والتاريخ القديم، الحاضر والمستقبل، والعيش الفريد والخاص داخل هذه الحارة القريبة من المسجد الأقصى ومنطقة البراق والمواقع والوقائع التاريخية التي تتحدث عن تاريخ يهودي في الموقع، تنظم الجولة كل أيام السنة.
ووفق البرنامج المقدم للسياح يجري زيارة مركز الزوار في "ايش هتوراة " نصعد الى السقف، نطّلع على جبل موريا مدينة داوود والقدس نشعر ونلمس معا سحر الشوق الى أرض الأجداد والاباء، نرجع 2000 سنة الى الوراء ونزور مجسم الهيكل، نستشعر الهيكل وعظمته.ومنه إلى قاعة العرض (قاعة المسرح أقامه "كيرك دغلاس") ونشاهد أفلاما ومقاطع فيديو معلوماتية وتفاعلية، قبل لحظات من التوجه إلى حائط البراق نتوجه الى "هيكل القصاصات الورقية – قاعة ورقات الطلبات والدعوات - مذكرات - في أسفل المبنى الأجواء الخاصة، الموسيقى، الهدوء، التصميم الخاص يعطيك شعورا خاصا وتحس بالأجواء الخاصة لزيارة "حائط البراق" ( كل أيام السنة من الاحد الى الخميس) مدة الفعالية: ساعتان، ومخصصة أكثر للمجموعات وجنود قوات الأمن .