مسقط - محمد سليمان
تعد الأسابيع الأولى من الدراسة هي الأصعب سواء للأسرة أو الطالب، وتتباين الأدوار التي ينبغي أن تؤديها كل من الأسرة أو المدرسة لتصب في النهاية لمصلحة الطفل. وقد أكد خبراء تربويون أن الاستعدادات المدرسية لابد أن تبدأ من المنزل، معتبرين أن الآباء يقع عليهم العبء الأكبر في توجيه الأبناء، مشددين على أن العملية التعليمية لابد أن تتخللها أنشطة ترفيهية، مؤكدين على أن ذلك يساهم في تنمية الذكاء الاجتماعي والدراسي لدى الأبناء، خاصة في توقيت تسود فيه التكنولوجيا والوسائط المتعددة جميع نواحي الحياة.
اللبنة الأولى
في البداية، يقول الخبير التربوي د.محمد سعد الله: «التعليم والمتابعة والتواصل المستمر مع المدرسة من الأمور الضرورية في العملية التعليمية، إذ ينعكس ذلك على أداء التلميذ ويساعده أثناء التلقي والتعليم والمتابعات الدراسية، إذ تعدّ الأسرة هي اللبنة الأولى في المجتمع وبدونها لا تستطيع المدرسة إتمام مهماتها على النحو المطلوب، وبالإضافة إلى ذلك لابد أن تكون العملية التعليمية في الدراسة نفسها تعتمد بشكل كبير على الأنشطة الشيقة، وليس النظرية فقط التي تشعر الطلاب بالملل وسوء الفهم».
وأضاف: «الطرق التعليمية الحديثة في التدريس، كشفت أن لها تأثيرا كبيراً على الطلاب، وهناك تجارب عربية متميزة في هذا الإطار، إذ أدخلت فيها المناقشات وحلقات العمل والتجارب الحية، مما يعطي حافزاً للطلاب للتعلم بوسائل مبتكرة غير تقليدية».
وشدد سعد الله على ضرورة توجيه الطلاب وقيادة دفة وصولهم للنجاح عن طريق الآباء، وعدم الانشغال عنهم بالأعمال الأخرى، مما يسبب نتائج سلبية، وعدم الاعتماد على عاملات المنازل في المتابعة والتقييم للطالب.
مراحل التعليم الأساسية
ويقول الخبير التربوي تركي الهنائي: «مع تطور التعليم، باتت هناك حلول تعليمية للمدارس، خاصة فيما يتعلق بالنواحي العملية مثل المختبرات ومعامل الوسائط المتعددة، وبجانب الطرق الحديثة يبقى الدور الأهم والأكبر هو الأسرة، إذ تمثل مراحل التعليم المختلفة، عملية تكاملية بين الأسرة والمدرسة والطالب، لابد أن يعي فيها كل الأطراف واجباتهم وحقوقهم.
ويضيف: «هناك دور يلعبه القطاع الخاص أيضاً في هذا الإطار يتمثل في تقديم الوسائل الحديثة والمبتكرة لكي يصل الطالب إلى أكبر قدر من الاستفادة».
واختتم الهنائي حديثه بالقول: «مراحل التعليم المختلفة، وبخاصة الأساسية، تشكل وعي الطفل في مراحله الأولى، والدراسات تشير إلى أنه كلما كانت ممزوجة بالأنشطة والترفيه كلما تركت أثراً أكثر إيجابية في نفوس الأطفال مستقبلاً، وينعكس ذلك في النهاية على المجتمع بشكل عام».
القدرات الذهنية
وتقول المتخصصة في المجال التعليمي ميساء المزروعية: «مع دخول المدارس، فهناك طرفان فاعلان في العملية التعليمية، أولاً المدرسة والتي تهيئ التوقيت وتفاصيل العملية التعليمية مع فتح أبواب التسجيل، والطرف الآخر وهو ولي الأمر ويقع عليه الدور الأكبر في اختيار المدرسة التي تناسب أطفاله من ناحية التعليم والقدرات، خاصة وأن لكل طالب قدرات ذهنية لا تتناسب مع الآخر».
وأضافت المزروعية: «لابد أن يدرك الآباء أن طرق التعليم اختلفت عن التي كانت موجودة في عصرهم، إذ لم يعد الطالب يعتمد على الكتاب فقط، وإنما بات للتكنولوجيا أثرها الكبير، وبات يعتمد عليها في تعليمه بصورة أكبر. إلى جانب ذلك يبقى دور الأسرة التي عليها أن تتابع كل ما يتعلق بالطفل والطريقة التي تؤثر في قدراته بشكل أكبر».
دور أكبر
أما محمود الضامري الذي يعمل في مجال التعليم فيقول: «اهتمت وزارة التربية والتعليم في السلطنة بالجانب التربوي، إذ يسبـــق الجانب التعليمي، ويبدأ عادة مـــن البيئة المحيطة في المنزل، إذ يتلقى الطفل خبراته الدينية والاجتماعية والتربوية، عندما تكون لدى الأسرة رؤية صحيحة في كيفية تربية أبنائها وإنشائهم».
وأضاف: «مع دخول وسائل التواصل الاجتماعي والتقنيات الحديثة، تغيرت القواعد التقليدية في التعليم وباتت هناك عناصر أخرى لابد من وضعها في الاعتبار سواء من قبل الأسرة أو المدرسة من بينها الاعتماد على الأنشطة العملية التجريبية، وعدم ترك الطفل في المناهج النظرية لوقت طويل دون مزجه بالتجارب العملية».