
مسقط - العمانية
جددت زيارة رئيس وزراء جمهورية الهند شري ناريندرا مودي للسلطنة علاقات راسخة بين البلدين الصديقين، تمتد أواصرها إلى قرون خلت، وتتخذ أبعاداً استراتيجية متنامية.
وتوّجت الزيارة باستقبال حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن ســــعيد المعظم- حفظــه الله ورعـــاه، في بيت البركة، دولة رئيس الوزراء الضيف، واســتعراضـــه- أيــــده الله- تعـزيـز التــعاون المشترك بما يلبي تطلعات البلـــدين الصـديقين.
وقال بيان مشترك حول الزيارة، التي اســــتغرقت يوميــــــن، إنهــــا «تأتي تتويجًا للعــــلاقـــات التاريخــــية والاســـتراتيجية المتنامية بين البلدين الصديقين، وتلبية لــــدعــــوة كريمــــة من لـــدن حضــــرة صــاحــب الجلالة».
وأشاد البيان بعلاقات الدولتين، واصفاً إياها بـ «التاريخــــية»، و«الضاربة في أعمـــاق التاريخ».
وأشار البيان إلى جلسة المباحثات العُمانية - الهندية، التي عقدت في مقر مجلس الوزراء، حيث ترأس الجانب العُماني فيها صاحب السمو السيد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، ومن الجانب الهندي دولة ناريندرا مودي.
وتناولت المباحثات، التي حضرها كبار المسؤولين، وسائل تفعيل أوجه التعاون الثنائي، خاصة في المجالات الاقتصادية والثقافية والاتصالات وتقنية المعلومات، ومشاريع الطاقة والموارد المعدنية، والنقل والمرافق الإنشائية، والصحة، والتعليم العالي والبحث العلمي.
كما زار صاحب السمو السيد أسعد بن طارق آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي، والممثل الخاص لجلالة السلطان، الضيف الهندي في مقر إقامته، واستعرض وإياه العلاقات الثنائية الطيبة، وآفاق التعاون بين البلدين.
وكذلك، رحب البيان بتوقيع البلدين عدداً من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، التي من شأنها تعزيز التعاون الثنائي، وسط ارتياح عميق لمستوى العلاقات في مختلف المجالات.
ولفت البيان إلى اتفاق السلطنة والهند على توسيع التعاون الأمني والعسكري الوثيق، ليشمل مجالات «الفضاء»، و«الأمن السيبراني»، و«أمن الطاقة»، و«الطاقة المتجددة»، و«الأمن الغذائي».
وعكس البيان إدراك الدولتين لمسؤوليتهما المشتركة إزاء دعم الأمن والسلم الإقليميين، وأهمية تعزيز التعاون الاستراتيجي، فيما أعرب الضيف - بحسب البيان - عن تقديره للدعم المقدم من أجهزة الأمن العُمانية في بعض القضايا الأمنية التي تهم الهند.
ونقل البيان ارتياح البلدين لتوقيع ملحق مذكرة التفاهم الخاص بشأن التعاون العسكري بين وزارتي الدفاع، الهادفة لتقديم التسهيلات لزيارة السفن العسكرية الهندية لميناء الدقم.
وأكدت الدولتان على أهمية عملية التحول الجارية في اقتصاداتهما، وضرورة تعزيز التجارة والاستثمار.
وأعرب الضيف - وفق البيان - عن إعجابه بالجهود والخطط التي تبذلها السلطنة لتنويع الاقتصاد، ورحب بدعوة الشركات الهندية للاستثمار في المناطق الاقتصادية الخاصة بالسلطنة، بما فيها مناطق الدقم وصحار وصلالة.
وأطلع حضرة صاحب الجلالة- حفظه الله ورعاه- الضيف على مبادرة السلطنة الخاصة بإنشاء احتياطاتها الاستراتيجية من النفط في «رأس مركز»، بالقرب من الدقم، واتفق الجانبان على وجود مجال واسع للتعاون المشترك في بناء الاحتياطات النفطية الاستراتيجية.
ودعا رئيس وزراء الهند - بحسب البيان - صناديق الثروة السيادية العُمانية للاستثمار في الهند، فيما أعرب الجانبان عن التزامهما بتشجيع الاستثمار المتبادل، على أن يكون صندوق الاستثمار المشترك العُماني - الهندي آلية مهمة لجمع الأموال للاستثمارات المتبادلة.
وكان الضيف، والوفد المرافق، قد التقى رجال أعمال عُمانيين، واستعرض- وإياهم- الفرص الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، وسبل تعزيز التعاون الثنائي وزيادة حجم الاستثمارات.
وغادر الضيف، والوفد المرافق، السلطنة أمس، منهياً زيارة استغرقت يومين، وكان في وداعه معالي وزير النفط والغاز (رئيس بعثة الشرف المرافقة لدولة الضيف)، وعدد من المسؤولين.