السلطنة تحتفل باليوم الحرفي العماني

بلادنا الخميس ٠٣/مارس/٢٠١٦ ٠٠:٥٥ ص
السلطنة تحتفل باليوم الحرفي العماني

مسقط -

تحتفل الهيئة العامة للصناعات الحرفية باليوم الحرفي العماني في الثالث من مارس من كل عام تأكيداً على النهج السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - بضرورة الاهتمام بموروثات المجتمع وأهمية التطوير والتحديث والذي يقوم على أساس احترام مهن الآباء والأجداد والحفاظ على الهوية الوطنية للبلاد.

ويأتي احتفال الهيئة اليوم تأكيدا على أهمية دور الحرفي ومساهمته في مسيرة التنمية الشاملة من خلال التركيز على المحاور الهادفة إلى تأسيس المشاريع الحرفية بالإضافة إلى دعم ورعاية الحرفيين وتأهيلهم في مختلف مجالات التصميم والتطوير والإنتاج الحرفي، مع إتاحة الفرص لرواد الأعمال من الحرفيين للالتحاق بسوق العمل.

ويعد اليوم الحرفي العماني مناسبة وطنية يتم فيها تكريم الحرفيين إلى جانب التعريف بما تحقق للقطاع الحرفي في السلطنة من مشاريع وإنجازات، كما تؤكد المناسبة قيمة الأداء والعمل الحرفي، وفي هذا الإطار تعمل الهيئة على وضع آليات لتطوير وحماية الحرف إلى جانب تنفيذ العديد من المبادرات التي تركز على تأهيل وتنمية مهارات الحرفيين وتدفع بمسيرة القطاع الحرفي.

التدريب والتأهيل الحرفي

تولي الهيئة العامة للصناعات الحرفية اهتماما كبيرا بالتدريب والتأهيل الحرفي، حيث تقوم بتنفيذ العديد من البرامج في مراكز التدريب والإنتاج التابعة للهيئة وفي أماكن التجمعات الحرفية بالتعاون مع العديد من الجهات الأخرى حيث تعمل الهيئة على دعم قطاع الصناعات الحرفية من خلال رفده بقدرات وطاقات حرفية وطنية قادرة على خلق منتج حرفي محلي ومطور إلى جانب تحديث الموروثات الحرفية ورفع مستوى جودة المنتج الحرفي العُماني وفي هذا الإطار نفذت الهيئة مجموعة متكاملة من البرامج التدريبية والتأهيلية على المستوى الزمني المتوسط والذي يمد على مدى سنتين إلى جانب تنفيذ برامج أخرى تختص بالتأهيل القصير المدى وتختلف فتراتها الزمنية بحسب أساسيات الحرفة، وتكمن أهمية المشاريع التدريبية والتأهيلية الجاري تنفيذها حالياً في ارتباطها بخطط إنتاجية مباشرة للحرفيين بهدف الاستفادة من مخرجات الإنتاج وتوظيفها ضمن إستراتيجية الاستثمار والترويج الحرفي مع الاعتماد على خطة مستقبلية متعلقة بتطوير الحرف على منهجية الابتكار.

ويعد برنامج السعفيات من البرامج التي تلقى رواجا كبيرا في الأوساط الحرفية إلى جانب برامج الفضيات والفخار والخشبيات حيث تقوم تلك البرامج على تدريب الحرفيين على أساسيات الحرفة وإخراج التصاميم المطورة من منتجاتها إلى جانب توليفها وربطها بالحرف الأخرى لصناعة منتجات مبتكرة ترضي الذوق العام وتتلخص أهداف تلك البرامج في تنويع مصادر الدخل وتنمية المهارات الحرفية وإيجاد فئات منتجة في المجتمع تساهم في نقل الحرفة إلى الأجيال الشابة من خلال توسيع قاعدة المشاريع الحرفية التي تعنى بالحرف لإنشاء كيان مستقل للقطاع الحرفي ذي طابع عماني متميز بالجودة العالية وقابلية التسويق خارجيا وداخليا.

منشآت حرفية خدمية

اهتمت الهيئة العامة للصناعات الحرفية بتهيئة البيئة المحفزة للعمل الحرفي من خلال إنشائها للعديد من المراكز الحرفية بهدف تطوير مستويات الإنتاجية لدى الحرفيين وتدريبهم وفق معايير عالمية معتمدة في التدريب باستخدام أحدث أنواع الأجهزة والمعدات في أماكن خاصة تشجع على زيادة الإنتاج. ويعد مشروع مركز الصناعات الحرفية في خصب من المشاريع الحرفية الداعمة لبرامج التدريب والإنتاج الحرفي حيث من المؤمل أن يسهم المشروع بصورة فاعلة في رفع الكفاءة الحرفية والمهنية للحرفيين بولايات محافظة مسندم وذلك عبر تدشين مجموعة متنوعة من البرامج والمبادرات المتكاملة والتي تتعلق بتنمية الطاقات الحرفية المحلية وتعزز من مواهب الابتكار والإبداع الحرفي لدى المنتسبين للقطاع الحرفي والمقيدين ضمن قاعدة السجل الحرفي للهيئة.

تزايد أعداد الحرفيين

وتأتي الهيئة في صدارة المؤسسات الحكومية السبّاقة في تلبية حاجات الحرفي عبر الاعتماد على نظرة استشرافية تعالج الاحتياجات المستقبلية للقطاع الحرفي، لذلك شكلت برامج الدعم الحرفي وبرامج التدريب والتأهيل الحرفي وزيادة الاهتمام بالمشاريع الحرفية وإنشائها وتنفيذ برامج لرعاية الحرفيين بمختلف ولايات السلطنة إلى جانب تدشين منافذ تسويقية حرفية مساندة وتهيئة مواقع بيئات الحرف لتكون حافزا ودافعا كبيرا في ارتفاع وتزايد أعداد الحرفيين الملتحقين بالقطاع الحرفي والمسجلين ضمن السجل الحرفي بالإضافة إلى تبني مبادرات خلاقة للنهوض بالقطاع الحرفي ورفع كفاءة الوضع الاقتصادي والاجتماعي للحرفيين.

مشاريع حرفية

تشكل المشاريع الحرفية ارتكازاً محورياً ومسانداً لرفع حجم نمو الإنتاج المحلي من الحرف، ومثلما تأتي ضرورة النهوض بالقطاع من خلال غرس ثقافة الابتكار لدى الجيل الناشئ من الحرفيين باعتبارهم المحرك الأساسي لإنتاجية التطوير والريادة، شهدت الفترة الفائتة تزايدا في أعداد المشاريع الحرفية التي تدعمها وترعاها الهيئة من خلال تدريب وتأهيل الحرفيين بالإضافة إلى تأمين الاستشارات الفنية والتصميمية لخطوط الإنتاج والتي طرأت عليها العديد من مراحل التحديث والتطوير من خلال تزويد الحرفيين بنماذج حرفية تستند على الهوية الوطنية وتتوازن مع الملامح التسويقية والترويجية العصرية.
وعلى مدى السنوات الفائتة من إنشاء الهيئة تنوعت مبادرات والمشاريع المنفذة بهدف تجويد القطاع الحرفي إلى جانب القدرة على إنتاج حرف عُمانية مطورة ومواكبة للحداثة وإيجاد تنافسية معززة لاستقطاب الطاقات الوطنية الشابة.
وتمثل بيوت الحرفي العُماني من أهم المشاريع الاستثمارية التي تقدمها الهيئة للحرفيين وتعتبر أنموذجا قياسيا يمثل المشاريع الحرفية المجيدة فالبيت الحرفي عبارة عن استثمار مجتمعي بين الهيئة والحرفيين في الولايات وهو ما يمثل الترجمة الصادقة لقدرة الحرفيين على الاستمرارية والاستقرار في الإنتاج والربح، وقد عززت الهيئة الخريطة الترويجية والاستثمارية للصناعات الحرفية بافتتاح بيوت حرفية أخرى مثل البيت الحرفي العماني في ولاية بوشر وولاية السيب إضافة إلى ولاية سمائل كما سيتم تدشين عدد من المنافذ والأركان التسويقية والتي تمثل منصات تساهم في التعريف بالمنتج الحرفي المحلي وقد استطاعت الهيئة أن تحقق نموا في حجم مبيعات منتجات بيوت الحرفي العُماني.

برامج توعوية

وتحرص الهيئة على تنفيذ عدد من البرامج التوعوية بهدف نشر ثقافة ريادة التطوير والابتكار لدى الحرفيين إلى جانب العمل على الرقي بالمشاريع الحرفية القائمة حالياً حيث إن تأسيس المشاريع الحرفية لا يقتصر على الحرفيين المنتسبين للهيئة فحسب وإنما يستهدف تجسير العديد من الطاقات الوطنية الريادية للانضمام إلى قطاع الصناعات الحرفية باعتباره من القطاعات الواعدة في النمو.

وفيما يتعلق بالإجراءات المعتمدة لإنشاء المشاريع الحرفية قامت الهيئة بتبسيطها إلكترونيا وذلك مواكبة للتحول الرقمي لمختلف المؤسسات الحكومية حيث أصبح بإمكان الراغبين في تأسيس مشاريعهم زيارة الموقع الإلكتروني للهيئة على شبكة المعلومات العالمية «الإنترنت» واستكمال الاشتراطات المنظمة للعمل الحرفي في السلطنة بحسب بنود اللوائح والتشريعات في هذا المجال، وهذا ما أتاح لغير المنتسبين للهيئة تأسيس مشاريعهم الحرفية.

تعزيز الوجود المجتمعي

حرصت الهيئة على المشاركة في مختلف الفعاليات والمهرجانات التي أقيمت في السلطنة لتوعية وتثقيف وتعريف الزوار بطرق تطوير وتحديث الصناعات الحرفية وكيفية المحافظة عليها من خلال تنفيذ العديد من البرامج والفعاليات التدريبية والتوعوية والتسويقية التي تضمن استمراريتها جيلاً بعد جيل والمحافظة عليها إلى جانب العمل على تطويرها، بالإضافة إلى إبراز دور الهيئة في تطوير وبحث آليات الجودة والتسويق للمنتجات الحرفية وتقديم الدعم والرعاية للحرفيين والمتمثل في التدريب والتطوير، حيث تأتي مشاركة الهيئة في مهرجان مسقط ومعرض الكتاب بالإضافة إلى العديد من المعارض في ولايات ومحافظات السلطنة المختلفة لتقوم بدور تثقيفي وتوعوي يسلط الضوء على موروثاتنا الحرفية ويقدم معلومات متكاملة عنها.
كما جاء تنظيم الهيئة للمهرجان الحرفي الثاني تأكيدا على قيم التواصل بين الهيئة ومختلف شرائح المجتمع والذي استطاعت الهيئة من تحقيقه عبر التواصل المجتمعي التي تستهدف بناء قنوات من المعرفة والإثراء الحرفي حيث تم خلال المهرجان الحرفي الثاني عرض أبرز الحرف المطورة في مجالات المشغولات الفضية والصناعات النسيجية بأنواعها القطنية والصوفية، والفضيات، والفخار، والصناعات الجلدية، والمقطرات العطرية والبخور، والنحاسيات، والصناعات الحريرية، والتحف والأدوات المنزلية، وصناعة المجوهرات والإكسسوارات، والتحف المستفادة من بقايا قشرة النارجيل بالإضافة إلى منتجات النحت على العظام.

جائزة السلطان قابوس للإجادة الحرفية

تعكس مسابقة جائزة السلطان قابوس للإجادة الحرفية الاهتمام السامي لمولانا - حفظه الله ورعاه - بالقيمة الحضارية والوطنية لمنتجات الصناعات الحرفية، كما تؤكد على الرعاية العالية التي يخصها جلالته للحرفيين، إضافة إلى دور المسابقة الريادي في تطوير الصناعات الحرفية المتوارثة بالسلطنة والتي تعد رمزا يعبر عن موروث له دلالاته الحضارية، حيث تسهم المسابقة في تشجيع المشاريع الحرفية المجيدة على زيادة كفاءة الأداء في العمل الحرفي، وشهدت الأعمال المتنافسة ضمن النسخة الثالثة من المسابقة تحقيق مستوى قياسي في مجال الإنتاج الحرفي أو في مجال المشاريع الحرفية.

وقد بلغ عدد الحرفيين المشاركين في مسابقة السلطان قابوس للإجادة الحرفية في دورتها الرابعة العام الفائت (834) حرفيا في فئة المنتج الحرفي بمجالات النسيجيات والفضيات والخزفيات والخشبيات تأهل منهم ضمن منافسات المسابقة (79) حرفيا فاز منهم (11) حرفيا، فيما بلغ عدد المؤسسات التي شاركت بفئة المشاريع الحرفية المتأهلة ضمن منافسات المسابقة (12) مشروعا فاز منها (3) مشاريع حرفية.

المعارض الخارجية

وفي إطار التعريف بالتجربة الرائدة للسلطنة في النهوض بالقطاع الحرفي والمحافظة على الموروثات الحرفية التي تعبر عن الهوية الحضارية والثقافية للمجتمع عبر إبراز المبادرات الحرفية المتكاملة بهدف تحقيق آفاق من التعاون والعمل المشترك فيما يتعلق بحماية الصناعات الحرفية بين السلطنة ومختلف دول العالم ومن أجل تعزيز الحوار العالمي بين مختلف الأمم والحضارات، شاركت الهيئة في العديد من المعارض الدولية التي أقيمت في مختلف دول العالم مثل معرض بوردو الدولي بفرنسا ومعرض بنديك بتركيا، إلى جانب مشاركة الهيئة في فعاليات الأيام الثقافية العمانية في البرازيل واليوم العالمي للصناعات الحرفية بإيران والمعرض السنوي الأول للحرف اليدوية لدول مجلس التعاون بقطر، حيث أتاحت تلك المشاركات فرصة لتعريف شعوب العالم بالموروثات الحرفية العمانية وكذلك تبادل الخبرات والاستفادة من التجارب العالمية الرائدة في المجال الحرفي.

تعد الهيئة العامة للصناعات الحرفية من المؤسسات الحكومية التي دعمت استراتيجيات ومبادرات مجتمع عمان الرقمي نحو بناء الحكومة الإلكترونية فقامت بتطوير خدماتها على الشبكة العالمية للمعلومات (الإنترنت) من خلال موقعها الإلكتروني حيث تقدم الهيئة العديد من الخدمات والمشاريع الإلكترونية المصممة للحرفيين والمستثمرين في القطاع الحرفي العُماني مثل برنامج الحرف والحرفيين الإلكتروني حيث يعمل البرنامج على تعزيز برامج التخطيط والتطوير الحرفي كما يقدم البرنامج الإلكتروني معلومات متكاملة عن الصناعات الحرفية بالإضافة إلى بيانات إحصائية عن القطاع الحرفي.

وتمثل قواعد بيانات الحرف والحرفيين ركيزة أساسية لمتابعة مختلف مشاريع الهيئة في تنفيذ برامج الدعم والرعاية الحرفية للحرفيين. وقد قطعت الهيئة شوطا كبيرا في تحسين جودة وسرعة خدماتها من خلال خدمة (الأوت لوك) التي تربط موظفي الهيئة بشبكة واحدة تسهل التواصل فيما بينهم لإنجاز المعاملات والخدمات إلى جانب قيامها بإنشاء حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي تسهل من التواصل مع الجمهور في وقت قياسي دون حدود أو قيود.

الخدمات الإلكترونية