الانتحاريات وأطفال الموت استراتيجية داعش الجديدة

الحدث الخميس ٠٣/مارس/٢٠١٦ ٠٠:٤٠ ص

لندن – عواصم

قالت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية إن تنظيم داعش بدأ يستخدم المقاتلات والانتحاريات للمرة الأولى في إشارة لتغير استراتيجيتهم المتعارف عليها، ونقلت عن صحيفة «التايمز» البريطانية أن 7 مقاتلات على الأقل ألقي القبض عليهن، بينما قُتلت ثلاث الأسبوع الفائت في ليبيا، وحاولت إحدى المقاتلات تفجير نفسها.

وأوضحت الصحيفة أن الهجمات تظهر استخدام التنظيم للنساء في القتال للمرة الأولى، ففي سوريا والعراق، اقتصر دور النساء على أعمال غير قتالية.

وقالت «الإندبندنت» إن كتيبة الخنساء المكونة من نساء فقط في الرقة والموصل، تعمل على ضمان تغطية النسوة لأجسادهن بالكامل، عندما يخرجن وأن يكنّ بصحبة رجال، بل يفرضون عقوبات على أولئك الذين لا يلتزمون بالسلوكيات التي يفرضها التنظيم

وقالت امرأة، كانت بين صفوف الكتيبة وفرّت إلى تركيا، إن النسوة اللاتي حاولن الفرار عوقبن بالجلد 60 جلدة، بينما تعاقب من لا ترتدي الزي الإسلامي الصحيح كما يراه التنظيم 40 جلدة.

أطفال للموت

من جهتها قالت صحيفة «الجارديان» البريطانية إن تحليلا جديدا أجراه باحثون أمريكيون قد وجد أن تنظيم داعش يرسل الأطفال والمراهقين إلى المعركة وكمفجرين انتحاريين بمعدل غير مسبوق.

وبدراسة الإعلان عن موت 89 من الأطفال والشباب التابعين لداعش على تويتر وتطبيق الاتصالات المشفرة « تليجرام» وجدت، الدراسة التي أجرتها جامعة جورجيا أن القُصّر يحملون حوالي 14 جنسية، وأن حوالي ثلثيهم تتراوح أعمارهم بين الثانية عشرة والسادسة عشرة.

وفقا للتحليل الذي امتد منذ بداية العام 2015 وحتى نهاية يناير الفائت، تضاعف معدل الوفاة لهؤلاء الذين تقدر أعمارهم بثمانية عشر عاما أو أقل ممن يتم استخدامهم من قبل داعش. وبشكل عام، فإن 39% منهم تم استخدامهم في قيادة السيارات أو الشاحنات المحملة بالمتفجرات إلى العدو، بينما مات 33% كجنود معركة. وكان هناك ثلاث أضعاف العمليات الانتحارية التي يتم استخدام الأطفال والشباب فيها في يناير 2016 مقارنة بيناير العام الفائت، حسبما وجد الباحثون.

وقال التقرير إن داعش دافع بشدة عن حشد الأطفال على نطاق نادرا ما ارتبط حتى بجماعات التطرف العنيفة، مما يشير إلى مخاوف تنظيمية فاقت بكثير فوائد الدعاية على المدى القصير. وقال مؤلف الدراسة تشارلي وينتر إن ما أدهشه أن داعش لم يستخدم الأطفال بطريقة تختلف عن الجنود الكبار. وأن الطريقة التي يستخدم بها الأطفال غير مسبوقة.

تهديد مدريد

على صعيد ذي صلة قالت صحيفة الكونفيدينثيال الإسبانية أن تنظيم داعش أرسل تهديدا جديدا للحكومة الإسبانية بأنهم سيعملون على استعادة الأندلس لحكمهم، وتضمنت الرسالة التهديدية خريطة لتقسيم البلاد في عهد المرابطين في القرن الـ 11، وهذه الخريطة تتضمن ممتلكات المسلمين في شبه «الجزيرة الايبرية» فى ذلك الوقت، وهذه الخريطة اعتبروها إثباتا على تبعية إسبانيا للمسلمين وليس للمسيحيين.

وقالت الصحيفة إنه اعتمادا على رؤية معينة نابعة من داعش فإن إسبانيا احتلت من قبل ملك الصليبين ألفونسو السادس الذي فرض على السكان المسلمين نظام العبودية، ونصب نفسه ملك الإمبراطورية الكاثوليكية وتابع الضغط العسكري على المسلمين.

وطلبت ملوك الطوائف من إشبيلية وغرناطة والميريا من أمير المرابطين يوسف بن تاسوفين عبور المضيق من أفريقيا واستعادة البر الرئيسي، وهذه الخريطة تبين التقدم والإنجازات التي حققتها قوات المرابطين ضد المدن التي كانت تحت الحكم الكاثوليكي، وأخيرا عادت تحت سيطرة المسلمين، ولكن ما حدث بعد ذلك هو احتلال الصليبيين للجزيرة مرة أخرى مما جعل داعش تكشف عن تهديداتها في أواخر يناير من أن إسبانيا ستدفع ثمنا باهظا لطرد المسلمين من الأندلس.

إرهاب إلكتروني

ويعمل خبراء الإنترنت داخل الولايات المتحدة هذه الفترة على شن هجمات إلكترونية شرسة ضد تنظيم داعش في محاولة لتعطيل قدرة الجماعة على استخدام شبكة الإنترنت لنشر الدعاية والأفكار المتطرفة وتجنيد مزيد من الشباب في العالم الغربي للانضمام لصفوفهم والقيام بعمليات انتحارية، ووفقا لمسؤولين أمريكيين فخلال الفترة الفائتة تم تكثيف الجهود بشكل من قبل مجموعة Cyber Command بالولايات المتحدة الأمريكية، وذكرت وكالة «أسوشيتد برس» أنه وفقا لمقربين من العملية فإن الهجمات الإلكترونية الحالية لا تهدف لاختبار الطرق لمواجهة داعش إلكترونيا ولكنها حرب حقيقية تعمل على الحد من وصولهم للشباب من خلال الإنترنت.

وذكر تقرير بريطاني أنه في الوقت الذي يتم رفض مناقشة تفاصيل محددة حول الحرب الإلكترونية ضد داعش وقال المسؤولون إن الهجمات ستشمل خططا لمنع انتشار توزيع الفيديو والصور على مواقع مثل فيس بوك وتويتر، وهجمات أخرى ستعمل على الحد من القيام بعمل إجراء المعاملات المالية واللوجستية على الإنترنت.

وتأتي هذه الأنباء بعد اجتماع عقد في 27 يناير الفائت بين قادة الاستخبارات، ووزير الدفاع الأمريكي «اشتون كارتر» والجنرال «جوزيف دانفورد» وكشف مسؤولون مقربون أنه تم الاتفاق على أن المجموعة التي تم إنشاؤها أول مرة في العام 2010 ستركز اهتمامها هذه الفترة على محاربة جماعة داعش الإرهابية وستصبح أكثر عدوانية تجاه نشاط أنصارها على الإنترنت. في الآونة الأخيرة، طلبت إدارة أوباما مساعدة من شركات التكنولوجيا ووسائل الإعلام الاجتماعية الرئيسية بما في ذلك فيس بوك وتويتر، سناب شات، ومايكروسوفت في القيام بحملة كبيرة على نشاط داعش على الانترنت.
وتعزيزا للجهود الخاصة بمواجهة تنظيم داعش الإرهابى على الإنترنت، تعمل إدارة أوباما حاليا على «فريق الأحلام» الذي يجمع عمالقة التكنولوجيا حول العالم لمحاربة الجماعة الإرهابية على الإنترنت، وفي لقاء أجري فى وزارة العدل مؤخرا عرض المسؤولون التنفيذيون فى شركات آبل، وتويتر، وسناب شات، وفيس بوك، عرضوا قدراتهم التي يمكن أن يساعدوا بها لمكافحة انتشار رسائل داعش على المواقع المختلفة، وفقا لمصدر مطلع على الاجتماع، وقال «نيك راسموسن» مدير المركز القومى لمكافحة الإرهاب إن المجموعة تخطو خطوات جيدة في مكافحة داعش على وسائل الإعلام الاجتماعية، وخلال الفترة الفائتة تم اتخاذ خطوات مهمة ضد أنصار الجماعة الأكثر عدوانية في العالم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهو أمر جيد للغاية. فريق الأحلام التكنولوجي لمواجهة داعش أظهر جدول أعمال الدورة الذي حصلت عليها شبكة CNN الأمريكية أن فريق الأحلام يضم حوالي خمسين شركة تكنولوجية جنبا إلى جنب مع وكالات حكومة الولايات المتحدة، بما في ذلك وزارة العدل ومجلس الأمن القومي ووزارة الخارجية وليس هذا فقط بل المجموعة تشمل أيضا السفارة البريطانية، ويضم جدول الأعمال جلسات مخصصة لعرض شركات التكنولوجيا استراتيجيات منع انتشار رسائل داعش على المواقع، ووضع خطط لمواجهة الدعاية الإرهابية والمتعاطفين معها. من الجدير بالذكر أنه خلال شهر يناير الفائت قامت الإدارة الأمريكية بزيارة وادي السليكون في محاولة للضغط على منع داعش من استخدام منصات وسائل الإعلام الاجتماعية الشعبية لتجنيد الإرهابيين.