العفو الدولية تطالب اوروبا بحل ازمة اللاجئين

الحدث الخميس ٠٣/مارس/٢٠١٦ ٠٠:٣٥ ص

برلين – ش

طالبت منظمة العفو الدولية دول الاتحاد الأوروبي بتصرف سريع في قضية اللاجئين في ظل تقطع السبل بآلاف اللاجئين في اليونان.
وقالت الأمينة العامة لفرع المنظمة في ألمانيا، زيلمين كاليسكان، في تصريحات لصحيفة "نويه أوسنابروكر تسايتونج" الألمانية الصادرة امس الأربعاء: "لا أعلم ماذا تنتظر دول الاتحاد الأوروبي - إلى أي مدى من المفترض أن يتفاقم الوضع؟".
وطالبت كاليسكان الدول الأعضاء في الاتحاد بتطبيق الاتفاقات المبرمة، وقالت: "هناك في النهاية قرار يعود إلى الخريف الماضي، والذي ينص على إعادة توزيع 160 ألف لاجئ من اليونان وإيطاليا"، مضيفة أن هذا القرار لم يطبق حتى الآن سوى على 598 لاجئا، وقالت: "هذه مجرد نقطة ماء على حجر ساخن".
وأكدت كاليسكان ضرورة إعطاء الأولوية لمسألة إعادة توزيع اللاجئين، وقالت: "يتعين الإسراع في تطبيق الأمر لمساعدة اليونان".
من جانب اخر طالب المستشار النمساوي فيرنر فايمان ألمانيا باستقبال مباشر للاجئين من اليونان أو دول مجاورة لسورية.
وقال فايمان في تصريحات لصحيفة "كورير" النمساوية الصادرة امس الأربعاء: "يتعين تحديد حصة يومية يتم على أساسها جلب لاجئين بشكل مباشر من اليونان أو تركيا أو الأردن إلى ألمانيا".
واقترح فايمان إصدار ما يسمى بشهادات عبور لتوزيع اللاجئين، موضحا أن بلاده لا يمكنها ولا ينبغي لها أن تصبح مركزا لتوزيع اللاجئين، وقال: "يتعين أن ينتهي هذا الأمر".
وذكر فايمان أن تطبيق اتفاقية الانتقال الحر شينجن لا تعني إفلات اللاجئين من اليونان إلى النمسا، مضيفا أن بلاده صارت بذلك "بين شقي الرحا"، موضحا أنه لم يعد من المحتمل إفلات آلاف اللاجئين يوميا إلى النمسا، في الوقت الذي تبلغ فيه ألمانيا بلاده بأنها لن تسمح بعبور سوى ألف أو ألفي لاجئ أو لاجئ واحد اليوم.
وطالب فايمان بتوزيع اللاجئين من الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي في اليونان وإيطاليا، موضحا أنه لا يجوز السماح للاجئين بعد ذلك بقطع مسافة ألفي كيلومتر "وجعل النمسا منطقة انتظار لألمانيا"، وقال: "سنقاوم ذلك بشدة".
تجدر الإشارة إلى أن الدول الواقعة على طريق البلقان بدأت منذ أيام قليلة بتقليل عدد اللاجئين الذين تسمح لهم بالعبور إلى وسط أوروبا، وذلك بدعم من النمسا. وأدى ذلك إلى تكدس المزيد من اللاجئين في اليونان.
هذا واقترح الاتحاد الاوروبي امس الاربعاء مساعدة الدول الاعضاء التي تواجه تدفقا كبيرا للاجئين ماليا بينما تواصل السلطات الفرنسية تفكيك مخيم كاليه العشوائي وما زال آلاف المهاجرين عالقين على الحدود اليونانية المقدونية.
ويفترض ان يقترح المفوض الاوروبي للمساعدة الانسانية خريستوس ستيليانيدس في بروكسل تخصيص جزء من المساعدة الانسانية للبلدان التي تستقبل اعدادا كبيرة من المهاجرين واللاجئين.
وتقدر اليونان خصوصا احتياجاتها ب500 مليون يورو لتنظيم استقبال مئة الف لاجئ. وهي تحاول ادارة وضع اصبح لا يحتمل على حدودها مع مقدونيا حيث علق آلاف المهاجرين بسبب القيود المفروضة على دخولهم من قبل بعض الدول.
وفي مخيم كاليه العشوائي الذي يطلق عليه اسم "الادغال" ويعد الاكبر في اوروبا ويضم خصوصا سوريين وافغانا وسودانيين ينتظرون امكانية عبور بحر المانش الى انكلترا، يبدو المهاجرون متحفظين على فكرة تجميعهم في مراكز ايواء موزعة في المنطقة.
وعبر كثيرون منهم عن عجزهم. وقال احدهم "يتركوننا في البرد والشتاء".
وتواصل تفكيك هذه التجمعات العشوائية في منطقة تضم خصوصا سودانيين.
وجرت صدامات الاثنين بين مهاجرين وناشطين في جمعيات من جهة وشرطة مكافحة الشغب من جهة اخرى. وبقي الوضع متوترا الثلاثاء لكن لم تقع اعمال عنف تذكر.
ولاخلاء المنطقة المعنية، اي حوالى ثلثي المخيم، قال الممثل المحلي للحكومة فانسان برتون "سنأخذ الوقت اللازم". وتحدث عن فترة "ثلاثة اسابيع او شهر واحد".
وتقول الحكومة ان المنطقة التي تجري ازالتها تضم بين 800 والف شخص بينما تقدر الجمعيات العدد ب3450 شخصا.
ويذكر ناشطو هذه الجمعيات ان القضاء طلب من السلطات حماية "اماكن العبادة" و"اماكن المعيشة" من مدارس ومراكز قانونية...