الثلاثاء الكبير يعزز فرص كلينتون وترامب

الحدث الخميس ٠٣/مارس/٢٠١٦ ٠٠:٣٥ ص
الثلاثاء الكبير يعزز فرص كلينتون وترامب

واشنطن – ش – وكالات

حقق الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية هيلاري كلينتون سلسلة انتصارات كبيرة في الانتخابات التمهيدية لحزبيهما التي جرت يوم الثلاثاء واقترب كل منهما أكثر من اقتناص ترشيح حزبه ليخوض باسمه انتخابات الرئاسة الأمريكية لكن منافسيهما لم يستسلموا وتعهدوا بمواصلة النضال.
وخلال الثلاثاء الكبير وهو أكبر يوم انتخابي في سباق الترشح أثبت ترامب (69 عاما) وكلينتون (68 عاما) أنهما في صدارة السباق بلا منازع.
وأمام كل منهما الآن أن يثبت أنه قادر على توحيد أصوات حزبه وتفادي انقسامات كارثية محتملة في صفوفه قد تضر بموقفهما في انتخابات الرئاسة الأمريكية التي ستجرى في الثامن من نوفمبر تشرين الثاني لانتخاب خلف للرئيس الديمقراطي باراك أوباما.
وتوقعت شبكات التلفزيون الأمريكية فوز ترامب في سبع ولايات
هي الاباما وأركنسو وجورجيا وتينيسي وفرجينيا وفيرمونت وماساتشوستس في الجنوب ليزيد من الزخم الذي حققه الشهر الماضي بالفوز في ثلاث من أربع ولايات أجريت فيها الانتخابات التمهيدية.
وكان أداء كلينتون مبهرا بنفس القدر بفوزها في سبع ولايات هي الاباما وأركنسو وجورجيا وماساتشوستس وتينيسي وتكساس وفرجينيا لكنه كان متوقعا بفضل أصوات الأمريكيين السود خاصة في ولايات جنوبية مثل أركنسو التي بدأت فيها هي وزوجها الرئيس السابق بيل كلنتون حياتهما المهنية.
وفاز منافس ترامب الجمهوري تيد كروز (45 عاما) عضو مجلس الشيوخ الأمريكي عن تكساس في ولايته وفي ولاية أوكلاهوما المجاورة وهو ما يعزز حجته بأن لديه أفضل فرصة لوقف تقدم ترامب المثير للجدل. ومن المتوقع أن يحقق السناتور ماركو روبيو عضو مجلس الشيوخ عن ولاية فلوريدا والمفضل لدى المؤسسة الجمهورية الفوز في مينيسوتا والذي سيكون أول فوز له.
وأعلن كروز وروبيو عزمهما على مواصلة السباق.

معسكر الديمقراطيين
وفي المعسكر الديمقراطي حقق بيرني ساندرز عضو مجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية فيرمونت والمنافس الرئيسي لكلينتون الفوز في ولايته بالإضافة إلى ولايات كولورادو ومينيسوتا وأوكلاهوما وتعهد بمواصلة المعركة للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي في الولايات الخمس والثلاثين التي لم تجر فيها الانتخابات بعد.
وأثار ترامب قلق الكثيرين في المؤسسة الجمهورية بمقترحات مثل بناء سور بمحاذاة الحدود الجنوبية للولايات المتحدة مع المكسيك وترحيل 11 مليون مهاجر غير قانوني وفرض حظر على دخول المسلمين إلى البلاد.
وخلال مؤتمر صحفي عقده في قاعة فخمة بمنتجعه الساحلي (مار الاجو) في بالم بيتش بفلوريدا رفض ترامب الذي لم يشغل أي منصب عام في حياته الانتقادات الحادة التي وجهتها له المؤسسة الجمهورية.
وفي مواجهة حزب مضطرب أمام الأفكار التي طرحها قال ترامب إنه وسع قاعدة الحزب بجذبه ديمقراطيين ساخطين من الطبقة العاملة أحبوا خطابه الصارم بشأن التجارة.
وقال ترامب "أنا عنصر توحيد. أود أن أرى الحزب الجمهوري والجميع متآلفين متحدين وحين نتحد لن يهزمنا أحد."
ورفض ترامب انتقادات أرفع جمهوريين منتخبين هما بول رايان رئيس مجلس النواب والسناتور ميتش مكولين زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ بشأن تأخره في النأي بنفسه عن ديفيد ديوك وهو زعيم سابق لجماعة كو كلوس كلان العنصرية البيضاء الذي أعلن تأييده لقطب العقارات.
وقال ترامب في تصريحات قد تؤجج التوترات في الحزب الجمهوري أكثر "نأيت بنفسي. وسأساير الكونجرس جيدا. بول رايان لا أعرفه لكني واثق من أنني سأتعامل معه بشكل رائع. وإذا لم أفعل سيدفع هو الثمن غاليا.. مفهوم؟"
وفي تصريحاتها إلى مؤيديها في ميامي قالت كلينتون "المخاطر في هذه الانتخابات عالية كما لم نشهد من قبل ولغة الخطاب الرنانة التي نسمعها من الجانب الآخر لم تنخفض نبرتها قط... محاولة تقسيم أمريكا بيننا وبينهم خطأ ونحن لن نسمح لها بأن تنجح."

مرشح توحيدي
من جانبه أعلن دونالد ترامب مساء امس الاول الثلاثاء بعدما عزز فرصه في انتزاع بطاقة الترشيح الجمهورية الى الانتخابات الرئاسية الاميركية انه مرشح "توحيدي" بامكانه ان يجمع حوله الحزب الجمهوري المنقسم بشدة.
وقال ترامب في خطاب النصر في بالم بيتش بولاية فلوريدا (جنوب شرق) "انا توحيدي. اعلم ان الناس تجد صعوبة في ان تصدق ذلك".
واضاف "اعتقد أننا سنكون أكثر شمولا واكثر وحدة، وأعتقد أننا سنكون حزبا أكبر بكثير. أعتقد أننا ذاهبون للفوز في نوفمبر".
وشدد الملياردير المثير للجدل على ان الحزب الجمهوري سيعود بزعامته "الحزب العظيم العتيق" وسيكون حزبا "اكثر انفتاحا واكثر وحدة".
وعزز ترامب موقعه في صدارة المرشحين الجمهوريين الى الانتخابات الرئاسية الثلاثاء بفوزه، بحسب تقديرات شبكات تلفزة اميركية، بخمس ولايات على الاقل هي جورجيا وفرجينيا والاباما وماساتشوستس وتينيسي، مقابل ولايتين فقط للمحافظ المتشدد تيد كروز احداهما هي ولايته تكساس.

..........................

مسار الانتخابات التمهيدية الاميركية بعد "الثلاثاء الكبير"
اصبح المرشحان الجمهوري دونالد ترامب والديموقراطية هيلاري كلينتون الاوفر حظا للفوز بترشيحي حزبيهما لخوض السباق الرئاسي في تشرين الثاني/نوفمبر بنتيجة انتخابات "الثلاثاء الكبير".
لكن تبقى هناك عراقيل قبل ان يتمكنا من بلوغ الغالبية المطلقة للمندوبين المطلوبة لمؤتمري التنصيب.

- هل اصبح ترشيح ترامب محسوما؟- يقول دانتي سكالا الخبير السياسي في جامعة نيوهامشير ان تنصيب ترامب مرشحا للحزب الجمهوري "حتمي تقريبا".
ويخوض رجل الاعمال الاميركي السباق للحصول على اكبر عدد اصوات من المندوبين لمؤتمر الحزب. ونال حتى الان 30% بحسب النظام النسبي. واعتبارا من 15 اذار/مارس سيكون الفائز في غالبية الانتخابات التمهيدية المرشح الذي يحصل على كل اصوات المندوبين. وفي نهاية الشهر تكون 62% من اصوات المندوبين قد منحت. وكلما مر الوقت، كلما اصبح من الصعب لمنافسيه تحقيق نتائج متقاربة معه.
واذا نال دونالد ترامب الغالبية المطلقة من اصوات المندوبين التي يجري التنافس عليها (1237 من اصل 2472) يكون السباق حسم ويصبح رسميا مرشح الحزب للانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/نوفمبر.
واذا لم يبلغ اي مرشح هذه العتبة مع انتهاء الانتخابات التمهيدية في حزيران/يونيو، يحدد مرشح الحزب خلال المؤتمر العام في كليفلاند في تموز/يوليو. وسيصوت المندوبون في الدورة الاولى لمرشحيهم بدون انتخاب فائز، ما سيؤدي الى دورات اضافية لا تلزم المندوبين بالتصويت لمرشحهم الاساسي. لكن معركة حول القواعد التي تنظم سلوكهم يمكن ان تؤثر سلبا على الاجراء.

- ماركو روبيو يفقد زخمه- خابت آمال المرشح المفضل لقاعدة الحزب الجمهوري الثلاثاء: فقد حل سناتور فلوريدا ماركو روبيو ثانيا او ثالثا في غالبية الانتخابات التمهيدية. ورغم تاييد عشرات النواب والشخصيات من الجمهوريين، لم يحقق فوزا الا في مينيسوتا منذ 1 شباط/فبراير. والتكتيك الذي اعتمده بالرد على دونالد ترامب بنفس الخطاب اثبت فشله في نهاية المطاف.
ووعد ماركو روبيو بمواصلة الحملة وهو يتطلع لفوز في فلوريدا في 15 اذار/مارس لكن الحجة القائلة بانه الشخص الوحيد القادر على رص صفوف الحزب تتلاشى مع كل هزيمة.
وقال كايل كونديك من جامعة فرجينيا ان "تحقيق فوز في فلوريدا اصبح امرا حتميا بالنسبة اليه".
لكن في المقابل فان تيد كروز السناتور المحافظ عن تكساس والعدو اللدود للقاعدة الحزبية هزم دونالد ترامب في ثلاث من اصل 15 عملية انتخابية ودعا ماركو روبيو الى الانسحاب.

- هل يمكن وقف ترامب- هدد العديد من النواب والقادة والشخصيات من الحزب الجمهوري بعدم دعم دونالد ترامب ابدا او حتى التصويت لهيلاري كلينتون. وتحدث آخرون عن احتمال ايجاد مرشح محافظ اخر.
لكن هذا التهديد قد لا ينفذ في نهاية المطاف.
وتوقع كريستوفر ارتيرتون الاستاذ في جامعة جورج واشنطن بان "كثيرين سينتهي بهم الامر بدعم دونالد ترامب على الورق".
واعتبر فرانك لونتز الخبير الاستراتيجي لدى الحزب الجمهوري انه من الخطورة المضي في تشجيع حرب داخلية في الحزب. وقال لشبكة "سي بي اس"، "اذا انتهى بكم الامر بالقضاء عليه، فسيكون ذلك بمثابة القضاء على انفسنا".

- هيلاري كلينتون في الطليعة- قال المرشح بيرني ساندرز امام مناصريه "مع انتهاء هذه الامسية سنكون فزنا بمئات اصوات المندوبين" لافتا الى ان 35 ولاية ستصوت في مرحلة لاحقة بعد "الثلاثاء الكبير".
لكن رسالة سناتور فيرمونت عن التفاوت الاقتصادي والمناهض للتواطوء بين الطبقة السياسية والتكتلات القوية، لم تلق اصداء لدى الاقليات التي تشكل كتلة حاسمة لدى الناخبين الديموقراطيين.
وصوت اكثر من 80% من السود لهيلاري كلينتون في ولايات الجنوب بحسب استطلاعات الرأي عند خروج الناخبين من مكاتب الاقتراع. وفي تكساس، صوت ثلثا الديموقراطيين المتحدرين من اصول لاتينية لها ايضا.
وحققت فوزا كبيرا ايضا في تصويت النساء الذين يشكلون تلقائيا اكثر من نصف القاعدة الناخبة للديموقراطيين.
وبالاجمال، فان هيلاري كلينتون فازت في 11 من اصل 16 عملية اقتراع ضمن الانتخابات التمهيدية حتى الان وتتقدم بفارق كبير في السباق على اصوات المندوبين. وخلافا للجمهوريين فان اصوات المندوبين الديموقراطيين تمنح وفق نظام نسبي متشدد ما يؤدي الى ابطاء الجدول الزمني الانتخابي. لكن الحملة تسير في مصلحتها.