"التعاون الخليجي" : حزب الله "منظمة ارهابية"

الحدث الخميس ٠٣/مارس/٢٠١٦ ٠٠:٢٥ ص
"التعاون الخليجي" :  حزب الله "منظمة ارهابية"

الرياض – ش

ذكر الموقع الرسمي لدول مجلس التعاون الخليجي على الإنترنت امس الأربعاء أن المجلس قرر اعتبار جماعة حزب الله اللبنانية "منظمة إرهابية".
وجاء في بيان على الموقع "قررت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية اعتبار ميليشيات حزب الله -بكافة قادتها وفصائلها والتنظيمات التابعة لها والمنبثقة عنها- منظمة إرهابية."
وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله قال أمس الاول الثلاثاء إن المملكة العربية السعودية دفعت لبنان إلى مرحلة جديدة من الصراع السياسي منذ قرارها وقف مساعدات للجيش اللبناني لكنه أكد أن البلاد ليست على حافة حرب أهلية.
وفي البيان المنشور على موقع مجلس التعاون الخليجي قال الأمين العام للمجلس عبد اللطيف بن راشد الزياتي "دول المجلس اتخذت هذا القرار جراء استمرار الأعمال العدائية التي يقوم بها عناصر تلك الميليشيات لتجنيد شباب دول المجلس للقيام بالأعمال الإرهابية وتهريب الأسلحة والمتفجرات وإثارة الفتن والتحريض على الفوضى والعنف في انتهاك صارخ لسيادتها وأمنها واستقرارها."

تعليق مساعدات
وعلقت السعودية الشهر الماضي مساعدات بقيمة ثلاثة مليارات دولار للجيش اللبناني بعدما لم تصدر حكومة لبنان بيانات تدين الهجوم على بعثتين دبلوماسيتين سعوديتين في إيران. لكن نصر الله قال إن المساعدات توقفت منذ وفاة الملك عبد الله "وليس بسبب موقفنا".
وقال بيان المجلس إن الدول الأعضاء "تعتبر ممارسات ميليشيات حزب الله في دول المجلس والأعمال الإرهابية والتحريضية التي تقوم بها في كل من سوريا واليمن والعراق تتنافى مع القيم والمبادئ الأخلاقية والإنسانية والقوانين الدولية وتشكل تهديدا للأمن القومي العربي."
ويخشى الكثيرون في لبنان من تداعيات محتملة على مئات الآلاف من اللبنانيين الذين يعملون في الخليج.
وامتد التوتر إلى الشوارع ليلة السبت الماضي عندما بثت محطة تلفزيونية سعودية برنامجا يسخر من شخصية نصر الله مما دفع أنصاره لقطع الطرق بالإطارات المشتعلة.
وقال نصر الله في الكلمة التي بثها تلفزيون المنار التابع لحزب الله "من الواضح أننا منذ... الإعلان عن وقف الهبات وإجراءات سعودية أخرى دخلنا في مرحلة من الصراع السياسي والإعلامي قامت السعودية بتصعيده."
وأضاف قائلا "يظهر ان المناخ العام هو مناخ تصعيدي ... في هذه المعركة حزب الله قادر وجدير ولائق أن يواجه فيها وحده لا نطلب من أي حليف ان يحرج نفسه بكلمة."
ومضى يقول "المشكل معنا نحن.. مع حزب الله. قد يكون في هذا المشكل أنا لي حصة خاصة فيه ونحن نقبل أن نتحمل هذه المسؤولية ومعنيين في هذا الموضوع أن نشرحه للبنانيين ولشعوب المنطقة ...لأنه نعم المعركة موجودة ونحن غير نادمين ولا خجلين ولا محرجين ونحن محقين فيها والحق بين وواضح ونحن نسير خلف هذا الحق حتى لو بقينا وحدنا."
ووصف المعركة بأنها "معركة كبرى موجودة في المنطقة ستحدد مصير المنطقة ومن ضمنها لبنان."
وقال "كل ما يحصل الان انه المطلوب من الحكومة اللبنانية ومن القوى السياسية اللبنانية ومن اللبنانيين المقيمين والمغتربين انهم كلهم يقاتلون حزب الله ويضغطون على حزب الله ويواجهون حزب الله حتى حزب الله يتراجع ...حتى لو كان هذا الامر يؤدي إلى فتنة في لبنان.. إلى سقوط الحكومة في لبنان.. إلى حرب أهلية في لبنان
وفيما يتعلق بالحكومة اللبنانية المتعثرة برئاسة تمام سلام قال نصر الله إنه ليس في مصلحة لبنان الوطنية إستقالة حكومة الوحدة الوطنية التي تجمع بين خصوم وحلفاء للسعودية مؤكدا أن حزب الله لا ينوي الاستقالة من الحكومة.
وأكد تمسك حزب الله بالحوار بين الفرقاء المتنافسين في البلاد ومن ضمنهم تيار المستقبل بزعامة رئيس الوزراء السابق سعد الحريري حليف السعودية.
وكان رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري ورئيس "تيار المستقبل" قد اكد رفضه محاولات زرع الفتنة في بيروت، منتقداً الاحتجاجات التي جرت في العاصمة على خلفية الإساءة للأمين العام لحزب الله حسن نصرالله خلال اليومين الماضيين .
وكان مناصرو حزب الله قطعوا عدد من الطرقات في العاصمة بيروت وضاحيتها الجنوبية وفي بعض مناطق البقاع شرقي لبنان ليل السبت/الأحد احتجابا على مقطع مصور بث على قناة فضائية اعتبروه مسيئا لنصر الله.
وقال الحريري امام عدد من الأشخاص أتوا من مختلف المناطق في بيروت لزيارته مساء اليوم الاثنين "ما حصل خلال الأيام القليلة الماضية من محاولات زرع الفتنة في بيروت، نحن نرفضها ولا يمكننا الموافقة عليها أو السكوت عنها".
وأضاف "فإذا كان من أمر أو أي شيء آخر لا يعجب أحد الأطراف، فهناك طرق عديدة للتعبير عن غضبه أو استيائه منها. أما حرق الإطارات وقطع الشوارع، فهذه الممارسات تضر وتعطي صورة غير حضارية عن بيروت ولبنان كله. فهل الذين يقومون بهذه التصرفات يريدون إعطاء هذه الصورة المسيئة للرأي العام وهل هذه هي الطريقة الصحيحة للتعبير؟".
وتابع الحريري "نحن خطابنا السياسي واضح، وبسلوكيات معروفة، ولن نرضى أن يستدرجنا أحد إلى الفتنة بأي وسيلة من الوسائل، نحن أمناء على أمن بيروت وسلامة أهلها، فمن يريد تأجيج الفتنة فلن يجد له مكانا في صفوفنا، ولا في صفوف كل أهل وعائلات بيروت. صحيح أن أهالي بيروت مسالمون ولكنهم على قناعة تامة بعدم الانجرار للفتنة".
ورأى أن "أي ضرر يصيب بيروت يقع على كل لبنان في النهاية. لذلك، هذه العراضات والممارسات المسيئة هي وصمة عار لمرتكبيها، وبيروت في النهاية ستحافظ على صورتها الحضارية والوطنية الجامعة وعلى عروبتها، كما كانت على الدوام، قلب العروبة النابض، وقد دافعت عن عروبتها خلال الحرب وتدافع اليوم عن هويتها".
وأكد الحريري حرصه على إجراء الانتخابات البلدية التي من المقرر أن تجري في أيار/مايو المقبل، قائلا "إننا مع إجراء الانتخابات البلدية وأي كلام آخر لا يعبر عني ولا عن تيار المستقبل في كل ما يروج عن رفضنا لإجراء هذه الانتخابات".
وقال الحريري إن "الخلاف السياسي الواقع حاليا هو خلاف على دور لبنان في محيطه العربي ... نحن متمسكون بعروبتنا ولا نقبل بعزل لبنان عن محيطه العربي. ولذلك قمنا بفكرة العريضة لنؤكد محبة اللبنانيين من كل المناطق والطوائف للمملكة، وهذه مناسبة لندعو كافة المعنيين في لبنان إلى الأخذ بعين الاعتبار المصالح العليا للبنانيين والتوقف عن تلك الحملات التي تسيء للبنان ودوره العربي وتعرضه لمخاطر هو في غنى عنها".