الاحتلال صعد انتهاكاته في القدس خلال فبراير

الحدث الخميس ٠٣/مارس/٢٠١٦ ٠٠:٢٠ ص
الاحتلال صعد انتهاكاته في القدس خلال فبراير

القدس المحتلة – زكي خليل – نظير طه

اتهم تقرير لمنظمة حقوقية فلسطينية تعنى برصد الانتهاكات الإسرائيلية في القدس، سلطات الاحتلال بارتكاب المزيد من الانتهاكات بحق المقدسيين، وتصاعد اعتداءاتها على المواطنين وممتلكاتهم ومقدساتهم خلال شهر شباط المنصرم.
ووفقا لتقرير أصدره مركز معلومات واد حلوة ، فقد ارتقى في مدينة القدس خلال شهر شباط الماضي 6 شهداء فلسطينيين، في منطقة باب العمود –أحد أبواب البلدة القديمة - فيما واصلت سلطات الاحتلال احتجاز جثامين 9 شهداء مقدسيين.
واعتقلت سلطات الاحتلال الشهر الماضي 158 فلسطينيا من مدينة القدس نصفهم دون سن الـ 18 عاماً، فيما هدمت بلدية الاحتلال في القدس المحتلة 16 منشأة في عدة أحياء بالمدينة والحجة كانت "البناء دون ترخيص"، وسط تهديدات بإغلاق ومصادرة 4 منازل لأسرى مقدسيين.
كما أعادت السلطات إغلاق المدخل الرئيسي لقرية جبل المكبر بالمكعبات الإسمنتية، ومنعت أمسية أدبية في مقر برج اللقلق بالقدس القديمة، بحجة تنظيمها من قبل "السلطة الوطنية"، وواصلت أجهزتها التنفيذية اقتحام الأحياء المقدسية وإقامة الحواجز في شوارعها وطرقاتها، اضافة الى مداهمات مستمرة للمحلات التجارية وتحرير مخالفات عشوائية.
6 شهداء
وأشار التقرير، إلى أن قوات الاحتلال، قتلت خلال شهر شباط الماضي ستة شبان فلسطينيين، وحسب شهود العيان فقد تعمدت تلك القوات إطلاق نيرانها بكثافة باتجاه الشبان، رغم إمكانية السيطرة عليهم من خلال الاعتقال.

احتجاز جثامين
ولفت التقرير أيضا، إلى مواصلة سلطات الاحتلال احتجاز جثامين 9 شهداء مقدسيين في الثلاجات، في عقاب لعائلات الشهداء ضمن سلسلة من العقوبات، تتخذ ضدهم منذ اللحظات الأولى لاستشهاد أبنائهم، أقدمهم الشهيد ثائر أبو غزالة الذي ارتقى في الثامن من شهر أكتوبر- تشرين أول الماضي، والشهيد الطفل حسن مناصرة 15 عاماً، والشهيد علاء أبو جمل 32 عاما، والشهيد بهاء عليان 22 عاما، والشهيد الطفل معتز أحمد عويسات 16 عاما، والشهيد محمد عبد نمر 37 عاما، والشهيد عمر ياسر اسكافي 21 عاما، والشهيد عبد المحسن حسونة 21 عاما، والشهيد محمد أبو خلف 20 عاماً.
اعتقال 158 فلسطينياً نصفهم من الأطفال
في حين، واصلت السلطات حملة اعتقالاتها في مدينة القدس، والتي طالت خلال شهر شباط الماضي 158 فلسطينياً، من بينهم (5 سيدات و84 قاصرا)، ومن ضمن القاصرين 9 أطفال أقل من جيل المسؤولية، و7 فتيات.
معاقبة الأسرى المقدسيين وذويهم
وفي إجراءات جديدة تتخذ ضد الأسرى المقدسيين قامت سلطات الاحتلال، بسحب التأمين الوطني للأسيرة المقدسية الجريحة إسراء جعابيص 31 عاما، المتهمة بمحاولة قتل شرطي بتفجير أسطوانة غاز في شهر تشرين أول الماضي، وعلمت العائلة بالأمر لدى مراجعتها المركز الصحي المسجلة فيه الأسيرة إسراء.
في حين أن الأسيرة جعابيص بحاجة الى علاج طبي ومتابعة مستمرة بعد اصابتها بحروق شديدة في جسدها وبتر ثمانية من أصابعها.
كما أصدر "قائد الجبهة الداخلية في جيش الاحتلال" قرارات "إغلاق ومصادرة" لمنازل أربعة أسرى مقدسيين، بتهمة "قتل مستوطن" في شهر أيلول العام الماضي، بعد إلقاء الحجارة باتجاه مركبته، والأسرى هم: محمد صلاح أبو كف 18 عاما، محمد جهاد الطويل 17 عاما، وليد فراس الأطرش 19 عاما، عبد محمود دويات 20 عاماً، وهم من سكان قرية صور باهر، وذلك بعد سحب حق الإقامة (الهوية الزرقاء) من "أبو كف والأطرش ودويات".
هدم 16 منشأة
وأوضح مركز معلومات وادي حلوة، أن السلطات هدمت الشهر المنصرم 16 منشأة (3 شقق سكنية قيد الإنشاء، وأجزاء من منزل، وغرفة سكنية، وحظيرتين للأغنام، و4 بركسات للاستخدامات الزراعية، و3 أسوار، وموقف خاص للمركبات، وكراج لتصليح السيارات)، فيما تم هدم 5 من هذه المنشآت ذاتيا تنفيذا لقرار بلدية القدس.
المسجد الأقصى
وتطرق التقرير إلى اقتحامات المسجد الأقصى، حيث أشار إلى اقتحام 840 متطرفاً باحات المسجد خلال الشهر المنصرم عبر باب المغاربة، تزامنا مع مواصلة منع مجموعة من النساء والرجال من دخول المسجد الأقصى المبارك طوال أيام الأسبوع، وهم الذين أدرجت أسماؤهم ضمن قوائم أطلق عليها إسرائيليا "القوائم السوداء"، ويتراوح عددهم بين 50-60 فلسطينياً، معظمهم من النساء، ويتم تجديد القوائم الموزعة على الأبواب بشكل دائم.
خطر الإخلاء يتهدد 18 عائلة في سلوان
وفيما يتعلق بالاستيلاء على العقارات للمقدسيين، نبه التقرير إلى خطر الإخلا الذي يتهدد 18 عائلة جديدة من حي بطن الهوى في بلدة سلوان (عائلة الرجبي)، بعد تسليمهم بلاغات قضائية من جمعية "عطيرت كوهنيم" الاستيطانية، تطالبهم بالأرض المقامة عليها شققهم السكنية.

انتهاكات
من جهة اخرى استشهد شابان فلسطينيان، صباح امس الأربعاء، بعد أن أطلق الاحتلال النار عليهما داخل مستوطنة "عيليه" جنوب نابلس شمال الضفة الغربية.
وادعت مصادر إسرائيلية إن مستوطنا أصيب بجروح جراء تعاركه مع الشابين، قبل أن تحضر قوات الاحتلال وتطلق النار عليهما.
وأضافت المصادر الاسرائيلية ان المستوطن كان يهم بالخروج من منزله عند الساعة الخامسة والنصف صباحا متجها الى وحدة الاحتياط في الجيش الاسرائيلي للخدمة فيها، وشاهد الشابين بالزي الاسود واقتربا منه وهاجماه بالعصا والايدي ودافع عن نفسه واستطاع ان يمنعهما من الدخول الى البيت ودفعهما الى خارج باحة المنزل، وعاد الى منزله واغلق الباب واستدعى الجيش الذي طارد الشابين وأطلق النار عليهما مما ادى إلى استشهادهما.
وقالت هذه المصادر إنه عثر على سكين بالقرب من منزل المستوطن، في حين قامت قوات الجيش الاسرائيلي بتمشيط المنطقة لمعرفة الطريق التي سلكها الشابان وعثرت على مسدس خارج حدود المستوطنة ومن نفس الطريق التي سلكاها، مدعية أن هذا المسدس قد يعود للشابين.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية ان الشهيدين هما: لبيب خلدون أنور عزام (17 عاما)، ومحمد هشام علي زغلوان (17 عاما) من قرية قريوت جنوب نابلس القريبة من المستوطنة.
وبحسب مصادر محلية في قريوت فإن الشابين أديا صلاة العشاء ثم اختفيا منذ ليلة أمس، وجرت عملية بحث واسعة عنهما من ابناء القرية، حتى جاء خبر استشهادهما فجر اليوم، وهما من طلبة الثانوية العامة.
من جهة أخرى جددت عصابات المستوطنين اليوم الأربعاء، اقتحاماتها الاستفزازية للمسجد الأقصى المبارك، بمجموعات صغيرة ومتتالية من باب المغاربة.
وترافق قوة معززة من شرطة الاحتلال الخاصة، المستوطنين خلال جولاتهم المشبوهة والاستفزازية في المسجد المبارك، في حين يتصدى المصلون وطلبة مجالس العلم لهذه الاقتحامات بهتافات التكبير الاحتجاجية.
وواصلت شرطة الاحتلال الخاصة منع أكثر من ستين سيدة وطالبة من دخول المسجد، وهو الإجراء العقابي الذي اتخذته شرطة الاحتلال بحقهن منذ أكثر من 200 يوم بسبب مشاركتهن في هتافات التكبير ضد اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى.
ويتواجد في الأقصى عدد ملحوظ من المصلين والطلبة وينتشرون في مرافقه وأرجائه، في الوقت الذي تواصل فيه شرطة الاحتلال إجراءاتها المشددة بحق النساء والشبان وتحتجز بطاقاتهم الشخصية خلال دخولهم للأقصى.