اليمن.. عدن فقدت الأمن وروائح البخور

الحدث الخميس ٠٣/مارس/٢٠١٦ ٠٠:٢٠ ص
اليمن.. عدن فقدت الأمن وروائح البخور

عدن – ابراهيم مجاهد – وكالات

تواجه الحكومة اليمنية والسلطات المحلية في محافظة عدن الكثير من المشاكل والتحديات في المحافظات المحررة سيما في العاصمة المؤقتة عدن جنوبي اليمن.
فهذه المدينة رغم أن الحرب وضعت أوزارها فيها منذ منتصف يوليو من العام المنصرم إلاّ أنها لم تتعافى بعد من آثار الحرب بعد. فالملف الأمني الذي بات يؤرق السلطات التنفيذية والمحلية ليس التحدي الوحيد الذي تواجهه السلطات في هذه المحافظة التي سماها الرئيس اليمني بعد تحريرها كعاصمة مؤقتة. فطفح المجاري, مياه الصرف الصحي بات مشهداً يغطي معظم شوارع مديرية عدن منذراً بكارثة بيئية في هذه المدينة الساحلية.
منظر سيء ومصدر للأوبئة:
يشكو أبناء مديريات عدن المختلفة منذ نحو ثمانية أشهر من قضية طفح مياه الصرف الصحي "المجاري" التي باتت تغطي شوارع عدن، لعديد من الأسباب أبرزها تهالك شبكة الصرف الصحي في المحافظة والتي أتت الحرب على ما كان صالح منها، فهذه المشكلة البيئية ليست وليدة اليوم وإنما تعاظمت لتمتد إلى عدد من الشوارع الرئيسة والفرعية والأحياء السكانية المزدحمة والأسواق، التي باتت تتجمع فيها كميات كبيرة من المياه الآسنة مشكلة مستنقعات وبحيرات راكدة، التي تنتشر معها الروائح الكريهة والبعوض والحشرات الضارة، وتتسبب في انتشار الكثير من الأوبئة والأمراض خاصة حمى الضنك والملاريا المنتشرة حالياً في عدن. عوضاً أنها باتت تعيق حركة سير المارة من أبناء عدن وحركة سير السيارات أيضاً في العديد من مديريات عدن.

تجاهل سلطة أم قلة حيلة؟
رغم أن هذا المنظر المؤذي "طفح المجاري" بات يغطي كثير من شوارع عدن إلاً أن سكان هذه المدينة، التي كانت تعرف شوارعها بروائح البخور والعطور والفل القادم من محافظة لحج القربة من عدن. إلاً أن المشهد اليوم بات مختلف تماماً فالروائح النتنة باتت تزكم أنوف السكان والمارة من تلك الشوارع، وباتت تشكل منظراً غير لائقاً لمدينة سمتها الحكومة عاصمة مؤقتة ونسيت ما تحتاجه من خدمات، فسكان عدن يشعرون أن ثمة إهمال وعدم شعور بالمسؤولية من قبل الجهات المختصة كون هذه المشكلة باتت تمثل ظاهرة في معظم أحياء المدينة ولا تخفى على أحد. إلاً أن المسؤولين المحليين في عدن يرجعون هذه المشكلة وعدم حلها إلى عدم وجود ميزانية تشغيلية للمحافظة وأن السلطة المحلية تعمل حالياً بما يأتي من معونات من دول الخليج وأي جهات مانحة.

الانفلات الأمني أربك الجميع:
هذه المشكلة وغيرها من المشاكل المجتمعية اليومية التي يعايشها أبناء محافظة عدن كتكدس القمائم في الشوارع وتدهور الوضع الصحي، والكهرباء والاتصالات، حاضرة يومياً لدى الجميع إلاً أنها غائبة بشكل كبير لدى الجهات الحكومية نظراً لانشغالها بالملف الأمني الذي لم تستطع الحكومة والأجهزة الأمنية والمقاومة والجيش من ضبطه بعد. حتى بات هذا الملف الهم الأكبر لدى جميع الجهات الحكومية التي تؤكد دوماً أنه دون استقرار وأمن لايمكن أن تشهد محافظة عدن أي تحسن في الخدمات كون هذا الملف أربك الجميع عن التفكير في إيجاد الحلول الناجعة والسريعة لبقية القضايا والمشاكل اليومية المتصلة بحياة أبناء وسكان عدن التي فقدت شوارعها الأمن وروائح البخور.

علاقة ابتزاز
من جانبه قال الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إنه لو قيام العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز بعملية عاصفة الحزم "لسقط اليمن .
وقال الرئيس اليمني في مقابلة خاصة مع صحيفة "عكاظ" نشرتها امس الأربعاء إن علاقة سلفه الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح بالسعودية كانت "علاقة ابتزاز سياسي بنسبة 100 % وسلم المدن للقاعدة".
واتهم هادي الرئيس المخلوع بأنه "جنى من غسل الأموال ثروة بالمليارات"، كما اتهمه بمحاولة اغتياله أثناء توليه منصب نائب الرئيس.
ووصف هادي سلفه بأنه "اللاعب الأساسي في سقوط صنعاء والتحالف مع الحوثيين في مقابل منح الحوثي المرجعية الدينية في اليمن، ومنح المرجعية السياسية لنجل المخلوع أحمد علي عبدالله صالح، ومحاولة اغتيال هادي لتغييب المبادرة الخليجية، واعتماد التجربة الإيرانية لحكم اليمن، في مقابل قيام إيران بدعم الاقتصاد اليمني". وقال هادي إن (زعيم الحوثيين) عبدالملك الحوثي حي".
ووصف الرئيس هادي علاقته مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز بأنها "أرقى علاقة"، وبأنها "قوية جدا منذ نصبت رئيسا".
وأكد أنه على "تواصل ممتاز" مع ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

قصف متواصل
قصفت طائرات دول التحالف العربى مواقع تابعة لمليشيات الحوثيين وصالح فى مديريات محافظة صنعاء الشمالية والشرقية وأخرى بعدة محافظات باليمن
فقد استهدفت الطائرات- حسب المركز الإعلامى للمقاومة اليمنية فى اقليم أزال مخازن الأسلحة والذخيرة فى مديرية خولان جنوب شرقى المحافظة ومعسكر العرقوب التابع للحرس الجمهورى الذى يعد خط إمداد الحوثيين إلى مأرب، كما قصفت الطائرات مساء أمس الاول والليلة الفائتة مواقع للمليشيات فى مديرية نهم شرقى المحافظة أدت إلى تدمير عربة كاتيوشا بمنطقة المقران فيما قامت مدفعية الجيش والمقاومة بقصف مخازن للمشتقات النفطية بالمديرية. واشار المركز إلى أن طائرات التحالف كانت قد استهدفت فجر الثلاثاء اجتماعا لقيادات حوثية فى احدی المدارس بمنطقة بنى يوسف فى مديرية الحيمة الداخلية غرب المحافظة مما أدى إلى مقتل العشرات من عناصر المليشيات.
وفى محافظة صعدة شمال اليمن معقل الحوثيين واصلت طائرات التحالف قصف معسكرات ومخازن الاسلحة فى المحافظة تمهيدا لاجتياحها وتركز القصف فى مديريتى كتاف ورازح ومنطقة منبه مما أدى إلى حدوث انفجارات كبيرة وتدمير أطقم عسكرية ومقتل العشرات من عناصرهم.
وفى محافظة عمران جنوب صعدة وصلت إلى مستشفى عمران العام 9 جثث مجهولة الهوية لعناصر من الميلشيات الحوثية فجر امس سقطوا فى المعارك التى تدور فى جبهة نهم شرقى صنعاء.
ومن ناحية أخرى وصل إلى مديرية نهم مجموعة من عناصر معسكر اللواء 310 مدرع الذى كان يتمركز فى محافظة عمران شمال صنعاء والذى سيطرت ميليشيات الحوثيين عليه قبل أقل من عامين وقتلت قائده اللواء حميد القشيبى وذلك للقتال ضد الميليشيات فى نهم. وفى محافظة تعز جنوب غربى اليمن ذكرت مصادر المقاومة أن 13 من عناصر المليشيات قتلوا فى المعارك التى دارت طوال أمس فى جبهات القتال بالمدينة فى الوقت الذى قامت فيه طائرات التحالف بقصف مواقعهم فى الوازعية جنوب مدينة تعز ومنطقة يختل بالمخا مستهدفة مخازن للسلاح ومعسكر اللواء 35 بمفرق المخا غرب المدينة.
من جهة اخرى اعترضت منظومة الصواريخ باتريوت التابعة لقوات التحالف العربى صاروخا باليستيا أطلقته مليشيات الحوثيين وصالح باتجاه محافظة مأرب شرق اليمن. ونقل مركز سبأ الاعلامى عن مصدر مسئول أن باتريوت اعترضت الصاروخ الذى أطلق فى الساعات الاولى من صباح امس الأربعاء من منطقة حبل العليب فى قيفة رداع بمحافظة البيضاء وفجرته على بعد 30 كيلومترا من منشأة صافر النفطية
يذكر أن هذا هو الصاروخ الثانى الذى تدمره المنظومة خلال يومين قبل أن يصيب المنشأة، وأكدت مصادر المقاومة أن طائرات دول التحالف العربى قصفت مساء أمس الاول تجمعات للمليشيات فى جبهة صرواح وجبل الاشقرى وفرت عناصرهم باتجاه وادى حباب فى طريقها الى صنعاء ، وأشارت الى أنه تم القبض على خلية ارهابية تستهدف أمن مأرب . وفى محافظة البيضاء جنوب مأرب وقعت اشتباكات بين عناصر المقاومة وبين المليشيات فى قيفة رداع بعد تفجيرهم لأربعة منازل للمواطنين .. فيما قتل 6 من عناصر المليشيات فى هجوم للمقاومة على نقطة أمنية بمنطقة الملاجم .