تقرير اخباري وثائق "بن لادن" ووصيته تظهر استتراتيجيته التي حرمه الموت من تنفيذها

الحدث الخميس ٠٣/مارس/٢٠١٦ ٠٠:٢٠ ص
تقرير اخباري 
وثائق "بن لادن" ووصيته تظهر استتراتيجيته التي حرمه الموت من تنفيذها

واشنطن – ش – وكالات

عمل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة في الشهور التي سبقت مقتله عندما داهمت قوات أمريكية خاصة منزله على وضع خطط لحملة إعلامية كبرى بمناسبة الذكرى السنوية العاشرة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر أيلول عام 2001 على الولايات المتحدة.
وكشف عن هذه الخطط ما ضبطته القوات الأمريكية من وثائق في الغارة التي شنتها في الثاني من مايو عام 2011 على البيت الذي كان بن لادن يختبئ فيه بباكستان وأطلعت عليها رويترز.
وناقش زعماء تنظيم القاعدة أسماء وسائل الإعلام التي يمكن عرض المواد الإعلامية عليها ومن بينها قناة الجزيرة وقناة سي.بي.اس وكذلك صحفيان أحدهما بريطاني والثاني عربي.
وجاء في رسالة غير ممهورة بتوقيع يعتقد مسؤولو المخابرات الأمريكيون أن بن لادن كاتبها تنبيه للمرسل إليه إلى أهمية الذكرى العاشرة للهجوم الذي أدى إلى انهيار برجي مركز التجارة العالمي ومطالبته بالاهتمام بالإعداد لهذا اليوم.
وواصل الراسل حديثه إلى مستشار يدعي عطية عبد الرحمن فقال إن تنظيم القاعدة يجب ألا يعتمد على مصدر إعلامي واحد للاستفادة من الحدث وتوصيل رسالة التنظيم للمسلمين وشحذ هممهم.
ووصف مسؤول كبير بالمخابرات الأمريكية تحدث شريطة عدم نشر اسمه الوثيقة وغيرها بأنها أمثلة على "تفكير (بن لادن) بصوت مرتفع. وكان يفعل ذلك كثيرا."
وأوصى بن لادن في الرسالة بإبلاغ قناة الجزيرة في قطر بأن التنظيم على استعداد للتعاون معها في مجال تغطية الذكرى العاشرة لأحداث 11 سبتمبر أيلول.
وقال إنه يتطلع إلى التواصل مع قناة أمريكية قريبة من الحياد والمهنية مثل قناة سي.بي.إس على أن يرسل التنظيم لها من المواد ما يريد توصيله للشعب الأمريكي.
كما حث على التواصل مع روبرت فيسك مراسل صحيفة اندبندنت البريطانية وعبد الباري عطوان الذي كان حينذاك رئيس تحرير صحيفة القدس العربي التي تصدر في لندن والذي أجرى حديثا مع بن لادن في أفغانستان عام 1996.
وطلب بن لادن من المستشار إبلاغ وسائل الإعلام بأن الذكرى العاشرة لأحداث 11 سبتمبر أيلول قريبة وأنها تمثل خلاصة عشر سنوات من الحرب بين المجاهدين والولايات المتحدة. كما بين له أنها فرصة للتنظيم لشرح دوافعه في مواصلة الحرب بما أن هذه الوسائل الإعلامية ترفع راية الرأي والرأي الآخر.
وقال بن لادن إنه يجب إبلاغ الصحفيين أن التنظيم لديه خطة لهما لإعداد برنامج وثائقي عن الذكرى العاشرة وسيزودهما بمواد مكتوبة ومسموعة ومرئية.
ولم يتضح ما إذا كان التنظيم قد نفذ عناصر هذه الخطة.
وقال عطوان لرويترز إنه فوجئ بذكر اسمه في الوثائق وإنه غير متأكد من صحتها. ولم ترد قناتا سي.بي.إس والجزيرة على الفور على طلب للتعليق على الوثائق. ولم يتسن على الفور الاتصال بفيسك.
وأشارت وثيقة أخرى غير موقعة إلى أن بن لادن كان يهتم بالمادة الإعلامية للتنظيم.
ففي رسالة إلى أحد الأعوان ويدعى حاج عثمان وجه الراسل - الذي يعتقد مسؤولو المخابرات أيضا أنه بن لادن نفسه - توصيات تتعلق بما ينتجه التنظيم من مواد إعلامية ومن ذلك عدم نشر "صور الأسرى بعد قطع رؤوسهم."
وأضاف أن على قادة التنظيم أن يحسنوا اختيار ألفاظهم وعلى منتجي المادة الإعلامية أن يتجنبوا المبالغات وضرورة عدم التلاعب بالصور وألا يرد ذكر للمفجرين الانتحاريين الذين يحجمون عن التنفيذ بعد الوصول إلى أهدافهم.
وفى وصيته المكتوبة بخط اليد، زعم زعيم تنظيم القاعدة، أنه يملك نحو 29 مليون دولار ثروة شخصية - أراد أن يستغل معظمها "فى الجهاد فى سبيل الله
خطط زعيم القاعدة لتقسيم ثروته فيما بين أقاربه لكنه أرد أن ينفق معظمها فى القيام بعمل شبكته التى تقف وراء هجمات 11 سبتمبر 2001
. لم تكشف الوصية عن تفاصيل بشأن مكان ثروته، ولكن والده كان يدير شركة إنشاء ناجحة فى السعودية لسنوات، وأشارت الوصية أن 12 مليون دولار كان مصدرها شقيقه نيابة عن مجموعة بن لادن. كان تهديد الموت المفاجئ فى عقل بن لأدن قبل سنوات من الغارة المميتة فى باكستان.
الوثائق تتناول مجموعة من الموضوعات، بينها الفرقة بين تنظيم القاعدة وفرعها فى العراق، الذى انشق ليصبح فى نهاية المطاف ما يعرف الآن بتنظيم داعش، وقلق بن لأدن على الصورة العامة لمنظمته. فى خطاب إلى إحدى زوجاته التى تعيش فى إيران، أعرب بن لأدن عن قلقه من زيارتها لطبيب أسنان يمكن أن يمنح الإيرانيين فرصة ليزرعوا رقاقة صغيرة تحت جلدها، على ما يبدو كجهاز تتبع. وطلب بن لأدن بتذكر الموعد المحدد للكشف على أسنانها، "وأيضا عن أى جراحة أجرتها، وحتى إذا كانت قرصة سريعة". وفى خطاب آخر تحت عنوان "المجتمع الإسلامى بشكل عام"، عرض ابن لأدن تقييما متفائلا للتقدم فى "حربه المقدسة" وفشل الولايات المتحدة فى أفغانستان. والخطاب تم تحديثه ويبدو أنه كتب فى 2010. وكتب "نحن الآن فى السنة العاشرة من الحرب، وأمريكا وحلفاؤها لا يزالون يطاردون السراب، فقدوا فى بحر بلا شطان ". وقال "اعتقدوا أن الحرب ستكون سهلة وأنهم سيحققون أهدافهم فى أيام قليلة أو أسابيع قليلة ولم يكونوا مستعدين لها ماليا، وليس هناك دعم شعبى يمكنهم من الاستمرار فى الحرب لعقد أو أكثر. واججهم أبناء الإسلام ووقفوا حائلا أمام خططهم وأهدافهم ". سعى بن لادن لرسم صورة للولايات المتحدة وكأنها غارقة فى حرب خاسرة فى أفغانستان. وفى خطاب غير مؤرخ يبدو أنه كتب فى الفترة بين 2009 و2010، قارن بين وضع الأمريكيين القتالى بوضع الاتحاد السوفيتى فى السنوات الأخيرة لاحتلاله أفغانستان فى ثمانينيات القرن الماضي. وكتب "يبدو أن أمريكا معلقة بخيط رفيع بسبب الصعوبات المالية ... نحن بحاجة لأن نتحلى بالصبر لفترة أطول قليلا. إنما النصر صبر ساعة".