5 - من الأهمية القصوى لإصلاح وتطوير التعليم، الاهتمام البالغ بالمعلم والمعلمة عن طريق تمهين مهنة التعليم لتصبح مهنة رفيعة المستوى تماثل المهن الرفيعة الأخرى مثل مهن الطب والهندسة والقانون وغيرها من المهن.
أوليس من حق المعلم والمعلمة على المجتمع ومن حق المجتمع عليهما ان تكون المهنة من ضمن المهن الاجتماعية الرفيعة، مكانة وتقديرا واكتفاءً ماديا؟ ان المعلم المتعلم والمثقف والممتهن والملتزم يعتبر عنصرا بالغ الأهمية لإصلاح وتطوير النظام التعليمي، ومن دون وجود ذلك النوع من المعلم المؤهل علميا وثقافيا واجتماعيا، لن نتمكن من إصلاح وتطوير التعليم، مهما كانت المقررات جيدة. وإذا ما نجحنا في ذلك عندئذ سوف نتمكن من أن نردد قول الشاعر الكبير أحمد شوقي، ذلك القول الذي كان يردد على مسامعنا عندما كنّا صغارا:
قم للمعلم وفه التبجيلا...
كاد المعلم أن يكون رسولا.
6 - من أجل إيجاد جيل جديد من المعلمين، علينا تركيز الاهتمام على أحسن الطلبة في امتحان الدبلوم العام، واختيار الحائزين على أعلى الدرجات ثم إجراء مقابلات شخصية مع كل طالب على انفراد من قبل لجنة متخصصة، لاختبار قدراتهم الشخصية والنفسية، ومدى امتلاكهم لمهارات التواصل والتخاطب والقدرة على التعامل مع الإنسان الصغير في المدرسة، وغير ذلك من المتطلبات الأساسية الأخرى الضرورية لقبولهم في الكلية.
7 - وضع الحدود الزمنية الأدنى للدراسة الجامعية لمعلم المستقبل ودراسة أنواع ومستويات المقررات الأكاديمية والتطبيقية التي يجب أن توفرها الكلية المتخصصة، ومن ضمن ذلك دروس في علم النفس والاجتماع، وتحديد الوسائل ومدة الخبرة العملية التي يجب أن يقضيها المعلم المتدرب، بعد تخرجهم وقبل قبولهم واعتبارهم من المهنيين المناسبين القادرين على تحمل مسؤولية التعليم بكفاءة.
8 - جعل المدة الدراسية في الكلية لفترة زمنية تتراوح بين اربع سنوات وسبع سنوات، بحسب مستوى المرحلة التعليمية التي ينوي الطالب الالتحاق بها (الروضة، الابتدائية، الثانوية، بمراحلها المختلفة) وبعد ذلك قضاؤه بعضا من الوقت في التدريب الحقلي. ومن اجل ان يكون التعلم مستمرا طيلة حياته المهنية، فمن الضروري تشجيع المعلم على الاطلاع على احدث النظريات والتطبيقات العملية مثل الطبيب والمهندس والقانوني، وربط ترقيته بمدى تقدمه في التعلم المستمر.
9 - إيجاد برنامج شامل لإعادة تعليم وتدريب جميع المعلمين الحاليين وبصورة مستمرة، وربط ترقياتهم على مدى تعلمهم واستيعابهم للبرامج المختلفة.
10 - دراسة نقل جزء كبير من المسؤولية التدريسية التي تقوم بها وزارة التربية والتعليم الى المدرسة ذاتها، عن طريق رسم أهداف محددة لكل مدرسة ويتم قياسها وتقييمها بشكل منتظم، ويقوم مدير المدرسة المعنية بنشر ما تم تحقيقه من الأهداف وشرح الصعوبات والمشاكل التي واجهتها المدرسة والوسائل التي اتبعت لإيجاد الحلول ونشرها على صفحات الإنترنت، لتبادل التجارب مع المدارس الأخرى والاستفادة منها، إضافة الى تقديم جوائز مادية ومعنوية لمديري المدارس والطاقم التعليمي للمدارس المتفوقة. كل ذلك سيساعد على ايجاد أجواء تنافس بين المديرين والطاقم التعليمي لتحسين انفسهم باستمرار من أجل الفوز بالجوائز المقدمة.
11 - من أجل منح أهمية ودور أكبر للمدرسة علينا تركيز الاهتمام على مدير المدرسة وإعطاؤه صلاحيات كبيرة ومرونة كافية لاختيار المدرسين والموظفين الإداريين في المدرسة، وترقيتهم أو توقيفهم عن العمل، من اجل تحقيق الأهداف المرسومة للمدرسة.
12 - ومن أجل إعطاء أهمية أكبر للمدرسة ومديرها، من الضروري ان يكون المدير متميزا في مجال الإدارة وخريجا من الكليات الإدارية وله سجل واضح من النجاح في الأعمال الإدارية، وليس بالضرورة ان يكون من الكادر الوظيفي لوزارة التربية والتعليم، واعتبار المدير التربوي المراد منه إدارة دفة العملية التعليمية والتربوية في المدرسة، مسؤولا ويكون له دور أساسي للتغيير الإيجابي وإحداث نقلة نوعية متميزة في إدارة المدرسة.
13 - يتم تعيين مدير المدرسة بصورة مستقلة من خلال عقد عمل مستقل، وبعد إجراء سلسة من المقابلات الشخصية لاختيار الأفضل ومن خلال لجنة يترأسها مدير المنطقة التعليمية الموجودة فيها المدرسة، وتوضح له بطريقة واضحة المهام المناطة به، وتوسيع صلاحياته بطريقة متوازنة مع إنجازاته، وبحيث يمكن ان يدير اكثر من مدرسة واحدة. ويؤكد التربويون أهمية دور الإدارة المدرسية في تحقيق الاهداف التعليمية والتربوية. وقد تنامى هذا الدور نتيجة لتطور أهداف المدرسة في النظام التعليمي المعاصر بعد ما كان يشمل فقط تعليم المتعلمين بما تحتويه الكتب المدرسية من معارف ومعلومات محدودة واقتصار دور المعلم على الطريقة الإلقائية، ثم مطالبة الطلبة بحفظها واستظهارها دون فهم او استيعاب.
14 - إجراء مقـــــــابلات شخصية من قبل لجان متخصصة لكل المديرين الحاليين وإدخالهم في دورات تدريبية مناسبة لهم كلما كان ذلك ضروريا للتأهيل الإداري واجتيازهم بنجاح، ومكافأتهم وترقيتهم وفقا لهذه الأسس، وليس بحسب المفهوم التقليدي القائم على ترقيتهم وفقا للأقدمية، وان تكون ترقية المديرين مستقلة عن نظام الخدمة المدنية، كما أنه ليس من الضروري ان تكون رواتبهم متساوية بل تكون منسجمة مع أدائهم وإنجازاتهم.
إن تعـــــــزيز قيمة المدرسة يأتي عن طريــــق تطوير المناهج وتعزيز قيمة المدير والمعلم والالتزام بالمعايير العالمية في التحصيل والتطبيق، ما سيؤدي إلى تعزيز الإنجازات التعليمية والاجتماعية والسلوكية لكل طالب وطالبة ولجميع الفئات.
«يتبع»