كهف «كتة الصويرات» يكشف روائع السلطنة الجيولوجية

مؤشر الأربعاء ٠٧/فبراير/٢٠١٨ ٠٣:٢٣ ص
كهف «كتة الصويرات» يكشف روائع السلطنة الجيولوجية

مسقط -
سبر الفريق العماني لاستكشاف الكهوف ممرات ومداخل كهف ضخم يقع في السفوح الجنوبية لجبل شمس في ولاية الحمراء، والذي يطلق عليه اسم كهف كتة الصويرات، ويعد إضافة مهمة لروائع السلطنة الجيولوجية والطبيعية، كما أنه يُمكن الباحثين على المدى البعيد من دراسة خصائص الصخور والمياه الجوفية في باطن الأرض، بالإضافة لكونه وجهة سياحية محتملة لمحبي سياحة المغامرات في السلطنة.

وقام الفريق العماني لاستكشاف الكهوف بمسح كهف الصويرات منذ أول نزول للفريق فيه بتاريخ 3 نوفمبر 2017، ثم استكمل عمليات المسح بتاريخ 25 يناير 2018، وقد انتظر الفريق هذه المدة لاستكمال عمليات المسح نظراً لهطول أمطار غزيرة في المنطقة خلال هذه الفترة وجريان الوادي الذي يقع فيه الكهف، وخلال عمليات المسح الجيولوجية وضع الفريق مجموعة من المقاطع الطولية والعرضية للكهف، بالإضافة إلى خريطة كاملة للجزء المتواصل من الكهف قبل البركة المائية، علماً أن الكهف ينتهي ببركة مائية كبيرة على بعد كيلومتر واحد من بداية الكهف، ويتطلب استكمال الكهف الغوص في البركة وذلك لأن سقف الكهف يلامس البركة ولا يوجد منفذ واضح خلال السقف.
وتتجه ممرات الكهف إلى الجنوب بصورة موازية لانحدار الصخور الواقعة على سفح الجبل، هذه الصخور تميل بزاوية ميلان تزيد عموماً على عشرين درجة باتجاه الجنوب وتوجد في كهف كتة الصويرات ثلاث مناطق أساسية يتطلب نزولها استخدام الحبال والأدوات والمعدات المخصصة؛ لذلك نظراً لطبيعة هذا الكهف وممراته الصعبة والمنزلقة وأهمية الحذر الشديد والتعامل الاحترافي في هذا الجانب، المنطقة الأساسية الأولى تقع في بداية الكهف وعمقها نحو 80 متراً، وتقع الثانية بعد الأولى مباشرة وهي على عمق 30 متراً تقريباً، أما الثالثة فتوجد على بعد 200 مترٍ تقريباً وهي على عمق 12 متراً، ودخول كهف كتة الصويرات يتطلب معرفة ودراية تامة بعملية نزول الكهوف وتوافر اشتراطات الأمن والسلامة ومهارات استخدام الحبال والأدوات والمعدات المخصصة لعمليات النزول والتمتع بلياقة بدنية عالية، بالإضافة إلى ضرورة وجود فريق متكامل.
ويسلك ممر الكهف الجوفي مساراً مشابهاً للأودية والشعاب الموجودة في أعلاه، كما أن ممره ينحدر من ارتفاع ما يقارب من 1300 متر فوق سطح البحر نحو الأسفل باتجاه الجنوب، وتوجد في أسفل الفتحة العمودية الأولى غرفةٌ كهفية يتبعها بعد ذلك مجموعة من الأنفاق العمودية، ويتبع هذه الأنفاق العمودية ممرٌ متسع وطويل يتجه باتجاه الجنوب والجنوب الشرقي، هذا الممر يمتد لمئات الأمتار ويمتاز بوجود تكوينات رائعة وغرف كهفية منعزلة وبحيرات مائية ضحلة، وهو يمثل الجزء الأساسي من الكهف، ورغم أن هذا الجزء من الكهف يمكن المشي فيه إلا أن ذلك يستوجب الانتباه والحذر الدقيق لكون هذا الممر رطباً في كثير من المواضع وبه مناطق قد تعرض المغامر إلى الانزلاق أو السقوط بضعة أمتار.
وينتهي كهف كتة الصويرات ببحيرة مائية ملاصقة لسقف الكهف ولا يمكن عبورها مع مستوى الماء الحالي دون استخدام معدات الغوص الملائمة للكهوف، علماً أنه يبدو واضحاً من مسار الكهف وموقع البركة المائية الأخيرة أن الكهف يمتد لمئات الأمتار بعد هذه البركة التي لا يمكن محاولة عبورها ومتابعة استكشاف الكهف إلا باستخدام معدات الغوص، ويسعى الفريق إلى الغوص داخل هذه البركة قريباً بمرافقة عدد من المتخصصين.