التنقيب يتواصل في آثار حضارة «أم النار»

بلادنا الأحد ٢٨/يناير/٢٠١٨ ٠٣:٥٢ ص
التنقيب يتواصل في آثار حضارة «أم النار»

صحم - العمانية

يواصل قسم الآثار بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية في جامعة السلطان قابوس بالتعاون مع وزارة التراث والثقافة أعمال المسح والتنقيب الأثري في مناطق: «دهوى، ووادي السخن، والثقيبة» بولاية صحم التي أعلن مؤخراً عن اكتشاف 5 مواقع أثرية بها تضم مستوطنات قديمة تعود بتاريخها إلى حضــارة «أم النار» التي يقدر عمرها بنحو 4500 عام من الآن (الفترة الممتدة ما بين 2500 إلى 2000 عام قبل الميلاد). وتعد هذه المواقع من أقدم وأهم المواقع الأثرية في شمال السلطنة، وقد بــدأ اكتشــافها أثريًا في العام 2010م من خلال قســـم الآثار بجامعة السلطان قابوس حيــن متابعته لبحث أحد الطلاب.

وقال د.خالد دغلس رئيس قسم الآثار بجامعة السلطان قابوس لوكالة الأنباء العمانية: «إنه جرى اكتشاف موقع «دهوى» في البداية العام 2010م من قبل د.ناصر الجهوري وبمساعدة الطالب وليد المزيني من ولاية صحم، وقام القسم بأعمال المسح والتنقيب الأثري ما بين العامين 2013/‏‏ 2015 م، والتي شملت مسحًا أثريًا كشف عن وجود 5 مواقع أثرية مميزة تضم مستوطنات قديمة تعود بتاريخها إلى ثقافة أم النار (2500 - 2000 قبل الميلاد) وهذه المواقع تمثل أقدم مستوطنات دائمة في شمال السلطنة». وأشار إلى أنه خلال التنقيب جرى اكتشاف مبنى تعود أصوله إلى العصر البرونزي المبكر وبشكل دقيق إلى فترة «أم النار» ونتيجة لذلك فقد قرر الفريق إجراء التنقيب في عدد آخر من المباني، روعي في اختيارها التنوع في تخطيط البناء ومساحة المبنى»، مشيراً إلى أن أقدم مرحلة استيطان في الموقع تعود إلى فترة «أم النار» وبالأخص إلى المرحلة المبكرة منها أي حوالي 2500 قبل الميلاد.
وتشير نتائج تحليل «الكربون المشع 14» إلى أن الاستيطان استمر في الموقع لـ5 قرون من الزمان أي حتى نهاية فترة أم النار في حدود (1900 قبل الميلاد)، وأظهرت الحفريات الأثرية أن الموقع استخدم لاحقاً خلال فترة وادي سوق (1900-1300 قبل الميلاد) كحقل للمدافن، بعدها أعيد استخدامه في العصر الحديدي إذ عثر على عدد كبير من المدافن التي يعود معظمها إلى العصر الحديدي الثاني (من 1300 إلى 300 عام قبل الميلاد)، كما أظهرت الحفريات أن أجزاء من الموقع أعيد استخدامها كذلك في (الفترة الهلنستية) إذ عثر على مدافن من هذه الفترة.
وأوضح رئيس قسم الآثار بجامعة السلطان قابوس أنه نظراً لأهمية نتائج التنقيبات السابقة فقد قام القسم في مطلع العام الجاري 2018م بالتنقيب لأول مرة في موقع جديد في منطقة «وادي السخن»، والذي أسفر عن اكتشاف عدد من المباني المهمة واللقى (القطع) الأثرية المثيرة، والتي أشارت بوضوح إلى الدور المركزي الذي لعبه سكان المنطقة قبل أربعة الآف سنة مضت.