مسقط –
تعد القرية التراثية بمتنزه النسيم العام إضافة جديدة للمهرجان لهذا العام وهي من الأكثر الأماكن التي يرتادها زائرو المهرجان من مختلف الجنسيات والأعمار، لما تجسّده من بيئات متعددة تستعرض حياة الإنسان العُماني قديما، وتختزل بين أركانها وزواياها تاريخ عُمان الموغل في القدم.ومن السهل ملاحظة أن القرية التراثية تعدّ أكثر ما يجذب زوار متنزه النسيم القادمين من دول مجلس التعاون الخليجي أو الدول العربية والأجنبية حيث يشدهم التعرّف على التراث العُماني الأصيل والبيئات المختلفة التي كان يعيشها الإنسان العُماني من شمال عُمان إلى جنوبها، وما يصاحب هذه القرية من أدوات وآلات ومقتنيات استخدمها الإنسان العُماني ليطوع بها قسوة الحياة والطبيعة ومنها ما زال قيد الاستخدام إلى الآن.
يصادف الزائر للقرية أولا ركن البيئة البحرية وفيها يتعرّف على تاريخ عريق للعُمانيين في البحر وإحدى المهن القديمة التي امتهنها العُماني وما زال، حيث اشتغل الإنسان العُماني في الصيد والتجارة البحرية وجاب الأسطول العُماني البحري دول العالم، ويعرض الركن نماذج للسفن التي استخدمها العُمانيون وكانت مصدر رزقهم إلى جانب شباك الصيد مع عرض لكيفية صناعتها وخياطتها، وكذلك يضم الركن الطراد الصغير وهو مركب لصيد الأسماك «والانجر أو الباوره» -مسميات بحرية- وهي آلة من الحديد ثقيلة الوزن لتثبيت السفينة أو مركب الصيد عند الوصول للشاطئ، وأيضا يتعرّف الزائر على «الدوبايه» وهي عبارة عن شبك مصنوع بشكل دائري لصيد الأسماك صغيرة ومتوسطة الحجم، كما تتاح للزوار فرصة اقتناء الهدايا التذكارية التي تجسّد البيئة البحرية للإنسان العُماني.
وينتقل الزائر إلى ركن السعفيات والمشغولات اليدوية وآلات الخياطة والغزل وحياكة النسيج والمصنوعات الخشبية، لتعطي الزائر بعدا آخر عن التراث العُماني الأصيل والسعفيات هي منتجات تصنع من مشتقات أشجار النخيل ومن سعفها وخوصها فيصنع منها (المبدع والعزاف والقفير) وغيرها الكثير. وفي ركن النسيج اليدوي يتعرّف الزائر عن قرب على الكيفية التي تتم بها صناعة النسيج وغزل الصوف وحياكته ليصنع منها (السبح وخطام الجمل والمحاجب والشنط والميداليات) وبجانبه ركن الفضيات الذي يستعرض مجموعات من الخواتم والأساور والميداليات والقلائد ذات الصناعة العُمانية، وأخيرا تبرز في الركن بعض الصناعات الخشبية كالمناديس والمرافع -تستخدم لقراءة القرآن الكريم- وغيرها الكثير.
ويعرض متحف القرية التراثية عددا من الآلات والأجهزة الكهربائية والإلكترونية التي استخدمت في القرن الفائت ومنها بعض الهواتف القديمة وآلات التصوير والمذياع (الراديو)، ويعود أقدم مذياع في المتحف لعام 1930م والتلفزيونات القديمة، كما يضم المتحف الأدوات المدرسية القديمة من الكتب والدفاتر والمساطر وأقلام الكتابة والحقائب التي كانت تستخدم مع بداية انتشار التعليم في عُمان الذي واكب النهضة المباركة للبلاد في العام سبعين من القرن الفائت.
ومع رائحة البخور العُماني واللبان وحطب العود تجعل الزائر ينجذب طوعا لتجربتها والتعرّف على أنواع البخور العُماني واللبان الظفاري وحطب العود والمخمريات وغيرها الكثير، وبعد حاسة الشم مع الروائح العطرة الزكية ينتقل الزائر لحاسة التذوق مع طعم المأكولات العُمانية وتناول الخبز العُماني بالبيض والعسل والحمص وغيرها من المأكولات العُمانية.ثم يتعرّف الزائر على البيئة الريفية بالعريش المصنوع من خامات البيئة الطبيعية والذي يجسّد حياة العُماني ما قبل عام سبعين وتقف بجانبه سيارة لاند روفر وهي من أقدم السيارات بل أولى السيارات التي استخدمها العُمانيون.
ومع ركن الفنون الشعبية التراثية المغناة تجد الزائر يقف طربا مستمتعا بالفن العُماني الأصيل ويتعرّف على أنواع الفنون التي تقدمها هذه الفرق في المناسبات والحفلات.
وأخيرا في ركن البيئة البدوية وهي إحدى البيئات التي عاشها الإنسان العُماني قديما وما زالت ولكن بنسبة أقل، يتعرّف الزائر على نمط معيشة العُماني البدوي والخيمة وما تحويه من مفروشات وسجاد وأدوات استخدمها البدوي في حياة البادية.