محوت - العمانية
تعد «محمية الأراضي الرطبة» في ولاية محوت بمحافظة الوسطى التي جاء الإعلان عنها بموجب المرسوم السلطاني رقم (51 /2014م) من المواقع البكر ذات النظم البيئية المعقدة، وتنوع أحيائي متفرد تجعله من المواقع المرجعية النادرة في العالم لدراسة التنوع الأحيائي والاستخدام المستدام للأراضي الرطبة الموجودة بين منطقة المد والجزر intertidal zone، وتصنف من أفضل 25 موقعًا ذات الأهمية الدولية للطيور المهاجرة في منطقة الشرق الأوسط خلال فصل الشتاء في مسار الهجرة لقارة آسيا وشرق إفريقيا، وتقدر مساحتها بـ(2621) كم مربعًا. وتقوم وزارة البيئة والشؤون المناخية حاليًا بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة بدراسة إعلان المحمية كثاني موقع بعد «محمية القرم الطبيعية» بمحافظة مسقط التي كانت قد أعلنت من قبل كأول موقع ضمن اتفاقية الأراضي الرطبة (رامسار) في السلطنة، والعمل جارٍ على إنهاء إجراءات تسجيل الموقع من خلال تعبئة استمارة الترشيح، علمًا أن السلطنة قد انضمت رسميًا إلى هذه الاتفاقية بموجب المرسوم السلطاني رقم (64 /2012م). وتدّ «محمية الأراضي الرطبة» بولاية محوت منتجعًا سياحيًا لمحبي الطبيعة وهواة مراقبة الطيور والحياة الفطرية، ويمكن لها أن تساهم في تنمية ورفد الاقتصاد الوطني من خلال التركيز على تحديد القيمة الاقتصادية للخدمات والقيم المباشرة وغير المباشرة التي تحتويها والمرتبطة باستدامة الموارد الطبيعية. وتشكل شبه جزيرة «بر الحكمان» الجزء الأكبر من مساحة «محمية الأراضي الرطبة»، وتتكون من سهول ساحلية وداخلية من الملح (السبخة) ومسطحات ضخمة من الطمر (mud flats) وبعض البحيرات ذات المياه المالحة، وهي ذات أهمية طبيعية وجيولوجية فريدة، وتطل على الساحل الغربي لجزيرة مصيرة. وتتميز المحمية بعدد من المكونات الطبيعية، إذ تحتوي على مجموعة من الجزر والأخوار وأشجار القرم ومواقع تعشيش وتغذية السلاحف البحرية، وتغذية وتزاوج الثدييات البحرية ومن ضمنها الحوت الأحدب العربي النادر والمهدد بالانقراض، كما تضم مجموعة من الشعاب المرجانية والأعشاب البحرية وعددًا من الكائنات المستوطنة التي لا توجد في أماكن أخرى من العالم مثل (سمكة المهرج العماني، والمرجان الكرنبي، والسلحفاة الشرفاف والخضراء والريماني، وطائر الطيطوي الكبير، وطائر الطيطوي الأحمر، وطائر الرخمة الشائعة، وطائر المرزة الباهتة، وطائر الكروان) وغيرها. وقد أصبحت «بر الحكمان» منذ منتصف الثمانينات مركزًا لدراسة وحصر عدد من الطيور المائية في السلطنة والتي يقوم بها متطوعون وخبراء من المنظمات الدولية، ويستنتج من هذه المعلومات أن المنطقة بمسطحات الطمر الواسعة وكميات الملح الموجودة بها ذات أهمية كبيرة في هجرة آلاف الطيور المائية باعتبارها من أهم محطات الوقوف في الشرق الأوسط وذلك من أجل التغذية والاستراحة والتكاثر. وكشفت المسوحات الميدانية الحديثة التي قامت بها وزارة البيئة والشؤون المناخية بالتعاون مع الخبرات الدولية عن زيادة في أعداد الطيور المهاجرة التي تزور المحمية بشكل سنوي، إذ تزيد أعدادها على نصف مليون طائر خلال فترة الشتاء، وجرى تصنيف (18) نوعًا من هذه الطيور ضمن الأنواع التي تخطت نسبة (1%) من مجموع الطيور المهاجرة التي تستخدم مسار الهجرة لقارة آسيا وشرق القارة الإفريقية.