" ترامب " لايثير قلق الامريكيين وحدهم

الحدث الثلاثاء ٠١/مارس/٢٠١٦ ٢٣:٣٥ م

واشنطن – ش

قالت صحيفة "واشنطن بوست" أن مايكل هايدن، المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، يعتقد أن هناك إمكانية قانونية أن يرفض الجيش الأمريكى تنفيذ أوامر دونالد ترامب، لو أصبح الأخير رئيسا فى حالة فوزه بترشح الحزب الجمهورى فى سباق البيت الأبيض، وقرر المضى قدما فى التعهدات التى قطعها خلال حملته الانتخابية
وأشار هايدن الذى ترأس أيضا وكالة الأمن القومى الأمريكية بين عامى 1999 و2005 إلى أنه سيشعر بقلق بالغ لو أن ترامب فى حال أصبح رئيسا حكم بطريقة تتسق مع اللغة التى يستخدمها فى حملته الانتخابية.
وكان ترامب قال فى وقت مبكر هذا الشهر إنه يدعم استخدام أسلوب الإيهام بالغرق وأساليب الاستجواب الأخرى لأن "التعذيب يجدى نفعا" عندما يتعلق باستخراج معلومات حيوية من الإرهابيين. كما أن ترامب اقترح خلال حملته قتل عائلات الإرهابيين، وهو الأمر الذى تحدث عنه هايدن خلال مقابلة تلفزيوينة معه يوم الجمعة، وقال له المذيع الشهير " بل ماهر " هذا لم يحدث لكم من قبل" فرد قائلا: "لا.. لو أصدر أمرا بهذا حال توليه الحكم، فإن القوات المسلحة الأمريكية سترفض التحرك". وأضاف أن الجيش مطلوب منه ألا يتبع أوامر غير قانونية، وسيكون هذا انتهاكا للقوانين الدولية للصراع المسلح.. فرد ماهر قائلا " أنت تقدم لنا سببا عظيما كى لا ندعم ترامب.. سيكون هناك انقلابا فى هذه البلاد".

أوفر الجمهوريين حظا
هل يفوز دونالد ترامب بالرئاسة؟.. سؤال يثير قلق كبير، يساور حكومات وشعوب عدة دول، ممن تتنبأ بفترة رئاسية أمريكية غير محمود عقباها، إذا ما تمكن المرشح العنصرى من الوصول إلى كرسى البيت الأبيض فعلا، خاصة فى ظل توقعات وتأكيدات استطلاعات الرأى بأنه الأقرب من الفوز بترشيح الحزب الجمهورى حتى الآن، بالإضافة إلى فشل هيلارى كلينتون فى جذب قاعدة شعبية حولها فى هذه الفترة. "
ترامب" يتفوق فى استطلاع الجمهوريين وأظهر استطلاع أجرته مؤسسة "رويترز ابسوس" أن المرشح الجمهورى المحتمل للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب يتقدم على منافسيه لنيل ترشيح الحزب الجمهورى لرئاسة الولايات المتحدة بعد أن زاد الفارق بينه وبين أقرب منافسيه الأسبوع المنصرم.
الأغرب فى الآمر، إن الناخبون الجمهوريون لا يبدون أى تخوف من ترامب، أحد أقطاب مجال العقارات الذى احتل عناوين الأخبار السياسية، وهيمن على السباق الجمهورى الذى يخوضه 17 مرشحا محتملا، بسبب موقفه الصارم من الهجرة والإهانات التى يوجهها لمنافسيه السياسيين. ويتنافس المرشحون المحتملون على نيل ترشيح الحزب الجمهورى للمنافسة فى الانتخابات الرئاسية التى ستجرى فى نوفمبر 2016

استطلاع
وكشف استطلاع الرأى أن قرابة 32 فى المئة من الجمهوريين، الذين استطلعت أرائهم على الأنترنت، قالوا إنهم يدعمون ترامب مقارنة بنحو 24 فى المئة قبل ذلك بأسبوع.
وتقدم "ترامب" عن أقرب منافسيه -حاكم ولاية فلوريدا السابق جيب بوش بنسبة 3 إلى واحد تقريباً، حيث حصل "جيب بوش" على 16 فى المئة، بينما حل جراح الأعصاب السابق "بن كارسون" فى المركز الثالث بثمانية فى المئة فقط. وحتى عندما وضع ترامب فى مواجهة مباشرة مع أقرب منافسيه فقد حصل على دعم 44 فى المئة من الذين استطلعت أرائهم مقابل نحو 29 فى المئة لجيب بوش قبل انسحابه و25 فى المئة لكارسون
على الجانب الآخر، تفسد "هيلارى كلينتون" فرصتها فى الفوز بترشيح الحزب الديمقراطى، من خلال الظهور بأداء ضعيف فى المناظرات الرئاسية التى تدخل فيها، حيث بدا واضحاً على تصريحات "كلينتون" اعتمادها على سياسة "أوباما" فى التعامل مع الشئون الخارجية وبرامج التأمين الصحى والضرائب، دون أن تتعلم شيئاً من الانتقادات التى وجهت لنظام "أوباما" وتم أخذها عليه.
وحسبما ذكرت الـ"هايفنجتون بوست"، فأن: "هيلارى كلينتون كانت تبدو بمظهر المرشحة الحكيمة فى مناظرات عام 2007، وذلك أكسبها شعبية لشريحة ليست بقليلة وسط الجمهور، وجعلها فى صدارة الاختيار للترشح باسم الحزب الديمقراطى، إلا أنها تتخلى الآن عن هذه الحكمة، وتحاول مسايرة الوضع، وإرسال رسالة للناخبين الأمريكيين، وأعضاء حزبها بأنها تغيرت، وهذا لن يسر فى صالحها".
وأضافت الصحيفة: "سياسة حملة هيلارى كلينتون فى 2016، تعتمد أيضاً على الهجوم على أشخاص بعينهم، وهذا لا يكون سيئاً فى كل الأحوال، ولكنه يشتت الذهن، ويجعلها تنسى الاحتياجات الأساسية للمواطن الأمريكى، الذى يرغب فى سماعها من مرشحه، بدلاً من الهجوم على حملات المرشحين الآخرين". المسلمون يشككون فى وصول النازى الجديد لرئاسة أمريكا وبالرغم من مشاعر الخوف التى تسيطر على الأوساط الإسلامية داخل وخارج الولايات المتحدة، خاصة بعد وصف "ترامب" بالنازى الجديد عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ألا أنه يبدو للمحللين السياسيين أن حملات عبر مواقع التواصل الاجتماعى لن تكون كافية لإسقاط "ترامب" كمرشح، وهذا مؤشر خطير على أن ظاهرة الإسلاموفوبيا أصبحت عامة ومقبولة اجتماعيا وسياسيا، ولو وصل ترامب للرئاسة سيصبح الأمر واقعا أكثر سوءاً وسياسة معمولا بها من قبل مرشح كدونالد ترامب فى البيت الأبيض. ويرى الأكاديمى مايكل بوفرس الباحث فى قضايا الإسلام والديمقراطية والفكر الإسلامى تصريحات ترامب التى طالب فيها بعمل سجلات للمسلمين وتلك المتعلقة برفض اللاجئين السوريين وغيرها، إنما تنم عن رجعيته وكراهيته للأجانب، متخيلاً ما سيحصل من كوارث لو نفذت فعلا هذه المخاوف ووضعت هويات لكل مسلم فى أمريكا. ويعتقد بوفرس أن مثل هذه التعليقات ومثيلاتها ستساعد ترامب فى حملته الانتخابية لتصعد بأسهمه، لأن التيار العام الأميركى اليوم ضد المسلمين، والمناخ السياسى قائم على الخوف من وجودهم. هل تأتى الانتخابات الأمريكية تأتى بما لا تشتهى السفن؟ أخيراً وليس آخراً، فأن "ترامب" يمثل نمطاً قيادياً أفضل عند العديد من الشعوب الغربية من النمط القيادى الذى يعكسه الرئيس الأمريكى الحالى باراك أوباما "لأنه يخلو من الوهم الذى يحاول أوباما ترويجه من خلال تصوير كل الناس على أنهم رائعون"، حيث يتعبرون أن "ترامب" أفضل بكثير من كل زعماء أوروبا الذين يخشون المسلمين ويهاجمونهم ولكن سراً، الأمر الذى قد ينبأ بمفاجئة مدوية فى انتخابات الرئاسة، وقدوم لرياح عاتية بما لا تشتهى السفن.

أول تأييد من سناتور
حصل المرشح الى الانتخابات التمهيدية الرئاسية الاميركية للحزب الجمهوري دونالد ترامب على دعم السناتور عن ولاية الاباما جيف سيشنز، في اول دعم من عضو بمجلس الشيوخ يحصل عليه الملياردير في معركته لانتزاع بطاقة الترشيح الجمهورية.
وقال السناتور سيشنز خلال مهرجان انتخابي نظمه ترامب في ماديسون بولاية الاباما "هذا العام لدينا فرصة للتغيير، وهذه آخر فرصة لدينا لاسماع صوت الناس. طيلة السنوات الثلاثين الماضية تحدث اناس كثر عن معالجة مشكلة الهجرة غير الشرعية، فهل فعلوا ذلك؟ كلا. دونالد ترامب سيفعل ذلك".
و اضاف "يسرني ان ادعم دونالد ترامب لمنصب رئيس الولايات المتحدة".
وهذا اول دعم من عضو في مجلس الشيوخ يحصل عليه متصدر الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري.
وكان حاكم ولاية نيو جيرسي الجمهوري كريس كريستي اعلن الجمعة تأييده لترامب.

حان وقت اسقاطه
قال الكاتب الأمريكى دويل مكمانوس إن حملة الجمهوريين للرئاسة قد تتحول إلى سباق بين رجلين أحدهما دونالد ترامب والآخر مناوئ له وهو سيناتور فلوريدا، ماركو روبيو، إذا ما صحّ حديث المحيطين بالأخير.
وفى مقال نشرته "لوس أنجلوس تايمز" فسرّ مكمانوس ما قام به روبيو مؤخرا من شنّ سلسلة من الهجمات المباغتة ضد ترامب فيما يتعلق بأعماله التجارية، ومصداقيته وغير ذلك فسّر ذلك بأن روبيو وأعوانه قد قرروا مؤخرا أنه قد آن الأوان لفتح ملفات ترامب. وتمثلت نتيجة هذا القرار فى مباراة من الصياح جرت وقائعها الخميس الماضى فى مدينة "هيوستن" على نحو كشف كيف أن أسلوب ترامب الثقيل على صعيد الإهانات الشخصية، والخفيف على صعيد السياسة- هذا الأسلوب قد حوّل حملة الجمهوريين كُليّا "عندما يكون ترامب فى الحَلبة، فلا يمكن لأحد أن يتفادى مصارعة الوحل."