مسقط -
يُمثّل اختيار السلع أحد الأسس المهمة في الثقافة الاستهلاكية، فمن خلاله يستطيع المستهلك التفريق بين الصالح والضار، والجيّد والرديء، الأمر الذي يؤدي إلى حماية صحته بشكل مباشر وغير مباشر. ولا يقتصر الدور الذي تقوم به المؤسسات والهيئات المشرفة على حماية المستهلكين حول الغش والتضليل ورفع الأسعار فقط، إنما يتعدّى إلى توعيتهم بكل ما من شأنه الإضرار بصحتهم وضياع أموالهم، ومن ذلك التوعية ببعض السلع التي قد يؤدي الإكثار منها أو الخطأ في استخدامها إلى أضرار صحية وخيمة تظهر آثارها على العيان. وتسلّط صفحة) المستهلك( لهذا الأسبوع الضوء على الزيوت وإعادة استخدامها وآثار ذلك على الصحة، والبدائل المُتاحة عبر آراء مختصين ومستهلكين.
في البداية تقول صفاء بنت سيف العامرية بأنهم كانوا في السابق يستخدمون الزيوت النباتية لطبخ الأطعمة ومن المعروف أن هذه الزيوت تُعرف بالزيوت المهدرجة والتي تعرّضت لدرجات عالية من الحرارة والضغط وتمت إضافة الهيدروجين لها فبالتالي فهي مضرة بصحة الإنسان حيث تسبب زيادة الوزن والإصابة بالاضطرابات في المعدة ناهيكم عن ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم مما يؤدي إلى تجلط الدم في الشرايين ومشاكل القلب والإصابة بمرض السكري وكذلك الزهايمر.
وتوضح بأنهم قاموا بإيجاد بدائل أخرى لطبخ الأطعمة حيث يستخدمون حاليا زيت جوز الهند لكن بعض الأشخاص قد يميّزون تغييرا في الطعم أو يحسونه ثقيلا رغم أنه لا يعطي نكهة مختلفة، ورغم أن سعره مرتفع إلا أنه يمكن الحصول عليه من محلات المواد العضوية أو في محلات السوبرماركت الكبيرة. وكذلك يستخدمون زيت الزيتون في الطبخ حيث إنه يعطي نتائج جيّدة، أما الحل المثالي لاستبدال زيوت القلي فهو الطبخ بدون زيوت حيث إنه أكثر صحة وأقل سعرا وأخف على المعدة ويساعد في الحفاظ على الوزن.
وتقول العامرية: تعرّض الكثير من أقاربنا إلى عدة أمراض وكان سببها الزيوت النباتية منهم أطفال وكبار تعرّضوا للسمنة وتجلط الدم في الشرايين وتعرّضت شخصيا إلى اضطرابات في المعدة سببها الزيوت النباتية، لذا أقترح أن يتم حظر الزيوت النباتية من الأسواق واستبدالها بزيوت بلدية وزيت جوز الهند وزيت الزيتون لما لها من فوائد صحية.
التقليل قدر المستطاع
وتشير المستهلكة خديجة بنت سليمان الحوسنية إلى أنهم يستخدمون في المنزل زيوتا مختلفة، وجميعها تلك الموجودة في الأسواق، لكنهم يحاولون بقدر المستطاع التقليل منها واستخدام الزيوت النباتية بالإضافة إلى زيت الزيتون .وتوضح أنهم تعرّفوا على أضرار الزيوت من خلال وسائل التواصل المختلفة وأصبحت لديهم ثقافة عن ضررها، إذ يتبادلون المعلومات ويخبرون أفراد أسرتهم بذلك، حتى أصبح لدى الجميع وعي كافٍ بأضرار الزيوت فأصبحوا لا يستخدمونها إلا نادرا. وترى الحوسنية أن هناك بدائل كثيرة للقلي بالزيت منها استخدام الفرن، واستبداله في طبخ بعض المعجنات والسمبوسة وغيرها، وهي وجبات قابلة للاستبدال، أما الوجبات التي تحتاج إلى زيوت فيتم التقليل منها بكثرة .وتؤكد خديجة بأنها لا تعرف كثيرا عن مخاطر الزيوت أو نتائجها الصحية؛ لأن المشاكل الصحية تختلف أسبابها، فهناك مشاكل صحية معيّنة قد يشترك في ظهورها الزيت وأشياء أخرى، ربما ليس الزيت وحده ،وعلى سبيل المثال استهلاك السكر مثلا بكثرة أو تناول وجبات سريعة وهكذا، لكنها تعلم بأن الابتعاد عن الوجبات المشبعة بالزيوت أمر صحي وتنصح به أسرتها وأقرباءها.
وتقول بأنه يجب أن يتم توعية المستهلكين بمخاطر الزيوت وأضرارها، وذلك عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي؛ لأن معظم شرائح المجتمع موجودون فيها، ويمكن أيضا عمل حلقات في المراكز الصحية من قِبل مختصين للتوعية بالثقافة الصحية والممارسات التي تسبب مشاكل صحية، كما تجب توعية الناس بأهمية اختيار الزيت الصحيح لاستخدامات الطبخ مثل زيت عباد الشمس وزيت الكونولا وزيت فول الصويا، وزيت الفول السوداني.
الضرر مرتبط بالمحتوى
ويشاركنا الشيف سامي بن سالم أولاد ودير برأيه قائلا بأن أضرار الزيوت مرتبطة بمحتوياتها، فإذا كانت تحتوي على نسبة عالية من الكولسترول فمن الطبيعي أن يؤثر استخدامها الدائم على الشرايين بالانسداد، ومشاكل القلب والسمنة وغيرها من الأضرار التي لا تخفى على الجميع، وهذا ما يُسمى بالتأثير المباشر، أما التأثير غير المباشر فهو ناتج عن استخدام هذه الزيوت، إضافة إلى الاستخدام الخاطئ على الأكل، وهو كثرة استخدام زيوت القلي فعند القلي بطريقة غير صحيحة تتشبع الوجبات بالزيت وعند قيام المستهلك بشرب الماء البارد أو أي مشروب آخر بارد بعد هذه العملية يؤدي إلى الانسدادات الفورية والتي تُهلك وتأتي بنتائج لا تُحمد عقباها، وأيضاً تؤدي بشكل مباشر إلى الحموضة) قد يحس المستهلك بهذا الشعور ولكن لا يعرف السبب). ويقول أيضا: من الاستخدامات الخاطئة أيضا القلي بزيت الزيتون، وأنا هنا لا أمنع ذلك، ولكن احذر من نقطة عدم وصول زيت الزيتون لدرجة الاحتراق، لذا يجب الالتفات لهذه النقطة وأخذها بعين الاعتبار وهي أن وصول زيت الزيتون لدرجة الاحتراق تنتج عنه مواد كيميائية سامة مثل )الالديهايدات( ولطالما ارتبطت هذه المادة بالسرطان والسكري وأمراض القلب.
ويوضح بأن هناك بدائل كثيرة يمكن استخدامها بطريقة مناسبة للزيوت، ففي المقام الأول يجب التركيز على الجودة في البدائل لتجنب الأضرار الصحية، أما بالنسبة للبدائل فهي زيت الزيتون في المقام الأول للتحضير البارد وتجنب استخدامه للساخن، إلا إذا كان المُعد للطعام شخصا محترفا، وبالنسبة لقلي الطبخ فإن زيت الذرة الخفيف هو الأنسب رغم ارتفاع سعره. ويذكر سامي أن هناك حالة وقفنا عليها بسبب مشاكل الزيوت، ولله الحمد تم تدارك الأمور وهي مشكلة انسداد بشريان القلب، وكان سؤال الدكتور الأول عند التشخيص: هل أنت مستهلك للأكل الدهني؟ من هنا نعرف معنى خطورة استخدام الزيوت لأنها تأتي كمتصدر لمشاكل القلب والتشخيصات. ودائماً نحذّر من مخاطر الزيوت وننصح بتغيير نوعيات الطبخ والاتجاه إلى الطبخ بالضغط مثل الطبخ بالضغّاطة أو الطبخ تحت الأرض ) التنور)، وكذلك الطبخ بالغلي والطبخ بالبخار، والطبخ بالشوي على الفحم. ويؤكد سامي بأنهم يستخدمون في مطعمهم زيت الذرة قليل الكولسترول للطبخ وزيت الزيتون لتحضير الوجبات الباردة والسلطات، ناصحا الجميع باستخدامها لسلامتهم.
الأسوأ عند الحرارة العالية
زكريا بن ناصر الهنائي -ممرض -يؤكد أن أسوأ استخدام للزيوت عندما تكون تحت حرارة عالية حتى الدهون المتعددة وغير المشبعة؛ وذلك بسبب احتوائها على أكثر من مادة مضرة بسبب الاحتراق. وينصح الهنائي المستهلكين باستخدام بديل عن الزيوت الحيوانية واستخدام الزيوت النباتية لأنها أقل خطورة وصحية أكثر، موضحا بأن هناك بدائل عن استخدام الزيوت للطبخ منها استخدام الفحم أو الحجارة للشوي، خصوصا اللحوم الحمراء والسمك.