ولاية نخل عبق يصل الحاضر بالماضي العتيق

مزاج الاثنين ٠١/يناير/٢٠١٨ ٠٤:٤٨ ص
ولاية نخل

عبق يصل الحاضر بالماضي العتيق

مسقط- خالد عرابي-

تقع ولاية «نخل» في الجزء الشمالي من السلطنة، وهي إحدى ولايات محافظة جنوب الباطنة ومما يميزها ويجعلها وجهة سياحية مميزة بجانب ثرائها التاريخي وكثرة المعالم السياحية بها هو قربها من العاصمة مسقط -التي تبعد عنها حوالي 100كم- كما تتميز بموقع قريب من عدد من الولايات الشهيرة بكونها سياحية أيضاً، حيث يحدها من الشرق ولايتي السيب وسمائل، ومن الجنوب نيابة الجبل الأخضر بولاية نزوى، ومن الشمال ولاية وادي المعاول ومن الغرب ولاية العوابي.. وتتمتع نخل بكونها ذات مكانة تاريخية خالدة، حيث يرجع تاريخها إلى ما قبل الإسلام وهو تاريخ حافل بالأمجاد على مر العصور ولعبت دوراً بارزاً في التاريخ العماني على مر العصور. كما تشتهر الولاية بالقلاع والحصون التاريخية ومنها قلعة نخل وحصن المصور في موقع الغرابي، وحصن القرين بمنطقة الصعبة الكبرى. كما يوجد بها عدد من الأبراج وأبرزها برج عاقوم وذلك نسبة إلى الجبل الذي يقع عند مدخلة وبرج الطبطوب.. حدثنا عن الولاية ومعالمها أحد أبنائها وهو أحمد بن عبدالله الكندي حيث قال: «تعد قلعة نخل، أبرز القلاع ليس في الولاية فحسب بل في السلطنة، كما يوجد إلى جانب قلعة نخل قلعة الجناه والتي تقع في منطقة العلاية بالقرب من مسجد الجناه، كما يوجد عدد من القلاع الأخرى في قرى: الأبيض، حليان، ووادي مستل.. وتعرف نخل بأنها من الولايات الشهيرة بإنتاج التمور وبالتبسيل، وهي عادة عمانية قديمة، حيث يقوم الأهالي بطبخ التمور في «التركيبة» وهي مكان طبخ التمور والتي يوجد منها العديد بالولاية.. هذا وتزحر نخل بكثرة العيون الساخنة والينابيع المعدنية التي تتدفق على مدار العام من تصدعات في صخور الجبال مما كان سبباً في انتشار المزارع والبساتين.. هذا وتشتهر الولاية بالعديد من المساجد الأثرية والتاريخية ذات الطابع المعماري الفريد وبها كتابات ونقوش تزيّن محاريبها مثل جامع المكبر ومسجد الغريض والسرير والعلاه وجامع السوق بمركز الولاية ومؤخراً حظيت الولاية بإنشاء جامع السلطان قابوس ليصبح أكبر مسجد بالولاية وبه العديد ممن المناشط الثقافية والعلمية.

قلعة نخل

وعن قلعة نخل قال الكندي: «تقع على سفح جبال الحجر الغربي على منطقة صخرية يصل ارتفاعها إلى حوالي 200 متراً، ويقال بأنه يعود تاريخ بنائها إلى عهد ما قبل الإسلام. أما الباب الخارجي وسور القلعة وأبراجها فقد بنيت في عهد الإمام سعيد بن سلطان، وتعد إحدى المزارات السياحية المهمة، وتضم عدداً من الأبراج وفي داخلها بئران للمياه. قام بترميمها وإدخال التحسينات عليها الإمام الصلت بن مالك الخروصي في العام 170هـ، وقد تم تجديدها في القرنين الثالث والعاشر الهجري خلال فترة حكم أئمة بني خروص واليعاربة. كما تم ترميمها في العام 1990م وتجهيزها بالصناعات الحرفية والتحف الأثرية بحيث أصبحت معلم جذب للسياح.

قرية وكان

وأشار الكندي إلى أنه أصبحت قرية «وكان» الآن واحدة من أبرز معالم الولاية السياحية حيث نالت مؤخراً اهتماماً كبيراً من السياح بسبب تسليط الإعلام للضوء عليها، وهي قرية تقع بالقرب من الجبل الأخضر على ارتفاع 2000م عن مستوى سطح البحر في وادي مستل، حيث يوجد مسار جبلي يربط القرية بالجبل الأخضر لمحبي رياضة «الهايكنج» المشي. وتبعد القرية عن مسقط حوالي 150 كم، وتمتاز باعتدال درجة الحرارة صيفاً وانخفاضها في فصل الشتاء، وتنتشر في القرية العديد من المدرجات الزراعية يزينها الأشجار المثمرة مثل: الرمان والعنب والمشمش والليمون والنخيل وبعض الأعشاب الجبلية التي تستخدم في العلاج الشعبي. وقد تم إنشاء طريق للمشاة يتكون من مئات الدرجات الصاعدة حتى القمة، والطريق محاط بسياج حماية، ويحتوي على مناطق خدمات بالإضافة إلى أبراج مشاهدة على شكل قلاع ومظلات وبعض المجالس، بالإضافة إلى مركز استراحة يشرف على القرية والمدرجات، كما ويمر الفلج الهابط من أعلى القرية باتجاه المدرجات الزراعية بهذا الطريق.

العيون المائية

وأكد الكندي على أن الولاية تشتهر أيضا بالعيون المائية حيث يقال بأنه توجد بها نحو 112 عيناً مائية أشهرها عين الثوارة التي تعد أحد أشهر مواطن الجذب السياحي في الولاية، وسميت بالثوارة لثوران المياه وسخونتها بها، وهي عبارة عن عين مائية صحية ساخنة تنبع بكثافة من الجبل طوال العام، وتختلف كمية المياه بها بحسب هطول الأمطار على مدار العام. وكثير من السياح يأتون للاستشفاء بمياهها المعدنية الساخنة، وقد أقيم حول العين حوض للشرب وآخر للاستحمام، حيث تنقسم المياه بعد خروجها منها إلى فلجين، كما تروي مياهها نسبة كبيرة من البساتين حولها، ويوجد بالقرب من العين مظلات وأماكن للاستراحة.

الأودية

كما أشار أحمد الكندي إلى أن الولاية تشتهر بعدد من الأودية المتميزة والفريدة ومنها: وادي الأبيض الذي يبعد عن مركز الولاية حوالي 20 كم، وتتدفق فيه المياه طوال العام، ولكنها تزداد عند هطول الأمطار، ويحظى بوفرة الحدائق الطبيعية على ضفتيه ويحيط به من جهتي الشرق والغرب الأشجار والنخيل التي تزيد المنظر جاذبية وتجعل الطبيعة خلابة، كما أنه مليء بالبرك المائية وتحيط به الجبال الشاهقة. ويتبع الوادي الأبيض عدد من القرى منها: خبة الجعدان التي تتميز بعدد من الكثبان الرملية العالية والتي تعتبر موقعاً متميزاً لممارسة هواية تحدي الرمال وركوب الدراجات النارية والسيارات الرملية، كما تعتبر مكانا ملائما للرحلات والتخييم.. كما أن هناك وادي مستل الذي يبعد عن مركز الولاية حوالي 30 كلم، ويمر على عدة قرى جبلية أشهرها قرية وكان.

الأفلاج

ولفت إلى أن الولاية تتميز بالعديد من الأفلاج أيضا ومنها: فلج العـبتـري الذي يمتـاز بعذوبة ميـاهـه وغزارتها طوال العـام ومن أجل سهولة مرور الفلج فوق الوادي تم إنشاء جسر تقليدي قديم يسمى العـوقـة ليـصـل المياه إلى مزارع الوادي.. وفلج الخـطـم بالأبيض الذي يقـع بمـحاذاة المتنزه السـياحي عند وادي الأبـيض ومنه تروى المزارع، ولذا تمتاز بلدة الأبيض بكبر مساحة الأراضي الزراعية بها.