فاتورة عالية تتحملها الشعوب الترسانات النووية..

الحدث الاثنين ٢٩/فبراير/٢٠١٦ ٢٣:٣٥ م

عواصم

قال قائد سلاح الحرب النووية، إن الوقت ينفد للبدء في تحديث القوات النووية الأمريكية التي مضت عليها عقود، ويدفع أدميرال البحرية سيسل هاني وقادة آخرون من البنتاجون، أن القوة ما زالت قادرة على القتال وأنها «آمنة ويُعول عليها وفعالة» في تصريحاتهم المتكررة. ولكنهم يقولون إن الوقت قد حان للبدء في تحديث القوة أو تآكل مصداقيتها كرادع للهجوم من قبل الآخرين.

وبدأ في الكونجرس جدل حول إنفاق مئات البلايين من الدولارات على بنـــاء ونشر جيل جديد من القاذفات والغواصات ونظم الصواريخ على الأرض.
ويقول منتقدون، إن التحديث الكامل لا يمكن تحمّل تكلفته كما أنه غير ضروري. ولا يتأثر النقاش فحسب بالشعور بالحاجة إلى استبدال الأسلحة القديمة استبدالا كاملا ولكن أيضا بالمخاوف بشأن الطموحات النووية لكوريا الشمالية والقلق مما وصفه وزير الدفاع آش كارتر بأنه «المناجزة النووية» مع روسيا.
وقال روبرت وورك نائب وزير الـــدفاع إن البنتاجون سيحتاج إلى نحو 18 بليوناً ســـنويا بين العامين 2021 و2053 لتحـــديث المجـــموعات الثلاث من الأسلحة النووية، أي الأسلحة التي تنطلق من الأرض والبحـــر والجــو، مضيفـــا: «علينا أن نستبدل هذه.
لا يمكنا ان نتأخر أكثر من ذلك». والمبالغ الضخمة المطلوبة قد يتم تقليصها بسبب أولوية المتطلبات لأسلحة غير نووية وتقليدية. ولا تشمل المبالغ التي ذكرها وورك البلايين التي ستكون مطلوبة لتحديث الرؤوس النووية في الصواريخ والقنابل. وقال قائد القيادة الاستراتيجية في مقابلة الجمعة الفائتة بعد ساعات من مشاهدته لاختبار إطلاق لصاروخ ماينيوتمان عابر للقارات غير مسلح «التحديث الآن ليس خيارا». وتجاوز صاروخ ماينيوتمان الذي ظل في حالة تأهب منذ العام 1970 على مدار 24 ساعة، متوسط عمره الذي لا يتجاوز عشر سنوات. وقال هاني إن ترسانة الولايات المتحدة من الرؤوس الحربية النووية هي الأقدم في تاريخها. وبصفته قائدا للقيادة الاستراتيجية، فيعد هاني أعلى مسؤول عن القوة النووية بالجيش الأمريكي. وأضاف «يتعيّن علينا أن ندرك أنه ليس بإمكاننا تمديد هذا إلى الأبد»، مشيرا إلى أن البحرية تخطط لاستبدال غواصات الصواريخ الباليستية طراز أوهايو، فيما تعتزم القوات الجوية بناء قاذفة جديدة قادرة على حمل رؤوس نووية لتحل محل القاذفة «بي - 52».

أمريكا تطور أسلحتها النووية
كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» بأمريكا عن أنه في الوقت الذي كانت فيه كوريا الشمالية تحفر أنفاقا بموقعها الخاص بالاختبارات النووية في خريف هذا العام، تراقبها أقمار التجسس الأمريكية، كانت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما تحضّر لاختبار خاص بها في صحراء نيفادا. وقالت الصحيفة - في سياق تقرير نشرته في منتصف يناير الفائت على موقعها الإلكتروني - إن مقاتلة انطلقت بنسخة مقلدة من أول قنبلة ذرية دقيقة التوجيه تمتلكها الولايات المتحدة. وأضافت الصحيفة أن هذا السلاح صمم بالوضع في الاعتبار مشاكل مثل كوريا الشمالية، حيث يسمح له العقل الإلكتروني الخاص به وكذا الأجنحة الأربعة القادرة على المراوغة بالوصول إلى الأهداف المدفونة عميقا مثل أنفاق الاختبار ومواقع الأسلحة. وأشارت الصحيفة إلى أنه يمكن حساب الأثر الناتج عن القوة التفجيرية للقنبلة أو تقليله بناء على الهدف من أجل تقليل مقدار الضرر الجماعي. وأوضحت الصحيفة أنه باختصار فإنه بينما يفكر الكوريون الشماليون في أشياء كبيرة، حيث يدعون بأنهم صنعوا قنبلة هيدروجينية، وهو ما استبعده الخبراء ووصفوه بالمبالغ فيه – تعكف وزارة الطاقة الأمريكية والبنتاجون على تجهيز مجموعة من الأسلحة في الاتجاه المعاكس. ولفتت الصحيفة إلى أن أوباما لطالما دافع عن عالم خالٍ من الأسلحة النووية. ويدفع مساعدوه بأن تحديث الأسلحة الموجودة حاليا يمكن أن ينتج ترسانة أصغر وأكثر موثوقية وفي الوقت نفسه يكون استخدامها أقل احتمالا بسبب التهديد الذي يمكن أن تشكله. ويقول مساعدو الرئيس الأمريكي إن هذه التعديلات هي تحسينات أكثر من كونها إعادة تصميم بالكامل مما يحقق تعهد أوباما بعدم صنع أسلحة نووية جديدة. ونوّهت الصحيفة إلى أنه ومع ذلك فإن المنتقدين، ومنهم عدد من المسؤولين السابقين بإدارة اوباما، يدفعون بأن الأجزاء الداخلية المتفجرة للأسلحة المحدثة ربما لا تكون جديدة كليا لكن الأثر الأصغر الذي تتركه والاستهداف الأفضل يمكن أن يجعل استخدام هذه الأسلحة أكثر جاذبية– لاستخدامها أولا وليس كرد انتقامي.

مسيرة

شارك الآلاف في احتجاج وسط لندن يوم السبت الفائت، ضد تجديد نظام «ترايدنت» البريطاني للأسلحة النووية. ويتوقع أن تتخذ بريطانيا قراراً في وقت لاحق من هذا العام حول استبدال غواصاتها القديمة التي تحمل صواريخ ترايدنت بكلفة تبلغ 31 بليون جنيه استرليني (39 بليون يورو، 43 بليون دولار). وتؤيد حكومة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، المحافظة هذا الأمر، وتعتبر أن النظام ضروري لحماية أمن بريطانيا. وقال وزير الدفاع فيليب دان، قبل المسيرة، إن عدم تجديد هذا النظام «سيكون رهانا طائشا بأمننا القومي سيفيد أعداءنا». وتملك بريطانيا حاليا أربع غواصات في اسطول «ترايدنت»، وتقوم إحداها على الأقل بدوريات في المحيطات على مدار الساعة. وتريد الحكومة استبدال هذه الغواصات بأربع من غواصات «ساكسيسور» التي ستدخل أولاها الخدمة مطلع 2030. ويؤكد منظمو المسيرة وجود معارضة شعبية متزايدة لنظام الأسلحة الذي يعود تاريخه إلى الحرب الباردة ومركزه على الساحل الغربي لاسكتلندا.

تحذيرات علمية

قال علماء إن عقرب الدقائق في «ساعة القيامة» الرمزية ما زال يبعد ثلاث دقائق عن منتصف الليل الذي يشير في تلك الساعة إلى يوم النهاية على هذا الكوكب. وقررت نشرة علماء الذرة ترك الساعة عند ثلاث دقائق قائلة إن الترسانات النووية العالمية أكثر خطورة الآن مما كان عليه الوضع خلال الحرب الباردة.
وقالت المجموعة التي أنشأت تلك الساعة الرمزية في فجر العصر النووي قبل عقود إن الدقائق الثلاث هي الأقرب إلى منتصف الليل منذ العام 1983 عندما كان سباق التسلح في ذروته بين أكبر قوتين نوويتين، الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي. وكان العلماء قد قاموا بتحريك عقرب الدقائق من خمس دقائق إلى ثلاث دقائق العام الفائت، معبرين عن مخاوفهم ليس تجاه الأسلحة النووية فحسب ولكن أيضا بسبب التغيّر المناخي، وقالوا إن ارتفاع حرارة الكوكب تهدد الحياة على الأرض كما هو الحال بالنسبة للأسلحة النووية. وقال العلماء في بيان صحفي: «بالرغم من نجاح اتفاق باريس بشأن المناخ، فإن الترسانات النووية الحالية وبرامج تحديثها تزيد من مخاطر اندلاع حرب نووية». وقالت المديرة التنفيذية للحملة الدولية للتخلص من الأسلحة النووية، بياتريس فين، إنه ينبغي أن يأخذ قادة العالم هذا التحذير على محمل الجد. وأضافت أن «خطر استخدام الأسلحة النووية يتنامى، وإذا تم تفجير سلاح نووي فإن الآثار المترتبة على ذلك ستكون مهلكة ولن يستطيع المجتمع الدولي التعامل مع ما بعد ذلك». وكانت نشرة علماء الذرة قد أنشأت «ساعة القيامة» بعد عامين من إلقاء الولايات المتحدة قنابل ذرية على اليابان العام 1945 لتنتهي الحرب العالمية الثانية نهاية مفاجئة. ويجتمع العلماء كل عامين لتحديد ما إذا كان ينبغي تحريك عقرب الدقائق. وكان العقرب يبعد خمس دقائق عن النهاية الرمزية للكوكب في منتصف الليل بهذه الساعة في 2012 قبل أن يتم تغييره إلى ثلاث دقائق العام الفائت.